بعد إصابة ترامب بكورونا .. الانتخابات الأمريكية على كف عفريت
بعد إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا، حدث جدل كبير حول مصير الانتخابات الأمريكية المزمع إجرائها بداية شهر نوفمبر القادم.
فقد أكدت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية،
على أن إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا المستجد قبل شهر فقط من انطلاق
سباق الرئاسة الأمريكية، يشكل تهديدا جديدا ويضفي مزيدا من الضبابية على مصير واحدة
من أكثر الانتخابات الأمريكية "اضطرابا" و"غموضا" منذ عقود طويلة
على حد وصف الصحيفة.
وذكرت الصحيفة في سياق تعليق بثته على موقعها
الإلكتروني اليوم السبت، أن بقاء الرئيس في العزل أو الحجر الصحي حتى وإن لم يكن عاجزا،
كفيلا بأن يحمل في طياته تداعيات على الأمن وفاعلية الحكومة الأمريكية في أفضل حالاتها،
ناهيك عن أن ذلك يحدث قبل شهر فقط من إجراء الانتخابات الرئاسية.
وأوضحت أن إصابة ترامب بالفيروس ستترك آثارا
"مباشرة" على المناخ السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة، حيث تجلب معها
حقيقة ووحشية الوباء، الذي كثيرا ما قلل من جديته مسئولون أمريكيون والذين شككوا أيضا
في أهمية التدابير الوقائية مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة الواقية مقارنة
بدول أخرى.
وأضافت أن الإصابة ستغير أيضا من طبيعة
الحملة الانتخابية للرئيس ترامب، حتى وإن لم تحدث فارقا على صعيد القضايا الأساسية
الخلافية بين ترامب وغريمه المرشح الديمقراطي جون بايدن، إلا إنها ستمنع ترامب من عقد
مؤتمرات أو مسيرات كبرى لحملته الانتخابية، والتي كانت تعد حجر أساس في الدعاية لانتخابه
مرة ثانية.
وأوضحت إنه على مدار أسابيع طويلة، سعى
الرئيس ترامب للتركيز على قوة الاقتصاد الأمريكي ما قبل تفشي الجائحة، غير أن إصابته
وتطورات حالته الصحية ستعيد إلى الواجهة من جديدة أزمة تفشي الوباء- في بلد تعد صاحبة
أعلى معدلات الإصابة والوفيات عالميا.
واعتبرت أن الخسائر التي منيت بها أسواق
الأسهم العالمية والأمريكية بعد انتشار نبأ إصابة ترامب بكورونا، إنما تعكس حالة القلق
وعدم الارتياح الغالبة حيال الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يتخوف المستثمرون ليس
فقط من نشوب نزاع طويل الأمد حول نتائج الانتخابات مع تشكيك مسبق في صحتها من قبل بعض
القائمين على الحملة الرئاسية لترامب، بل أيضا هناك مخاوف من اندلاع أعمال عنف ما لم
يقبل الرئيس الأمريكي بتسليم السلطة بشكل سلمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكونجرس يتمتع بسلطات
تخوله تغيير موعد الانتخابات إذا اقتضت الضرورة، مضيفة أن انتشار المرض إلى هذا الحد،
إلى جانب تقرير الوظائف الضعيف الذي يعكس تعثر الاقتصاد الأمريكي في تجاوز تبعات الفيروس
الاقتصادية السلبية، تحتم على الحزبين الجمهوري والديمقراطي الالتزام بالقوانين والضوابط
التي ينص عليها الدستور الأمريكي.
السيناريوهات المتوقعة
يقول الخبراء، أنه في تلك الحالة سيعود
القرار إلى الحزب نفسه وليس الدستور أو الكونغرس أو إدارة ترامب، إذ سيتعين على ما
يسمى باللجنة الوطنية للحزب والتي تضم 168 عضواً يمثلون جميع الولايات الأمريكية اختيار
مرشح جديد.
ولكن تعيين مرشح جديد سيؤدي إلى مجموعة
من التعقيدات اللوجستية والقانونية وخاصة بعد انقضاء المواعيد النهائية لتسجيل أسماء
المرشحين في بطاقات الاقتراع.
وتم بالفعل طباعة الملايين من بطاقات الاقتراع
وأرسلت لمقرات الانتخاب بل وقام الكثير من الناخبين بالانتخاب وإعادة إرسالها بالبريد
وهو ما سيجعل العدول عن كل تلك المراحل أمراً في غاية الصعوبة.
وبالتالي قد يبدو من المستحيل تغيير أسماء
المرشحين بتلك البطاقات الآن إلا أن نظام الانتخابات الأمريكي المرن في بعض الأحيان
والغامض في أحيان أخرى قد يعني أن أي مرشح بديل يختاره الحزب الديمقراطي أو الجمهوري
قد يتم انتخابه باستخدام نفس البطاقات التي تحمل اسم المرشح السابق له.
ولم تشهد الولايات المتحدة الأمريكية في
تاريخها تأجيل انتخابات رئاسية من قبل، إلا أن الأمر ليس مستبعداً في حال تدهورت صحة
ترامب وخاصة بعد إلغاء عدد من التجمعات الخاصة بحملته الترويجية.
ومن الممكن أن تكون هناك تسويغات قانونية
بسبب كوفيد-19 على أن قرار تأجيل الانتخابات إلى أعضاء الكونغرس الأمريكي ولكنهم ملزمون
بتقديم موعد بديل على أن يكون قبل 20 يناير – كانون الثاني القادم وهو الموعد الذي
تنتهي فيه ولاية ترامب الرئاسية بشكل رسمي.
المصدر: وكالات+ مواقع
إخبارية