رئيس التحرير
خالد مهران

ماذا تفعل الهواتف المحمولة في رؤوس البشر؟!.. أبحاث علمية تجيب!

هواتف ذكية
هواتف ذكية


تؤثر الهواتف الذكية بشكل غير معتاد في أجسادنا، حيث أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن التنبيهات المستمرة من تلك الهواتف تفرز مزيد من هورمونات الإجهاد لدينا، كما تؤدي إلى تسارع نبضات القلب، وزيادة وتيرة التنفس، وانفجار الغدد العرقية، وتقلص عضلاتنا.

وبدأ الباحثون يرون فظاعة ما يجنيه البشر من التطبيقات الاجتماعية المختلفة التي ترسل الإشعارات بشكل دوري إلى الهاتف، ومن ثم تؤثر على العقل والجسم، ففي أحد الدراسات الأمريكية، أبلغ 89٪ من المبحوثين عن اهتزازات هاتفية "خيالية"، فيما يعاني 86% من عينة الدراسة من هاجس فحص البريد الإلكتروني باستمرار، حتى لو لم يوجد إشعار ببريد قادم!

يقول عالم الغدد الصماء الأمريكي روبرت لوستغ: إن الإخطارات من هواتفنا تقوم بتدريب أدمغتنا لتكون في حالة من الإجهاد والخوف، من خلال إنشاء مسار ذاكرة الخوف، وتعني هذه الحالة أن القشرة المخية، وهي جزء من أدمغتنا التي تتعامل مع بعض الوظائف الإدراكية العليا، تتخبط تمامًا مع تزايد التنبيهات التي تتلقاها، فيما يشبه حالة "التهنيج" لدى أجهزة الحاسب!

يقول لوستج: "ينتهي بك الحال إلى القيام بأشياء غبية، والتي قد تعرضك للمتاعب" ، فيؤكد العلماء منذ سنوات، أنه لا يمكن للإنسان المعتاد القيام بمهام متعددة في الوقت نفسه، بنسبة 97.5 ٪ من السكان، فيما يتملك الآخرون قدرات فائقة.

 وهذا يعني أنه في كل مرة نتوقف فيها للإجابة على إشعار جديد أو نتلقى تنبيهًا من تطبيق مختلف على هاتفنا، فإننا نقاطع، أمرًا ما كنا نقوم به، وفي حالة تزايد تلك التنبيهات، يتزايد الاضطراب.

ففي بعض الأحيان، يكلفنا التحويل من مهمة إلى أخرى بضعة أعشار من الثانية فقط، ولكن خلال اليوم الواحد ينتقل المرأ بين الأفكار والمحادثات والمعاملات على الهاتف أو الكمبيوتر، وهذا التحول يضع قشرة الفص الجبهي التي نأخذها بعين الاعتبار، وننمي هرمون الدوبامين.

بعبارة أخرى، الإجهاد الذي نحصل عليه من خلال القيام بأشياء كثيرة في وقت واحد يجعلنا نشعر بالإرهاق العقلي والذهني والعصبي، وفي النهاية يصل الدماغ إلى مرحلة الكسل والغباء.