رئيس التحرير
خالد مهران

تحذير.. «الزواج السريع» يُصيب الفتيات بـ«الاكتئاب» فى سن الـ«30»

النبأ


تسعى كل أم إلى وصول بناتها إلى بيت الزوجية، ما يؤدي إلى التسرُع في إتمام هذا الشأن خوفًا من تأخر سن الزواج، ما يزيد من حجم المتاعب والمشاكل التي تواجهها الفتاة في المُستقبل القريب، بسبب العادات والتقاليد الخاطئة والموروثة تجاه الزواج، الأمر الذي يجعل الفتيات أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب والمُشكلات النفسية بسبب ضغط الأسرة الواقعة عليها.


ويقول الدكتور عمرو شليل، استشاري العلاج النفسي والصحة النفسية، إن انشغال الأمهات بمسألة الزواج يعمل على زيادة حجم المُشكلة، لأنه من الخطأ الاهتمام بذلك بصورة مُبالغ فيها، خاصة مع اقتراب الفتاة من سن الثلاثين، ما يجعل بعض الأسر تفزع من هذا الرقم وتقوم بالضغط على الفتاة لتقديم بعض التنازلات فى الصفات التى تريدها فى شريك حياتها، حتى تهرب الفتاة من الرقم المفزع الذى يخاف منه الأهل، وتضغط الأم على الأب أيضا لتقديم الزواج ما يعرض الفتاة إلى ضياع مستقبلها نتيجة التسرع والتنازل لأن أغلب الرجال التي يقدم لهم أهل الفتاة التنازلات يصبحون أزواجا أنانيين في المستقبل.


ويواصل استشاري الصحة النفسية أن هذا الأمر من أكثر أسباب الوصول إلى الطلاق، وأنه لا يوجد خطر على نفسية الفتيات من عدم أو تأخر الزواج إنما الخطر الحقيقى يأتى بسبب الاختيار الخاطئ سواء للفتاة أو الشاب، وهذا ما رأيته بالفعل على مواقع السوشيال ميديا التى تدعو الفتيات الى عدم الزواج. وبالرغم من أنى لست مع هذه الفكرة إلا إنني لستُ مع الزواج لمجرد إكمال الشكل الاجتماعى. بالإضافة إلى أن الزواج لابد أن يكون خطوة مؤجلة لما بعد تحقيق الاستقرار المهنى والعملى خاصة بالنسبة للفتاة التى يجب أن تصنع لنفسها استقرارا ماديا يضمن لها عدم الاعتماد على شخص آخر سواء كانت أسرتها أو زوجها لأن هذا الاستقرار المادى فى حد ذاته يضمن لها أيضا نوعًا من الارتياح وتقليل الاضطرابات النفسية المقبلة والاستقرار النفسى.


وتابع: أما اذا جاءت خطوة الزواج قبل تحقيق الذات فستشعر الفتاة مع الوقت أنها شخص غير مؤثر فى الحياة تعيش على هامش حياة زوجها وهذا بدوره سيدخلها فى دوامة من المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والشعور بالوحدة وعدم القيمة. ويزيد من انحرافات المجتمع فتبحث الفتاة عن رجل آخر ويبحث الزوج عن امرأة أخرى فنرى كثرة الخيانات الزوجية وزيادة معدلات الطلاق.


وينصح استشاري الصحة النفسية الوالدين بأن يغيروا من معتقداتهم وأفكارهم الخاطئة تجاه هذا الأمر وأن يعملوا على بناء شخصية ومستقبل فتياتهم وتوجيهن لذلك، ولا يجعلن تأخر سن الزواج عقبة فى حياتهن، لأن الشباب الذين يريدون تحمل المسئولية ليسوا كثيرين، وكثيرًا من الشباب يبحثون عن فتاة تتناسب معهم، وكأنها سلعة ويذهبون لأكثر من منزل، ولا يستطيعون أن يأخذوا القرار، فهنا تكون المشكلة فى الشباب غير القادر على اتخاذ القرار، والوصول إلى الأفكار الخاطئة والسيئة في حق بناتهم.