ضحكة الشهيد
صورة الرائد محمد عفت القاضى ضاحكًا مستبشرًا، منشورة قبل استشهاده، فطرت القلب، وحرّكت الدمع، وجدّدت المواجع، لقد فاضت دموع القلب منى.. غصب عنى، دموع الموجوع، ما بالك بوجع أم الشهيد؟ يا قلب أمك!
الآلاف من أهالى مدينة «سرس الليان» الطيبين نفروا فرادى وجماعات من قعور بيوتهم إلى تشييع جثمان الشهيد البطل، وصعد الهتاف من القلوب الباكية يلامس سحاب السماء الحانية: «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله».. هكذا نشيع الشهداء فى بلادنا الطيبة، بذكر فاطر السموات والأرض.
اللهم يا عليم يا سميع يا بصير، اللهم علمك بحالى يُغنيك عن سؤالى، ووسعت رحمتك كل شىء، اللهم إنى لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه، الطف بعبادك، ورطِّب قلوبهم، وطيِّب جروحهم، وخفِّف عنهم يا رب العالمين.
لا تَسَلْ عن حال أسرته، ربنا ما يكتبها على مُحِبّ، يقينًا فقد عظيم، لا حول ولا قوة إلا بالله، صورهم فى الجنازة تحش الوسط، ووالد الشهيد يقف منتصبًا بين الرجال، يتلقى العزاء فى البطل، يبكى صامتًا، أَنِين قلبه مسموع، قلب مذبوح ذبحه دواعش لا يعرفون حرمة الدماء، التى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، ولسانه يتمتم بخير ما جاد به الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم: «إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنّا بفراقك لمحزونون».
ضحكة البطل محمد القاضى فى صورته، صورة وطن يضحك استبشارًا، ولكن لا تحسبوا ضحكى بينكم سرورًا، فالطير يزقزق مذبوحًا من الألم.. صورة البطل الشهيد صورة مضيئة لشباب وزارة الداخلية، هذا الجهاز الوطنى، الذى يتصدى ببسالة لضربات الجماعات الإرهابية، ولو كانت المساحة تسمح بسرد مخططات «الإرهابية»، التى أجهضها شباب «الداخلية» لكان فضلًا عظيمًا يستوجب الدعاء لهم، والترحُّم على شهدائهم الأبرار.
الشهيد «القاضى» وقبله رهط من الشهداء يرسمون الجهاز الوطنى فى عيون الشعب بعد موجة عاتية من التشكيك الممنهج، حملة كراهية مستدامة ضد «الداخلية» خُططت فى أقبية استخباراتية خارج الحدود، خطة تستهدف إرهاب شباب الأجهزة الأمنية بسفك دمائهم وترويع أسرهم. ما تدفعه «الداخلية»، فضلًا عما يدفعه جيش مصر، والشعب المصرى جميعًا، من ضريبة الدم وعن طيب من أرواح شبابه، يستوجب تعظيم سلام لخير أجناد الأرض لأنهم وأهليهم فى رباط إلى يوم القيامة.
نقلا عن "المصري اليوم"