بالأرقام والمستندات.. الحقيقة الغائبة فى قصة الإطاحة بـ«جمال شعبان» برعاية هالة زايد
انتابت حالة من الغضب الأطباء والعاملين داخل أروقة المعهد القومي للقلب؛ بعد إقالة الدكتور جمال شعبان، عميد المعهد، وتعيين الدكتور محمد أسامة، رئيس قسم جراحة القلب، خلفًا له، لمدة 3 أشهر مقبلة.
وجاء في بيان الوزارة أن قرار إقالة «شعبان» بناءً على مُذكرة عُرضت على الدكتورة هالة زايد، وزير الصحة، من الدكتور أحمد محيي القاصد، مساعد الوزير لشئون الطب العلاجي والمشرف على غرفة قوائم الانتظار، توضح عددًا من الأخطاء رصدتها لجنة مشكلة من الغرفة المركزية لمتابعة إنهاء قوائم الانتظار بمعهد القلب القومي.
وردد العاملون هتافاتٍ للتضامن مع عميد المعهد المقال، قائلين: «يا جمال يا بلاش واحد غيره ما ينفعناش»، مضيفين: «عايزين جمال».
وأفاد العاملون أن المعهد شهد تطورًا هو الأول من نوعه في عهد «جمال» من حل مشكلات جميع المرضى والعمل على عودة الأطباء المهاجرين خارج البلاد، وفتح باب مكتبه بشكل دائم للجميع سواء مرضى أو عاملين، وأطلقوا عليه لقب «طبيب الغلابة».
من ناحيته وجّه «طبيب الغلابة» رسالة إلى العاملين بالمعهد بشأن احتجاجهم عن العمل رفضًا للإطاحة به، قائلًا: «أشكركم على مشاعركم الطيبة، ولكن رجاء أن تتحول تلك الوقفة إلى مظاهرة في حب مصر وفي خدمة المريض، اجعلوها مظاهرة في غرف العمليات وتخفيف ألم المرضى، كما عهدتكم، وعلى يقين أنكم تعشقون وطنكم.. الوطن الآن بحاجة إلى مجهودنا جميعًا».
وأضاف: «نحن أطباء وعاملون في المجال الطبي، اختصنا المولي عز وجل أن نكون أداة لتخفيف آلام المرضى، وهذا تكليف إلهي نفخر به».
وتابع: «الساعة التي تقفون فيها لجمال شعبان هناك مريض بحاجة إليكم أكثر مني، هناك وطن ينادي علينا جميعا، جمال شخص ولكن هناك وطن، وأعدكم بأن الحقائق ستظهر لا محالة، دمتم فخرًا للوطن وملاذًا أمنًا للمرضى».
وقال الدكتورة محمد سيد الدراوي، استشاري القلب والقسطرة بالمعهد القومى للقلب، إن الجميع صدموا بإقالة الدكتور جمال شعبان، من إدارة المعهد، وإن الرجل لم يقصر في أداء واجبه أبدًا، وكان يعمل من السابعة صباحًا، وأغلق عيادته من أجل مباشرة العمل في المعهد.
وأردف أنه لم يقصر في قوائم الانتظار، وأي تأخير يكون عائدًا لوزارة الصحة بسبب قرارها، والأطباء يعملون من 7 صباحًا إلى 9 مساءً من أجل قوائم الانتظار، والمعهد أنجز الكثير في حالات قوائم الانتظار.
وتابع أن المعهد يعمل فوق طاقته، ولا يوجد أي تقصير في العمل من المدير السابق أو الأطباء.
وحصلت «النبأ» على نص المذكرة التي تقدم بها مساعد الوزيرة لشئون الطب العلاجي، بشأن مخالفات معهد القلب القومي، والتوصية بإلغاء القرار رقم 753 لسنة 2018، بتجديد تكليف الدكتور جمال شعبان، مدير المعهد السابق.
وذكرت المذكرة أن اللجنة المشكلة من الغرفة المركزية لمتابعة إنهاء قوائم الانتظار بالمعهد رصدت بعض الأخطاء منها أن عدد العمليات القلب المفتوح التي أجريت في الفترة من 1 يناير 2019 وحتى 5 مارس الحالى 79 عملية جراحية فقط من أصل 660 حالة مسجلة على منظومة قوائم الانتظار، علمًا بأن الطاقة الاستيعابية لعمليات القلب المفتوح بالمعهد تبلغ 240 حالة شهريًا.
وأضافت أنه تبين إلى اللجنة من واقع التقرير أن ما يقرب من 3 آلاف و166 عملية قسطرة قلبية، و432 عملية قلب مفتوح تم إجراؤها ولكنها لم تسجل على المنظومة؛ لأنه تحت مسمى طوارئ ومجاني ولحين صدور قرار.
وواصل مساعد الوزيرة: «إجمالي الحالات المسجلة على المنظومة في المرحلة الثانية بلغ 3 آلاف و108 قساطر قلبية وقلب مفتوح، وأن ما أجري من حالات بلغ ألف و437 من أول يناير حتى 4 مارس الجاري».
وتكشف المذكرة بين طيات سطورها حقيقة إقالة «طبيب الغلابة» حيث بجمع ما قام المعهد بإجرائه من عمليات جراحية دون تسجيلها على المنظومة الإلكترونية التي بلغت «3598»، إضافة إلى ما تم إجراؤه من خلال المنظومة بلغ «1437» يتبين أن المعهد أجرى «5035» في خلال «63» بما يساوي «80» خلال اليوم الواحد.
وعلمت «النبأ» من مصدر مُطلع داخل المعهد، أن السبب الحقيقي وراء الإطاحة بـ«طبيب الغلابة» هو إصرار الأخير على إجراء العمليات الجراحية والقساطر القلبية الطارئة حتى وإن لم تسجل في المنظومة، وهو ما يكشف حرص مسئولي وزرة الصحة بزيادة أرقام وإنجازات المنظومة الإلكترونية على حساب المرضى والحالات الحرجة التي لا تستطيع الانتظار.
وأضاف أن بعض الأحيان كان الدكتور جمال شعبان يقدم الرعاية الصحية للمرضى دون تعقيدات روتينية، متابعًا: «كان أصدر قرار بإجراء العمليات لكافة المرضى حتى لو مش معاه بطاقة الرقم القومي».
كما علمت «النبأ» أن إحدى الجهات طلبت من الدكتورة هالة زايد، الملف الكامل الخاص بالدكتور جمال شعبان، للتحقيق في الأمر وإظهار حقيقة الأمر للرأي العام.