الإخوان فى أفغانستان!
فى ربيع هذه السنة حدث شيئان بالتوازى، أحدهما إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن فى ١٤ إبريل رحيل القوات الأمريكية عن أفغانستان بدءًا من أول مايو، وانتهاء فى ١١ سبتمبر المقبل!.. والشىء الثانى إعلان الرئيس التركى رجب طيب إردوغان، عدم السماح لجماعة الإخوان باستهداف مصر من فوق الأراضى التركية!
وكان من بين تداعيات القرار التركى أن رموز الجماعة المقيمين فى اسطنبول بدأوا فى البحث عن مأوى آخر يذهبون إليه بديلًا عن تركيا!
وقد قيل وقتها إنهم سيتجهون إلى بريطانيا، وكان هذا فى حد ذاته اختيارًا متوقعًا، لسببين أحدهما أن الإنجليز لهم دور معروف فى نشأة الجماعة نفسها بالإسماعيلية ١٩٢٨، وثانيهما أنهم موجودون هناك بكثافة يلاحظها كل الذين يترددون على لندن!
وقيل إنهم سوف يتوجهون إلى هولندا، وإنهم أنشأوا هناك مواقع خبرية إلكترونية يعملون بها، بدلًا من المواقع التى أغلقتها الحكومة التركية!
ولكن أغرب ما قيل فى ذلك الوقت أن أفغانستان من بين البلاد المرشحة لانتقال الإخوان إليها.. وكان وجه الغرابة أن الخيال وقتها لم يكن يستوعب أن حكومة الرئيس الأفغانى الهارب أشرف غنى يمكن أن تنهار بهذه السرعة، أو أن حركة طالبان يمكن أن تدخل قصر الرئاسة بهذه السهولة!
حدث هذا منذ وقت مبكر، وكان من بين معانيه المحتملة أن دخول طالبان إلى العاصمة الأفغانية كابول، كان أمرًا له مقدماته التى جرى الترتيب لها مسبقًا فيما يبدو والتى لا نعرفها إلى الآن، ولم يكن الأمر مفاجئًا إلا للذين تابعوا الموضوع من بعيد!.. وإلا.. فكيف كانوا سيذهبون إلى أفغانستان فى ظل وجود حكومة الرئيس غنى فى مقاعد الحكم؟!.. لم يكن أحد فى تلك اللحظة يعرف أو حتى يتوقع أن تقفز طالبان على السلطة سريعًا هكذا، ولا كان أحد يعرف أو حتى يتوقع أن يسقط أشرف غنى ثم يفر هاربًا الى طاجيكستان ومنها إلى الإمارات!
وفى مرحلة ما بعد وصول طالبان إلى الحكم، لا حديث عن انتقال الإخوان إلى الأراضى الأفغانية، ولكن الحديث سوف يظل عن أنها جماعة لا تريد أن تتعلم ولا تريد أن تنسى!.. إن عليها أن تتعلم أن مصر أقوى من أى جماعة، وعليها ألا تنسى أن قرار إردوغان معها يمكن جدًّا أن يتكرر فى أفغانستان إذا فكرت فيها كمأوى بديل!
نقلا عن "المصري اليوم"