رئيس التحرير
خالد مهران

«عايزين جنازة ويشبعوا فيها لطم»!!

حمدي رزق- أرشيفية
حمدي رزق- أرشيفية


دين أبوهم اسمه إيه؟!

اللى فتحوا القلب لخيول العدو (من قصيدة جمال بخيت)

أعمى يقودُ بصيراً لا أبا لكمُ، قد ضلَّ من كانت العميان تهديه، كلاب عقورة شمتانة، وحوائط فيسبوكية متسخة، وبوم أسود على شجر الزقوم ينعق فى الفضاء الإلكترونى، أحاديث البهتان التى تصدر عن عميان القلوب لا تغير ما فى القلوب، وعبدالودود على الحدود صامد ورابض، ولابد من يوم معلوم.

والدماء ساخنة، والشباب يخوضون المعركة، نصب كل منهم نفسه خبيرا عسكريا على فيسبوك، وخبيرا أمنيا على تويتر، وثعلبا من ثعالب الصحراء، يفسفسون فى البراح، ويتطوعون بالأرقام، ويهرفون بالتقصير، ويقصفون الجند بما فى أنفسهم من غل، عاوزين جنازة ويشبعوا فيها لطم.

ويسبقهم لطماً ودرمغة فى التراب عصبة فاجرة من المستأجرين على قنوات الإخوان التركية، جنازة وهات يا لطم، يقتلوا القتيل تحريضا وتعريضا ويمشون فى جنازته لاحقا، دماء الشهداء صارت تجارة والسماسرة يجولون فى الأسواق التركية يبيعون بضاعة فاسدة، متى كانت أرواح الشهداء معصومة من كذبكم وخداعكم، أنتم من حرّضتم على قتال الجيش والشرطة ولا تزالون.

وطائفة من المخنثين العراة من كل فضيلة وطنية، إذ فجأة ظهرت عليهم أعراض الوطنية، وبرزوا مغردين محزونين، يشقون الجيوب، ويلطمون الخدود، برز الثعلبُ يوماً فى شعار الواعِظينا، الثعالب العقورة يعظون فينا، وهم ألد الخصام، يدسون الملح فى الجرح الطرى، لينزف القلب الحزين دماً.

وسرعان ما يتلوّنون كالحرباء يدلفون إلى حديث الإفك، وإلقاء الاتهامات جزافا يمينا ويسارا، يتكاثرون كالبعوض السام يمصون الدماء، كالغربان ينقرون الرؤوس، ويولولون على الدم المراق، وينتحبون، مثلهم مثل الندابة فى الجنازات، مستأجرة مغسلة ومعددة وستقبض الثمن على رأس الميت.

الطابور الخامس يهز ديله جزلاً مسروراً، الخلايا النائمة تستيقظ، والصفحات المزورة ترغى وتزبد، وهز الثقة هدف- لو تعلمون- خطير، حذارِ من الغدر والخداع، بين الصفوف مدسوس إخوان خونة مجرمين، فتنبهوا وكونوا حذرين يقظين، ما خلفه الإخوان من سوس ينخر فى العظام، يمارسون كل ألوان الخديعة، دموعهم دموع تماسيح، ويظهرون ما لا يستبطنون، ويعمدون إلى التعاطف كذباً وزوراً وبهتاناً، ويبخون السموم فى الجروح، ثعالب عقورة مطلوقة تلغ فى دماء الجنود.

إخوان كاذبون، إذا رأيت إخوانياً حزيناً، فاعلم أن قلبه يرقص فرحاً، سيشاطرك الأحزان، ثم يدلف دامعاً من فوره إلى حديث الإفك والبهتان، والخطط والتخطيط والقيادة، ودم الغلابة، ولا ينتهى إلا وقذارة يلوكها فى فمه، ويبصقها لتنشر العدوى بغية إحداث الغضب.

خلاصته يرومون زعزعة اليقين بالتسلل إلى العقول الذاهلة حزنا، فرصة وسنحت لتجميع سحابات الحزن لتمطر غضبا، ولكنهم واهمون، هذا شعب يزف الشهداء عرسانا إلى السماء، ويتحسب، حسبنا الله، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقكم لمحزونون.

نقلًا عن "المصري اليوم"