علي جمعة يكشف هل حصل مثل فيروس كورونا في التاريخ؟
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الفيروسات والأوبئة ليست بجديدة علينا؛ فقد حدث على مدار التاريخ العديد من الأوبئة أو ما يعرف بالطاعون.
وأوضح" جمعة"
عبر فيديو له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك " أن الطاعون
يعني في لغة العرب الوباء وفي لغة الطب هو مرض تسبب فيه الفئران.
وأضاف عضو هيئة
كبار العلماء أنه لما أراد سيدنا عمر - رضى الله عنه- الذهاب إلى الشام كان هناك مدينة
اسمها عمواس ظهر بها الطاعون؛ فقال له أبو عبيدة – رضي الله عنه- سمعت رسول الله –
صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتكم بوباء في أرض قوم فلا تدخلوا عليهم، وإذا كنت
فيها فلا تخرجوا منها»؛ فمن هنا كان الحجر الصحي الذي يحاصر الفيروس في الانتقال.
وتابع المفتي السابق
أن هذا الوباء الذي حل بنا هو شديد الإنتشار وهذا على خلاف امراض معدية اخرى كنزلات
البرد العادية أو الأمراض الخطيرة كالسرطانات؛ فهي لا تنتشر بين الناس بهذه السهولة.
وواصل الدكتور
على جمعة أن هذا الأمر كافي لتبرير ما تم اتخاذه من إجراءات احترازية من فرض لحظر التجوال
في العديد من بلدان العالم و غلق المساجد وعلى راسها المسجدين الحرمي والمكي؛ وهذا
مما يبين شدة هذا الوباء.
ونبه أنه عبر السنين
ألف الكتاب العديد من الكتب حول الأوبئة التي
أصابت الأمة والتي كانت بدايتها مع طاعون عمواس، مشيرًا إلى أن أعظم وباء شهدته مصر
في هذا المجال كان عام ١٣١٧ ميلاديًا.
واستكمل عضو هيئة
كبار العلماء أن بداية هذا الطاعون كانت من إيطاليا وانتشر عبر سفينة انطلقت من هناك
إلى الهند بعد ان تسلل إليها عدد من الفئران المحملة بالمرض ومن ثم انتشر إلى بلدان
حوض البحر المتوسط وإلى مصر
ونوه المفتي السابق
أن في أوائل سنة ٧٤٩ هجري حصد هذا الوباء ثلث الصين ومئات الآلاف من أوروبا وباقي دول
البحر المتوسط، مشيرًا: و كان داهية على مصر، وفي ذلك قال ابن حجر العسقلاني:
" إن الميراث كان ينتقل في تسعة بيوت في اليوم الواحد"؛ وهذا من الطبيعي أن يحدث كل مئة عام مثلًا وليس
يوم.
وذكر أن الناس
اجتمعوا للدعاء والتضرع إلي الله لرفع هذا الوباء وهنا انتشر المرض؛ لأنهم خالفوا سنة
الله في كونه وهي وجوب العزل كما أمرنا النبى - صلى الله عليه وسلم- ، لافتًا: أن العلماء ألفوا العديد من الكتب حول هذه التجربة
كان آخرهم عبد الغني النابلسي بعد ٣٠٠ سنة من هذه الحاثة حيث كتب في ضرورة لزوم البيوت
وقت انتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد الدكتور على
جمعة أن حفظ النفس من أهم مقاصد الشريعة و يكون قبل حفظ الدين، مشيرًا: وهذا الترتيب له منطق وله غرض، وهو أنني أحافظ على
النفس لكي أخاطبها فيأتي العقل ، و تكون بذلك : " حفظ النفس ، حفظ العقل ، حفظ
الدين ، حفظ العرض –الكرامة- ، حفظ الملك
-المال -".
وأبان أن هذه المقاصد
الشرعية الخمسة ترادف النظام العام الذي تسير به معظم دول العالم وتقوم عليه قوانينها
؛فلا يختلف أحد على أهمية هذه المقاصد الخمس للإنسان أي كان جنسه أو دينه أو حتى بلا
دين؛ فهي مقاصد للنظام العام للجميع والذين لجأوا إلى الله فى تلك المحنة.
وألمح المفتى السابق
أن من يعرض نفسه للخطر بعدم إتباع الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورنا يخالف بلا شك
شرع الله الذي يحث على حفظ النفس، وهنا يتم العقاب عندما نصدم مع حائط القدر، فالله
سبحانه وتعالى بنى الكون على أسس وسنن.
وأردف أن النبى
- صلى الله عليه وسلم- كان معلمًا بالفعل قبل الكلام فأمرنا بالحجر الصحى وهو في زمن
لا يوجد فيه هذا العلم والوعى.
واسترسل أن إتباع
إجراءات الحجر الصحى سيؤدى إلى إنهاء وباء كورونا؛ فكل فيروس له دورة حياتية معينة
ينتهى بعدها طالما أنه لم ينشر بين الناس و قل عدد المصابين به، وهذا يكون بالحجر الصحى
والعزل".
وأبان أن من فوائد
العزل أيضًا عدم إيقاع الضرر بالآخريين، وهذا مما حث عليه رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- حيث جاء في الحديث الشريف: " لا ضرر ولا ضرار".
وأشار أن العلماء
فسروا معني الضرر بأنه عدم إيقاع الأذى بالغير، والضرار هو عدم إيقاعه بالنفس، مبيناَ
أن الشرع الحنيف اختلق العذر لمن كانت رائحة فمه كريهة بعدم الذهاب إلى صلاة الجماعة
والإختلاط بالناس، فكيف بذهابه ويوجد فيروس ينشر بين الناس بسرعة الصاروخ".
واختتم عضو هيئة
كبار العلماء أنه لو تُرك الأمر دون إتخاذ أي إجراءات وقائية لربما أصيب مليون شخص
في مدة قليلة، فأين سيعالجون والمستشفيات والمراكز الصحية لا يمكنها استيعاب هذا العدد
بالتأكيد حتى لو تم إنشاء مستشفيات متنقلة في الميادين وغيرها