بسبب سد النهضة .. الإثيوبيون يتمنون فوز بايدن بالرئاسة الأمريكية
فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإثيوبيين بتصريحه الذي قال فيه إن "الأمر قد ينتهي بمصر إلى ضرب سد النهضة"، ما جعل كثير من المحللين يعتبرون ذلك "خيانة" لأديس أبابا و"انحياز" للقاهرة.
وكان ترامب قد
حذر الأسبوع الماضي من أن مصر قد "تفجر" السد الذي بنته إثيوبيا على النيل
الأزرق، على الرغم من تفاخره في يناير / كانون الثاني الماضي بأنه يستحق جائزة نوبل
للسلام لأنه "أبرم اتفاقا".
وقال بعد فترة
وجيزة من منح رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الجائزة: "منعت وقوع حرب كبيرة،
بل منعت وقوع حربين".
المحلل الأمني
المختص بمنطقة القرن الأفريقي المقيم في كينيا رشيد عبدي قال في تصريحات لموقع
"بي بي سي" إن "الوساطة الأمريكية بشأن السد فاقمت من التوترات بين
مصر وإثيوبيا"، مشيرا إلى أن "إثيوبيا تعزز الأمن حول السد".
وأضاف عبدي:
"إن إجراءاتها الدفاعية تشمل إعلان منطقة بني شنغول-غوموز حيث يقع السد، مجالا
جويا مقيدا، وهناك تقارير أيضا عن قيام اثيوبيا بوضع بطاريات مضادة للطائرات حول السد،
وربما تخشى من طلعات جوية استطلاعية قد تُسيرّها مصر".
وقال عبدي إن ذلك
يُظهر فشل ترامب في فهم كيفية عمل الدبلوماسية العالمية.
وكانت واشنطن اتهمت
إثيوبيا بالتفاوض بسوء نية بعد قرارها المضي قدما في ملء السد قبل معالجة مخاوف مصر
والسودان بشأن تدفق المياه إلى بلديهما.
وقررت الولايات
المتحدة قطع 100 مليون دولار من المساعدات عن إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في إفريقيا من
حيث عدد السكان، وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد المتشددين في منطقة القرن
الأفريقي المضطربة.
وتعليقا على هذه
الإجراءات قال عبدي إن: "إثيوبيا تشعر بأن أمريكا خانتها، وترامب الآن شخصية مكروهة
لدى كثير من الإثيوبيين"، موضحا أنهم يأملون في فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية
في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
من جانبه، قال
دبليو غيود مور، كبير الباحثين في مجال السياسة في مركز التنمية العالمية ومقره الولايات
المتحدة، إن: قرار إدارة ترامب بالوقوف إلى جانب مصر لم يكن مفاجئا لأن هدفها الدولي
الأكثر قيمة كان تحقيق التقارب بين إسرائيل والدول الأعضاء بجامعة الدول العربية.
ونقل موقع
"بي بي سي" عن مور قوله: إنه نظرا لأن مصر لديها علاقات دبلوماسية طويلة
الأمد مع إسرائيل، فإن إدارة ترامب لن تستفزها في وقت كانت بحاجة إلى مساعدة القاهرة
للضغط على الدول العربية الأخرى للاعتراف بإسرائيل.
واعتبر الباحث
السياسي أن ترامب بموقفه لم يعد وسيطا بقوله: "وهكذا أصبحت الإدارة طرفا في الخلاف
على السد إلى جانب مصر".
ومن المتوقع أن
يواصل ترامب، إذا فاز بولاية ثانية، الضغط على إثيوبيا لمعالجة مخاوف مصر والسودان
بشأن السد، مع ضمان إزالة السودان من القائمة الأمريكية لـ "رعاة الإرهاب"،
مما يفتح الطريق للبلاد للحصول على المساعدة الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها.
وكانت المفاوضات
قد توقفت بين مصر والسودان وإثيوبيا منذ آب/ أغسطس الماضي، والتي تمت تحت رعاية الاتحاد
الأفريقي.
ولم تنجح تلك المفاوضات
التي جرى جزء منها برعاية الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاثة،
وانتهت عقب إعلان إثيوبيا انتهاء مرحلة الملء الأول للسد.
وفي أعقاب تصريحات
ترامب، التي قال فيها قبل نحو أسبوع إن مصر قد تفجر سد النهضة الإثيوبي، تم استئناف
المفاوضات مجددا بين الدول الثلاث بشأن السد.
وترى مصر في سد
النهضة "تهديدا وجوديا" لبقائها، وهو قلق يشترك فيه السودان وإن كان ذلك
بدرجة أقل. ومن ناحية أخرى، تعتبر إثيوبيا السد حيويا لاحتياجاتها من الطاقة.
المصدر: سبوتنيك