خطة «مجموعة الـ100» الإسرائيلية لاحتلال فلسطين بالكامل
فى الوقت الذي كان السياسيون في العالم العربي منشغلين بما ستسفر عنه الانتخابات الإسرائيلية، وهل سيعتلي بنيامين نتنياهو وحزب «الليكود» أكبر مقاعد داخل الكنيست الإسرائيلي الـ 21 أم سيحقق تحالف الجنرالات الجديد (أزرق وأبيض) المفاجأة وينتصر على نتنياهو.. كانت هناك عقول وأياد إسرائيلية أخرى منشغلة بتحقيق الأطماع الصهيونية باستكمال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية خاصة بعد اعترافات «بلطجي» الولايات المتحدة دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وسيادتها على الجولان وتبعها تصريح نتنياهو، خلال مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، والذى قال فيه إنه أطلع الرئيس الأمريكي وفريقه، على نيته ضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وأشار إلى أن ضم كل المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، سيتم تدريجيا، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، وأنه سيبدأ تنفيذ خطة لضم أجزاء من الضفة الغربية، حال فوزه في الانتخابات.
في هذه اللحظات كانت العقول الإسرائيلية تجتمع لتخطيط إستراتيجية إسرائيل الجديدة للسيطرة فلسطين بالكامل، على الجليل والنقب وتهويدها بالكامل قبل عام 2048.. مع الاحتفال بمرور 100 عام على احتلال فلسطين وإقامة دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) على أراضيها.
ومعروف أنه منذ اليوم الأول لإعلان قيام إسرائيل، عملت الحكومات المتعاقبة على إنشاء تجمعات يهودية بكثافة في الجليل، وخصوصًا على أنقاض القرى الفلسطينية المدمرة، ثم في المثلث ووادي عارة وأخيرًا في النقب، بهدف منع اللاجئين الذين طردوا من ديارهم من العودة، ومن أجل تغيير الخريطة الديموغرافية المائلة لمصلحة العرب.
وخلال العقد الأول بعد نكبة 1948، صادرت إسرائيل نحو مليون دونم، وأقامت عددًا من المستعمرات على أنقاض قرى ومدن فلسطينية في منطقة الجليل... وعلى الرغم من نجاح السلطات الإسرائيلية في تهويد شبه تام لوسط فلسطين المحتلة منذ سنة 1948، فإن شهيتها بقيت مفتوحة لفرض أغلبية يهودية في كل من النقب والجليل، حيث الميزان الديموغرافي يميل نحو الفلسطينيين.
الأسبوع الماضي عُقد بالأراضي الفلسطينية المحتلة مؤتمر لـ«مجموعة الـ 100» أو مجموعة القرن، وهي مجموعة تضم ممثلين عن المنظمات الاجتماعية الرائدة والأوساط الأكاديمية والحكومية والشركات الإسرائيلية التي وضعت خطة من 15 بندًا تهدف إلى ضمان وجود وظائف كافية وسكن مناسب في إسرائيل خلال الـ 30 عامًا المقبلة.
وتحت عنوان (التحدي) عقد المؤتمر بهدف تسخير قاطرات الاقتصاد في السنوات القليلة المقبلة، وخاصة الحكومة، للاستثمار في المستقبل، ونشر التقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" بقلم (عساف قمر ولين ليفي).
في البداية، ناقش مؤتمر مجموعة الـ«100» تكلفة المعيشة المرتفعة في إسرائيل وأسعار المساكن الفلكية خاصة في منطقة العاصمة «تل أبيب»، والتي أجبرت الكثير من الشباب المقبلين على الزواج على البحث في محيط تل أبيب عن سكن يتناسب ودخلهم المنخفض وقطع مسافات طويلة والتنقل بأكثر من وسيلة مواصلات للحضور إلى العمل وبالتالي قضاء ساعات طويلة على الطرق للوصول الى وظائفهم.
وأكد التقرير أن الكثير فكروا في الانتقال إلى الشمال أو الجنوب محاولين الابتعاد عن الصخب والزحام وتوقف السيارات طول الطريق والمناطق السكنية المزدحمة في (غوش دان)؛ لتوفير مرتباتهم لمواجهة تكاليف المعيشة. ومع ذلك يثار عادة تساؤل: "أين سيعملون؟"؛ خاصة أن دولة الاحتلال ستكون غير قادرة على اتخاذ القرار في المستقبل بالفعل وفقًا للتقديرات، وسيقضي سكان غوش دان خلال ثلاثين عامًا خمس ساعات يوميًا في الاختناقات المرورية وستضعف أسعار المساكن.
ووفقًا للبروفيسور ديفيد باسيج، مؤلف كتاب "2048" والذي يتنبأ مجال خبرته بالمستقبل "فمع حلول عام 2050، سيشكل الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق 28٪ من سكان إسرائيل (مقارنة بـ 11٪ اليوم)، وسيبلغ عدد سكان إسرائيل 16 مليونًا".
ويرى أنه حتى الآن، ليس لدى دولة إسرائيل خطة عمل متكاملة للمستقبل البعيد، وهذا خطأ فادح بالنسبة للبروفيسور (ديفيد باسيج)، الذي أضاف في كلمته "يجب أن نرى الحاضر في منظور المستقبل من أجل فهم ما يمكن القيام به هنا من أجل الاستعداد لفصل الشتاء الديمغرافي للإنسانية". تبلغ كثافة البلاد الآن 400 شخص لكل كيلومتر مربع. في الصين، الدولة الأكثر كثافة سكانية في العالم، يعيش 600 شخص على كل كيلومتر مربع، وبحلول عام 2050 من المتوقع أن تبلغ الكثافة في إسرائيل 800 شخص لكل كيلومتر مربع، وفي عام 2100، سيكون هناك 1200 شخص مزدحم.
