رئيس التحرير
خالد مهران

قصة إعلانات السجائر التي جعلت التدخين "هواية النبلاء"؟

إعلانات السجائر
إعلانات السجائر


رغم الإعلانات التحذيرية التي تضعها شركات السجائر على علبها من أجل إقناع المدخنين بضرورة الإقلاع عن هذه العادة السيئة، إلا أن النسبة التي تمتنع عن التدخين بسبب تلك الإعلانات تكاد تكون معدومة.

مؤخرا أُتهمت شركة فيليب موريس، أحد أكبر شركات السجائر والتبغ في العالم، بالنفاق بعد إطلاق حملة بهدف مفترض يتمثل في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة.

زعمت منظمات خيرية للسرطان أن الشركة تستخدم ببساطة الحملة للإعلان عن منتجاتها الأخرى، مشيرة إلى أن مسار العمل الأفضل هو وقف إنتاج السجائر كليًا.

في أواخر القرن التاسع عشر، اخترع الحرفي الأمريكي جيمس بونساك أول آلة لف السجائر، وقد أدى هذا إلى طفرة هائلة في صناعة التبغ.

أصبح التدخين نشاطًا مألوفًا للغاية في السنوات التالية ، مع ظهور إعلانات في منشورات مثل كوزموبوليتان و بوهيميا التي تصورها الرجل النبيل يُدخن حين يقوم بالترفيه عن نفسه.

استمرت إعلانات مماثلة في التكاثر على مدار العقود الماضية، مع عدد لا يحصى من الأفراد البارزين.

في عام 1929 ، قام طبيب ألماني يدعى فريتز ليكيت بنشر أدلة إحصائية تربط بين التدخين وبين تطور سرطان الرئة.

على الرغم من البرهان العلمي الذي قدمه ليكنت أن تدخين السجائر يمكن أن يكون له تأثير سلبي كبير على رفاهية الشخص، إلا أن التدخين استمر في الانتشار باعتباره هواية شعبية طوال العقود اللاحقة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الإعلان.

أدت شعبية التدخين بين الجنود خلال الحرب العالمية الأولى إلى زيادة كبيرة في عدد الحالات الموثقة من سرطان الرئة، كما ذكر المؤرخ روبرت إن بروكتر في المجلة الدولية لعلم الأوبئة.

وفقا لبروكتور، لم يكن هناك سوى 140 حالة موثقة من حالات الرئة في جميع أنحاء العالم قبل عام 1900، ولكن بحلول ثلاثينيات القرن العشرين، أصبح ثاني أكبر سبب للوفاة بالسرطان بين الرجال في ألمانيا.

أدت الحرب العالمية الثانية أيضا إلى ارتفاع كبير في عدد المدخنين في جميع أنحاء العالم، ففي أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، كان ثمانية من أصل 10 رجال بريطانيين وأربعة من أصل 10 نساء بريطانيات مدخنين بشكل منتظم.

وتم وضع عدد من اللوائح التنظيمية في المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة من أجل منع شركات التبغ من الإعلان عن المنتجات الضارة بالصحة.