رئيس التحرير
خالد مهران

قصص «تسريح» صغار المقاولين من العاصمة الإدارية الجديدة على يد شركة شهيرة

العاصمة الإدارية
العاصمة الإدارية الجديدة - أرشيفية


يُقدم العمال و«الصنايعية» وصغار المقاولين «ملحمة وطنية» من خلال أعمال البناء والتشييد والتعمير بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة.


ورغم حالة الفرح التي تبدو على العاملين بالمشروع، نتيجة الانطلاقة السريعة التي يشهدها بشكل متوازٍ بجميع المستويات، سواء مبان حكومية أو وزارية أو دبلوماسية أو سكنية أو تجارية أو غير ذلك من أعمال، إلا أنه للأسف الشديد، فإن بعض هذه الفئة تعاني بسبب بعض مشاكل الشركات التي يتبع لها هؤلاء العمال.


عدد كبير من صغار المقاولين يأخذون أعمالًا من شركة الغرابلي للأعمال الهندسية، ويصرخون ويستغيثون بالمسئولين؛ لحل مشاكلهم مع الشركة، وصرف مستحقاتهم المالية، والمستقطعة منهم دون مبرر مقنع من جانب إدارة الشركة.


ومن أخطر المشاكل التي يواجهها صغار المقاولين مع شركة "الغرابلي" للأعمال الهندسية، إسناد تنفيذ أعمال تشطيبات إليهم ورفضها عمل عقود لهم، ورفضها أيضًا تحميل أعمالهم على السجل التجاري، الأمر الذي ينتج عنه عدم دفع المستحقات الضريبية المستحقة للدولة.


ويتعرض صغار المقاولين الذين يعملون تحت مسئولية «شركة الغرابلي» للأعمال الهندسية، إلى ضغوط شديدة وعمليات ابتزاز من بعض المشرفين بالشركة، بداية من عمليات «التشوين» حتى استلام الأعمال المنفذة؛ ما يعرض المقاولين لخصومات غير مبررة من كميات الأعمال المنفذة وخصم مبالغ مالية من مستخلصاتهم المستحقة، هذا بخلاف المعاناة بسبب عدم توفير الشركة سيارات إسعاف ورعاية طبية لمواجهة حوادث العمل الطارئة التي قد تفاجئ العمال أثناء تنفيذ الأعمال وإنهاء «التشطيبات».


ويروي المقاول محمود فاضل، قصته وتجربته مع «شركة الغرابلي» للأعمال الهندسية، قائلًا: «أنا مقاول محارة متخصص في تشطيب الوحدات من الداخل والخارج، نفذت حوالي 6 آلاف متر مربع لشركة الغرابلي، وفوجئت عند تسليم الشغل إلى الشركة بخصم حوالي 1000 متر مربع، ما أضاع علي نحو 27 ألف جنيه، حيث أخذت المتر بـ 27 جنيها، هذا بخلاف المستقطعات الأخرى منها 5% ضمان أعمال تنفيذ، 0.5% ضرائب».


وأضاف «فاضل» أنه تواصل مع المكتب الفني لـ«شركة الغرابلي»، وأبلغهم  بكمية العجز المقدرة بنحو 1000 متر مربع، حيث إن الكمية المنفذة على الطبيعة أقل من المكتوبة بالمستخلص بنسبة  كبيرة، إلا أن الشركة رفضت الاعتراف بذلك.


وأشار "فاضل" إلى أن بعض مشرفي الشركة طلب منه مبالغ مالية مقابل تقديم «التشوينات» بموقع العمل، وقال له بالحرف الواحد: «هتدفع هتشتغل مش هتدفع أنت الخسران»، الأمر الذي أجبره على دفع مبالغ لبعض المشرفين تصل إلى 400 جنيه أسبوعيًا. مستطردا "وبعد أن أعطيتهم مرتين رفضت إعطاءهم أي مرات أخرى"، الأمر الذي جعلهم يتعنتون في العمل، وتكبد هو خسائر كبيرة.