أما البروفيسور (شماي أسيف)، الرئيس السابق لإدارة التخطيط فيقول: يجب أن نقيم داخل إسرائيل دولة أكبر بثلاث مرات مما كان تخطط لها الرؤية الصهيونية؛ ولذلك يجب على «مجموعة الـ100» أن تأخذ على عاتقها حل هذه الأزمة التي يعتقد أعضاؤها أنه في غضون ثلاثة عقود من الزمن، سيكون لإسرائيل وضع ديمغرافي واقتصادي وسياسي مستقر.
وكشف التقرير أنه على مدار عام كامل، وضعت "مجموعة الـ 100" إستراتيجية وطنية جديدة، شملت 15 مبادرة رئيسية من شأنها أن تضمن التنمية الإسرائيلية الصحيحة.
وتضم مجموعة إسرائيل 2048 خبراء من مختلف المجالات والوزارات الحكومية وممثلين عن اتحاد الطلاب والمجلس الاقتصادي الوطني ورابطة بناة الأرض وممثلي السلطات المحلية في النقب والجليل وعشرات الخبراء من الأوساط الأكاديمية، البروفيسور شلومو حسون - مدير مركز شاشا للدراسات الإستراتيجية، البروفيسور أفيرام - رئيس جمعية "النقل اليوم والغد"، البروفيسور يوجين قنديل - الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي الوطني ورئيس الأمة الناشئة، والدكتورة رينا دجاني - رئيس معهد الجغرافيا الجغرافية.
خطة "مجموعة الـ100" الإستراتيجية تهدف إلى بناء مركز جديد في النقب ومركز جديد في الجليل مراكز مستقلة ومزدهرة ستكون جذابة مثل منطقة تل أبيب وتوفر جميع احتياجات السكان، بما في ذلك مستوى التوظيف، وستشمل هذه المراكز المدن الذكية وأطر العمل الجديدة ومراكز التكنولوجيا التي تجذب أعدادًا كبيرة من السكان والمزيد.
يقول البروفيسور شماى أسيف: إن الوضع الذي نحن فيه اليوم يتطلب خلق روح شراكة من شأنها أن تمكن من تحقيق هذه الرؤية، متابعًا: الهدف هو جمع أكبر عدد ممكن من الشركاء، ولكن من أكثر الناس نفوذا في الاقتصاد.
بينما قال روني بالمر، المدير العام للنقب والجليل: في المستقبل غير البعيد، سيكون واقعنا مختلفًا تمامًا عما نعرفه ماذا يمكن للمرء أن يتوقع؟ من بين أمور أخرى، مبادرات التوظيف داخل المدن، والتي سوف تقلل من الحاجة إلى استخدام السيارة، وإذا كنا بحاجة إلى نموذج نقل جديد، فإن الجمع بين التقنيات المتقدمة سيمكن سكان المراكز الجديدة من التحرك بكفاءة في مناطق إقامتهم وبين المراكز في إسرائيل، على سبيل المثال، سيتم بناء سكة حديدية خفيفة في بئر السبع ومدنها؛ سيتم إنشاء مدينة بدوية غير مرتبطة بقبيلة واحدة فقط؛ سيوفر مركز التكنولوجيا الحيوية في صفد آلاف الوظائف في مجال البحث والتطوير الطبي.
ويضيف البروفيسور (آفي سمحون) رئيس المجلس الاقتصادي الوطني: لن يكون سهلا "هناك بالفعل قرارات وخطط عمل حكومية بعيدة المدى، لكننا نرى صعوبات في المرحلة الحقيقية لدمج برامج النقل والتوظيف، يتم وضع ميزانية وفقًا لتكاليف التنفيذ". هل سيكون من الممكن حل مشكلة نقص المساكن، والتي أصبحت اليوم تهديدًا للجيل الشاب؟.
وقال عديائيل شمرون، رئيس إدارة الأراضي الإسرائيلية: أعتقد أن الإدارة المركزية للأرض ستخلق سياسة من شأنها تغيير الواقع مع مرور الوقت.
وقال دريفوس: "يجب أن نستعد اليوم لخلق الطلب في شمال وجنوب البلاد وإيجاد نماذج مبتكرة للإسكان وإدارة المجتمعات الحضرية التي ستجذب الجيل الشاب للبقاء والانتقال إلى النقب والجليل".
ويضيف البروفيسور سمحون: "أنا أؤمن بالقوة الاقتصادية لأربع مناطق حضرية قوية لدينا اليوم، وأن هذه القوة يمكن أيضًا أن تظهر في بيئتها".
وتضيف "إمي بلمور" المدير العام لوزارة العدل، "السؤال المهم هو كيف يمكن خلق شعور بالانتماء يؤدي إلى الاستعداد للتضحية ومحاولة التفكير بطريقة مختلفة، أعتقد أن القيود تقودنا إلى حلول مبتكرة، لكن التغيير الحقيقي لن يتحقق إلا إذا شعرت جميع القطاعات أنه من المفيد العمل معًا".
ترى هل سينجح أبناء صهيون في تحقيق مخططهم واستكمال سيطرتهم على جميع الأراضي الفلسطينية كمرحلة أولى لإقامة دولتهم المزعومة من النيل إلى الفرات، أم أن الأمة العربية ستقوم من مرقدها لتوقف هذه الأطماع الصهيونية وتقوم بتحرير أراضيها، رغم حالة الضعف التي تمر بها، فضلًا عن التأييد الأمريكي المنحاز دائما لإسرائيل على حساب الحق العربي.