رئيس التحرير
خالد مهران

أحوالنا

عمرو الشوبكي
عمرو الشوبكي


تلقيت هذه الرسالة من الأستاذ محمد رشيد رضا، المقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تضمنت نظرة عامة لأحوال مصر والعالم العربى، وجاء فيها:

الدكتور عمرو الشوبكى..

أنا مواطن مصرى يعيش فى الولايات المتحدة منذ بداية السبعينيات ولم أتخلَّ عن التفكير منذ وصولى إلى هناك فيما يحدث فى منطقتنا العربية والمقارنة بما يجرى فى العالم الغربى الذى أعيش فيه.

لا أتوقف عن التفكير لماذا تقدم هذا العالم الغربى وتأخرنا نحن سياسيًا وعلميًا؟

ورغم انتشار وسائل التواصل الاجتماعى فى كل بلاد العالم فإننا لم نتمكن كأمة من إدراك الخطر الذى يحيق بنا، وتكوين فكر قومى يناسبنا على أسس علمية بدلًا من التخبط من أقصى الاشتراكية فى الستينيات إلى أقصى الانفتاح فى الثمانينيات ومحاولة اختراع عجلة نظام سياسى واقتصادى مشوه وغير مدروس. لقد أصبحت أمتنا مشغولة بكامل طاقتها بالمشاكل اليومية ليس فقط دورى كرة القدم المصرى، بل الأوروبى أيضًا، وأسعار الطعام والمسلسلات إلى آخره، ونسينا الخطر القادم على أيدى أقلية منظمة تحت اسم الجهاد والدين مثل الإخوان وداعش، وارتماء البعض فى أحضان إيران وتركيا.

نحن أمة غير منتجة بمقاييس العالم الذى نعيش فيه، اقتصادنا ريعى مبنى على بيع ما تركه الخالق لنا وليس ما صنعناه بأيدينا، بداية بشمس الغردقة وغاز «المتوسط» حتى قناة السويس. الكثيرون يجادلون أن الزيادة السكانية، بمعدل فم جديد كل 14 ثانية- حسب إحصائيات المركز القومى للإحصاء- تعتبر assets ولكنها فى الحقيقة Lability لأن هؤلاء البشر غير منتجين، ولا يمكن لسوق العمل أن تستوعب هذا العدد. عصر الطاقة الشمسية بدأ على حساب الاعتماد على بترول الشرق الأوسط، فالمملكة المتحدة على سبيل المثال لن تكون فيها سيارات تعمل بالبترول بعد عام 2035. ما مصير كل مَن يعملون فى السعودية والخليج عندما يعودون إلى مصر بعد أن يتراجع الطلب على البترول؟

هذه ليست نظرة قاتمة إنما واقعية.

الجميع يتكلمون عن تعريف المشكلة بدون توصيف العلاج، وأن المطلوب تحويل السياسة الى علم، ونتعامل مع المشاكل بطريقة علمية وأقول بالتحديد بطريقة هندسية، وذلك بالذهاب إلى جذور المشكلة عن طريق تجميع الأسباب الفرعية التى توصلنا إلى المشكلة الرئيسية، ويتم حلها من الجذور. أعتقد أن الكُتاب عليهم واجب وطنى بتنبيه الأمة وإعطاء أهل العلم الفرصة لتحليل المشكلة وعرض الحلول، وهنا يأتى دور وسائل التواصل الاجتماعى للحصول على رأى عام مع وجود نظام لمنع الكتائب الإلكترونية من التدخل باستعمال الرقم القومى أو ما شابه.

أكتب إليك على أمل أن تثير هذه الأفكار حماس البعض للنقاش حولها.

نقلا عن "المصري اليوم"