«مدبولي» يستعرض أداء الاقتصاد المصري خلال افتتاح أول معرض دولي للاستيراد في الصين
افتتح، اليوم الإثنين، معرض الصين الدولي للاستيراد في مدينة شانغهاي الصينية؛ بهدف توسيع الواردات الصينية من الدول الأخرى وتعزيز التجارة العادلة.
حضر افتتاح المعرض الذي يعد الأول من نوعه في العالم على مستوى وطني جمع غفير من القادة والمسئولين ورجال العمال الأجانب من أكثر من ٨٠ دولة ومنطقة، حيث ينظر للمعرض من جانب المشاركين والدول المشاركة كفرصة لتعزيز صادراتها إلى السوق الأكبر في العالم، وسط حمائية متزايدة وسياسات غير مواتية تتجه نحو الانعزالية والحادية.
افتتح المعرض الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والقى كلمة تحدث فيها بشيء من التفصيل عن وضع الاقتصاد الصيني في الوقت الحالي، مؤكدا أن وتيرة الاستثمار والتجارة الصينية مع الدول الأخرى تسارعت وتوسعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة منذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق، داعيا إلى الثقة الكاملة بمستقبل الاقتصاد الصيني.
وفي سياق طمأنته على وضع الاقتصاد الصيني، قال "شي" إن الاقتصاد الصيني يحافظ حاليا على استقرار عام ويحقق تقدما جيدا، مشيرا إلى بيانات توضح ارتفاع إجمالي الناتج المحلي بـ6.7 في المئة في الثلاثة أرباع الأولى من عام 2018.
وأكد أن الصين لا تزال ضمن صفوف العليا في العالم، من حيث نمو إجمالي الناتج المحلي بالمقارنة مع الاقتصادات الرئيسية الأخرى، مضيفا أن الجهود المبذولة لتعميق الإصلاح كشفت عن محركات جديدة للنمو.
وسلط "شي" الضوء على الإصلاحات التي تتخذها الصين مستقبلا، موضحًا أن واردات الصين من السلع والخدمات ستتجاوز ٣٠ تريليون دولار، و١٠ تريليونات دولار، على الترتيب في السنوات الـ١٥ القادمة، الأمر الذي سيتيح فرصا حقيقية لتوسيع تجارة الدول مع الصين في القطاعين المهمين.
والتقى الرئيس الصيني، اليوم الإثنين، مع رجال أعمال أجانب يحضرون معرض الصين الدولي الأول للواردات، وتعهد بأن الصين ستعمل مع المجتمع الدولي لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.
وأشار إلى أن الصين ستواصل توفير بيئة جيدة للشركات الأجنبية التي تستثمر وتعمل في الصين، من أجل تحقيق منافع متبادلة ونتائج مفيدة للجانبين.
كما أعلن نية بلاده في توسيع منطقة التجارة الحرة الصينية في شانغهاي من خلال إضافة قسم جديد، وستشجع وتدعم بقوة وبخطوات خلّاقة تعزيز الاستثمار وتحرير التجارة وتسهيلها.
وأعلن الرئيس الصيني، أيضا، قرارا بإطلاق لوحة الابتكار العلمي والتكنولوجي في بورصة شانغهاي وتجربة نظام تسجيل للشركات المدرجة.
من جانبه، ألقى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولى، كلمة توجه فيها بالشكر للصين على توجيهها الدعوة لمصر للمشاركة في أعمال المعرض ومنحها صفة إحدى دول ضيوف الشرف، مؤكدا أن هذا يعكس مدى حرص الجانب الصيني على تعزيز أطر العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة بين البلدين.
وعزا "مدبولي" مشاركة مصر في المعرض إلى إيمانها بأهميته الاستراتيجية؛ نظرا لما يوفره من فرصة حقيقية لتعزيز التعاون المشترك بين مصر والصين على المستويين التجاري والاستثماري.
واستعرض رئيس الوزراء المصري التعاون الثنائي والإقليمي، قائلا: إن العلاقات بين البلدين تطورت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة أثناء الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين في ديسمبر 2014 .
أما على المستوى الإقليمي فقد كانت مصر من أوائل الدول التي وقعت على اتفاق التعاون بين البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق والتي أعلن عنها الرئيس الصيني في عام 2013 للربط البري والبحري بين آسيا وأوروبا وإفريقيا؛ إيمانا بأهمية المبادرة في دعم وتنشيط التعاون الاقتصادي بين دول الحزام والطريق بشكل خاص وتحفيز الاقتصاد العالمي بشكل عام.
وتعد الصين الشريك التجاري الأول لمصر، كما أن مصر تعد رابع أكبر شريك تجاري للصين في القارة الإفريقية بججم تبادل تجاري ين البلدين وصل في العام الماضي إلى ما يقرب من 11 مليار دولار أمريكي.
وتتضح أهمية المعرض في ضوء حاجة مصر التضييق الفجوة في الميزان التجاري بين البلدين والذي يميل بشدة إلى الصين، حيث يوفر فرصة للشركات المصرية لعرض منتجاتها والحكومة لعرض سياساتها.
ويوجد في مصر ما يقرب من 1080 شركة صينية تعمل في العديد من المجالات والقطاعات الاستثمارية المتنوعة، من أبرزها القطاع الصناعي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتطوير المناطق الاقتصادية والتمويل والمقاولات.
وأشار "مدبولي" إلى أن الجانب المصري يولي اهتماما كبيرا بالتعاون مع نظيره الصيني للإسراع من وتيرة تنفيذ المشروعات المتفق عليها في هذا الاتفاق تقديرا للدور الحيوي الذي تلعبه الشراكة الاستثمارية المصرية الصينية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للبلدين.
كما تولى مصر اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون الاستثماري الإقليمي المشترك بين البلدين، في إطار مبادرة الحزام والطريق في إطار كون مصر تعد نقطة مهمة ومحورية على الطريق البحري اتساقا مع الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس باعتبارها مركزا لوجستيا حيويا من شأنه أن يساهم في تحقيق أهداف المبادرة.
واستعرض رئيس الوزاء أداء الاقتصاد المصري والسياسات التي اتخذت لتحسين مناخ الاستثمار.
ووجه الدعوة لمجتمع الأعمال الصيني إلى تعزيز تعاونه التجارى والاستثماري مع نظيره المصري، والاستفادة من المزايا في السوق المصري ما في ذلك النفاذ إلى الأسواق العالمية من خلال اتفاقيات التجارة التفضيلية المبرمة بين مصر والعديد من دول العالم مثل الدول العربية والدول الإفريقية واتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وغيرها.
ويضم الجناح المصري في المعرض منتجات 37 شركة مصرية لقطاعات الصناعات النسيجية والمستلزمات الطبية والحرف اليدوية والحاصلات الزراعية والمنتجات الغذائية، فضلا عن وجود تمثيل لبنك مصر في المعرض ممثلا عن القطاع المصرفي.