وأوضح" فاضل" أن هناك مشرفا بشركة الغرابلي يدعى "محمود.ع" كان معظم المقاولين المتعاملين مع الشركة يدفعون له مبالغ مالية حتى يتقوا شره، حيث أخذ نحو 5 آلاف جنيه من مقاول مبان يدعى "نجاتي"، وعندما بلغ المقاول إدارة الشركة بالوقعة طلبوا منه فيديو مصور بالواقعة لكي تصدق كلامه.


وأكد "فاضل" أن شركة الغرابلي ترفض عمل عقود للمقاولين، بخلاف عدم تحميل الشغل على السجل التجاري، بهدف التهرب الضريبي، ولإعطاء المقاولين الشغل بأسعار زهيدة، خاصة أن معظم الشركات تعطي المقاولين المتر بسعر 35 جنيهًا، في حين أن شركة الغرابلي تحسبه لهم بسعر 27 جنيهًا فقط، بنقص 8 جنيهات في المتر الواحد.


ولفت "فاضل" إلى أن معظم المقاولين الذين يتعاملون مع شركة الغرابلي يخسرون، ولا يخرجون برأس المال الذي دخلوا به، بسبب التلاعب في الكميات.


وذكر «فاضل» أن شركة الغرابلي لا تهتم بأمان العمال، حيث لا يوجد "سيفتي" ولا "خوزة"، بالرغم من أن أي عامل أو صنايعي معرض لأن تسقط عليه أي شيء أثناء العمل ما يعرضه للخطر، بخلاف عدم توفير الشركة لسيارة إسعاف بالموقع.


وفي السياق ذاته تطرق صاحب "شركة الفضل للمقاولات" إلى رحلته الشاقة مع شركة الغرابلي للأعمال الهندسية، قائلًا: "الشركة خصمت مني حوالي 1200 متر مربع من الكميات المنفذة دون وجه حق، وهذه الكمية المخصومة تقدر بنحو 33 ألف جنيه تقريبًا، هذا بخلاف خسائر تغيير الأسعار، حيث حددت الشركة في البداية سعر المتر مربع بنحو 27 جنيهًا، ثم خفضت السعر حتى وصل سعر المتر المربع 25 جنيهًا، وعندما اعترض المقاولون رجعت  الشركة تتعامل بالسعر الأول وهو 27 جنيهًا".


وأضاف صاحب "شركة الفضل للمقاولات"، أن المستخلص الذي يتضمن نحو 1000 متر مربع، يتم الخصم منه حتى يصل إلى 800 متر مربع فقط، مما كبدنا خسائر كبيرة، موضحًا أن هناك نحو 6 مقاولين أوقفوا «شغلهم» مع شركة الغرابلي، وأن شخصا له مبلغ على الشركة يصل لـ70 ألف جنيه.


وأشار صاحب شركة الفضل للمقاولات، إلى إهمال شركة الغرابلي للعمال والمقاولين عند تعرضهم لإصابة في موقع العمل، حيث إن أحد العمال تعرض لإصابة وتم نقله باللودر خارج موقع العمل، وتم نقله بسيارة جاءت من الخارج بعد حوالي ساعة وربع من الحادث، إلى مستشفى بدر، إلا أنها رفضت استقباله، وتم نقله إلى مستشفى خاص على حسابه الخاص وبمساهمة عدد من المقاولين العاملين بالموقع.


وأوضح صاحب شركة الفضل للمقاولات، أن أحد العمال العاملين مع مقاول آخر سقط من على سلم ودخل «سيخ» حديد في رقبته، لكن القدر أنقذه، حيث ذهبنا به إلى مستشفى بدر فلم تقبله، وتم نقله إلى مستشفى خاص على الطريق الدائري، فطلبت تأمين 50 ألف جنيه تم جمعها من العمال والمقاولين، وتم إجراء عملية جراحية له، لكن الشركة التي ينفذ لها أعمال رفضت دفع أي مبالغ له، وبالفعل هو الذي تحمل هذه المبالغ.


وختم صاحب شركة الفضل للمقاولات بسرد واقعة وفاة أحد مشرفي شركة الغرابلي بموقع العمل، حيث كان هذا المشرف معينًا بالشركة لكن تعيين موقع وليس إدارة، وتوفى في حادث سيارة داخل الموقع، وبالرغم من ذلك رفضت الشركة إعضاء أي تعويض لأهله، في حين أن المقاولين جمعوا تبرعات لأهل الضحية.