سر اختفاء البنسلين وألبان الأطفال وأدوية الاكتئاب وموانع الحمل

تشهد مصر حاليًا أزمة شديدة، تتمثل في نقص بعض الأدوية وألبان الأطفال، لاسيما بعد ارتفاع سعرها فى الآونة الأخيرة، الأمر الذي تسبب في زيادة متاعب المواطنين، وجعلهم يتنقلون بين المحافظات؛ بحثًا عن «اللبن» خاصة المستورد منه الذي لا غنى عنه لـ«الأطفال الرُضع».

يقول محمد مجاهد، من محافظة دمياط، إنه بحث كثيرًا بالصيدليات المختلفة في نطاق المحافظة، ولم يعثر على لبن الأطفال خاصة «بيبيلاك fl»، لأن نجله يعانى إسهالًا شديدًا وقيئًا فى حالة إرضاعه رضاعة طبيعية، لافتًا إلى أنه بعد زيارات المستشفيات والأطباء، وصفه له الطبيب هذه النوع، ومن وقتها لا يستغنى عنه الطفل.

وأضاف «مجاهد»، أنه بعد البحث المضني، وجد علبة ألبان في المنصورة، ولكن سعرها كان الضعف، لأنه اشتراها بأكثر من 130 جنيهًا، بينما كان سعرها 76 جنيهًا فقط.

وفي ذات السياق، قال أحمد السيد، من محافظة الجيزة، إن شقيقته بمحافظة بنى سويف طلبت منه البحث لها عن نوع معين من لبن الأطفال الذي لاغنى عنه لطفلتها نظرًا لعدم وجود هذا النوع ببلدتها، لافتًا إلى أنه بعد البحث في عدة أماكن بالقاهرة، لم يعثر عليه.

وتجولت «النبأ» على صيدليات في القاهرة الكبرى، وكشفت بالفعل عن وجود أزمة في أنواع معينة من ألبان الأطفال، وفي هذا الإطار قال دكتور صيدلي - رفض ذكر اسمه - بمنطقة شعبية في الجيزة، إن هناك نقصًا شديدًا في بعض الأنواع، وكل صيدلية فى هذه الفترة تبيع من خلال المخزون الذي لديها، وأن الأزمة لم تحل بطريقة نهائية منذ أن ظهرت فى الفترة السابقة.

وتابع: «حدثت انفراجة بعد دعم القوات المسلحة لعبوات ألبان الأطفال، ولكنه سرعان بدأت الأزمة تطفو على السطح مرة أخرى»، كاشفًا عن وجود أزمة أخرى تتعلق بنقص البنسلين والأدوية الخاصة بموانع الحمل وعلاج الاكتئاب.

في نفس السياق، كشفت مديرة إحدى الصيدليات الكبرى بمحافظة الجيزة - تحفظت على ذكر اسمها - أن هناك نقصًا فى ألبان الأطفال، ولكنه حتى هذه اللحظة، لم يرتق لمستوى الأزمة، عدا بعض الأنواع من الألبان فهى ليست موجودة بالسوق منذ ما يقرب من الأسبوعين خاصة نوع «بيبيلاك«fl.

وأضاف أنه في ما يخص ألبان القوات المسلحة فحتى الآن فلديها عبوات منذ الطلبية السابقة، وسيتضح هل بالفعل توجد أزمة أم لا من خلال توفير «الطلبية الجديدة».

وقال الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرف التجارية، إنه لم يتم رصد نقص في «الأنسولين» من الأسواق في الفترة الحالية، وإنما تم رصد نقص في بعض أدوية موانع الحمل التي يتم استيرادها.

وأضاف «عوف» أنه لا يوجد تفتيش على الصيدليات في مصر، وأن هناك بعض الصيدليات تبيع المخدرات، ويتم تحرير محاضر من قبل المفتشين.

ونجحت الرقابة الإدارية، خلال الأيام الماضية، في إحباط تهريب 2.3 طن أدوية مدعمة خارج البلاد عن طريق ميناء الأدبية.

وأكدت تحريات الرقابة الإدارية، أن مسئولًا بشركة توزيع أدوية خاصة سحب كميات كبيرة من الأدوية المدعمة من السوق من بينها أدوية منع الحمل والأنسولين، قبل حصول انخفاض فى تواجدها فى السويس خلال الشهرين الماضيين، على الرغم من معرفة مسئولى شركة توزيع الأدوية جيدًا أن هذه النوعية من الأدوية مطلوبة بكثافة بالسوق الخاص بالأدوية داخل البلاد.

وأكدت التحريات وتقرير التفتيش الصيدلى، أنه بجانب الكميات الكبيرة من أدوية منع الحملة والأنسولين توجد أدوية خاصة بعلاج مرضى القلب السرطان والكبد وفيروس سى، وهى جميعًا أدوية مدعمة تواجدت داخل الحاوية المضبوطة بميناء الأدبية، والتى تم فحصها بالكامل، وأعد تقرير بشأنها لتسليمه إلى النيابة العامة بالسويس.

وكانت النيابة العامة بالسويس أصدرت قرارًا بضبط وإحضار خمس من المتهمين حاولوا تهريب 2.3 طن أدوية مدعمة خارج البلاد.

والمتهمون الصادر قرار بضبطهم، هم مسئول بإحدى شركات الاستيراد ومدير شركة أدوية خاصة ومساعده، واثنان آخران من بينهما مستخلص جمركى.