واشنطن بوست تكشف عن دور نائب الرئيس الأمريكي في العفو الرئاسي الأخير

علقت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على أداء الرئيس
المصري عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية، بأن الرجل القوي
في مصر ـ في إشارة إلى السيسي ـ بدأ فترته الرئاسية الثانية بحملة اعتقالات واسعة
النطاق.
وأوضحت الصحيفة في مقال كتبه "فريق التحرير" أنه
كان يوجد بادرة أمل خلال شهر رمضان الحالي للتخفيف من حملات القمع التي تقوم بها
الحكومة المصرية، والإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين ضمن العفو الرئاسي الأخير بمناسبة شهر رمضان، إلا أن ذلك لم يحدث إلا
لأحمد إتيوي، وهو أحد اثنين من الأمريكيين المسجونين في مصر، والذي طلب نائب الرئيس الأمريكي
"مايك بنسي" إطلاق سراحهما.
ومع ذلك، فقد شهدت القاهرة خلال الفترة الأخيرة عدد من
الاعتقالات السياسية كان أبرزها لأحد أشهر المدونين المصريين، وائل عباس، الذي ظل
منذ أكثر من عقد يكتب عن انتهاكات الشرطة وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، حيث تم
القبض عليه في منزله بدون مذكرة اعتقال في 23 مايو الماضي، كما اعتُقل شادي الغزالي
حرب، وهو طبيب وناشط ليبرالي، في 15 مايو، بعد تسعة أيام من شادي أبو زيد، وهو مصور
فوتوغرافي ومدون فيديو، وفي 9 مايو، تم اعتقال أمل فتحي، وهي ممثلة سابقة ومتزوجة
من ناشط في مجال حقوق الإنسان، بسبب منشور على الفيسبوك، احتجت فيه على التحرش
الجنسي الذي تعرضت له، وبعد يومين، ألقي القبض عليها من شقتها.
أغلب الاتهامات الموجهة لهؤلاء الناشطين هي مساعدة منظمة
إرهابية و "نشر أخبار كاذبة"، ومن بين المتهمين الآخرين طالب دكتوراه
بجامعة واشنطن كان يبحث في دراسة لأحكام القانون في مصر وثلاثة صحفيين ورئيس منظمة
لحقوق الإنسان.
وزعمت الصحيفة أنه على الرغم مما تذكره الحكومة المصرية
بأنها تقاتل المتطرفين والاخوان المسلمين، إلا أن الواقع يشير إلا أن من تم اعتقاله
مؤخراً من الليبراليين العلمانيين المعروفين الذين دعموا ثورة يناير.
المفارقة التي أشارت لها صحيفة واشنطن بوست أن في المكالمة التي أجراها نائب الرئيس الأمريكي يشكر فيها السيسي على الإفراج عن أحمد إتيوي، أعرب فيها عن قلقه بشأن الاعتقالات، ونفت الصحيفة أن يكون للمكالمة أي تأثير على الرئيس المصري الذي يدرك بدوره أن نظيره الأمريكي لا يهتم كثيراً بحقوق الإنسان.