صحيفة صينية كبرى تهاجم الولايات المتحدة بسبب موقفها من القضية الفلسطينية
شنت صحيفة صينية رسمية كبرى هجوما لاذعا على الولايات المتحدة محملة أياها فشل أعضاء مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على موقف موحد إزاء الصراع الجاري بين فلسطين وإسرائيل، خلال جلسة يوم الأحد الماضي، وهي المرة الثالثة التي تمنع فيها الولايات المتحدة المجلس من إصدار بيان حول هذه الجولة من الصراع.
وقالت صحيفة جلوبال تايمز الصينية الناطقة بالإنجليزية، في افتتاحية لها اليوم الثلاثاء إن هذه الجولة من الصراع ترجع إلى أسباب مختلفة، لكن قتل إسرائيل غير المتناسب للفلسطينيين أثار غضبا عالميا، وتحيز الولايات المتحدة لإسرائيل يتعارض مع الإنسانية.
وأضافت أن الموقف الأمريكي يفتقد للإنسانية، فقطاع غزة يسكنه حوالي مليوني شخص، وقد خلف القصف الإسرائيلي أكثر من 200 قتيل فلسطيني بينهم مدنيون فضلا عن مئات الجرحى وعشرات الآلاف من النارحين مع معاناة الكثير من الناس من نقص في الغذاء ومياه الشرب، مشبهة الوضع بأنه "كارثة إنسانية جديدة".
وقالت الصحيفة، إن الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن أظهرت أحساس اللامبالاة تجاه حقوق الإنسان للفلسطينيين رغم أن هذه الإدارة تحمل راية "حقوق الإنسان" باعتبارها جوهر سياستها الخارجية.
وقالت إن نفاق الإدارة الأمريكية وازدواجية معاييرها تجلى بوضوح هذا المرة، فبالبرغم من انها تتهم الصين بشكل خبيث بارتكاب "إبادة جماعية" ضد المسلمين في شينجيانغ بناء على معلومات كاذبة، إلا أنها تغض الطرف عندما تُداس حقوق الإنسان المسلمين في فلسطين.
ووصفت الصحيفة الولايات المتحدة بأنها قوة عظمى أنانية للغاية، قائلة" عندما يتعين عليها الاختيار بين الأخلاق الدولية والمصالح السياسية، فإنها تختار الأخيرة بوقاحة وتجبر المجتمع الدولي على التعود على ذلك، وغالبًا ما تدعم الولايات المتحدة إسرائيل بغض النظر عن إجماع الدول الأعضاء الأخرى في مجلس الأمن الدولي، وهو أمر مذهل للعديد من القوى الكبرى الأخرى".
وقالت إن تصرف الولايات المتحدة، باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم، يزعزع استقرار النظام العالمي ويضحي بالعدالة والإنصاف الدوليين، فما كان يحق للولايات المتحدة أن تشل مجلس الأمن المسؤول عن صون السلم والأمن الدوليين، متهمة إدارة بايدن بخرق التزاماتها المختلفة تجاه حقوق الإنسان والالتزامات الدولية، "ولا ينبغي أن يكون القرن الحادي والعشرين حقبة تتسامح فيها الإنسانية علانية مع مثل هذه المذبحة".
وقالت إن مجلس الأمن تبنى على مر السنين قرارات أكثر من مرة لدعم حل الدولتين لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، غير أن واشنطن لم تدفع حقًا في تنفيذ الحل. متحدية المجتمع الدولي بل نقلت إدارة ترامب سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، الأمر الذي ابتعد أكثر عن روح حل الدولتين. وأعطت إدارة بايدن موافقة ضمنية على ما فعلته الإدارة السابقة، ولم تقدم الولايات المتحدة أي طاقة إيجابية للسلام في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.
وقالت إن" تركيز الولايات المتحدة قد تحول بالكامل إلى منافسة القوى الكبرى. من الواضح أن واشنطن لا تحب المسلمين. ولا تحب الصين. ومع ذلك، فقد أبدت اهتماما خاصا بالمسلمين في منطقة شينجيانغ الصينية. لقد أصبحت القيم الأمريكية مشوهة".
وأضافت أنه من أجل التركيز على الصين وروسيا، تبدو واشنطن حريصة على الانسحاب من الشرق الأوسط ولا تريد الاستثمار في طاقة وموارد جديدة من أجل السلام الفلسطيني- الإسرائيلي، لكنها تريد أن يظل الوضع في الشرق الأوسط مواتياً للمصالح الاستراتيجية لإسرائيل والولايات المتحدة حتى تتمكن من التراجع دون ألم، وتترك الفلسطينيين يعانون من الفوضى السياسية التي لم تنته بعد في الشرق الأوسط وتترك الوقت يشفي الظلم، ولكن يجب أن تعرف واشنطن أن العدالة لا يمكن أن تدفن على قيد الحياة.