عاشت التضحيات في اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا الفلسطيني
29 نوفمبر، تشرين الثاني، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، شعبنا شعب التضحيات الجُسام التي لم تهزمه ظلمة الليالي، ولا عتمة الأيام، الذي يقف على الدوام شامخًا مناضلًا معطاءً يقاوم ويناضل الاحتلال الإسرائيلي على طريق الحرية والاستقلال من جهة، ويحب الحياة ما استطاع إليها سبيلا من جهة أخرى، الحياة التي تعطي للماضي ذكريات عريقة، وللحاضر واقع وطني شجاع ضمن المتاح والامكانيات والمستطاع، وتعطي للمستقبل والغد بعدًا للتمسك في الحلم على طريق الأمل بحياة إنسانية سياسية كريمة عنوانها الانعتاق من الاحتلال والانصهار في وحدة الموقف والرأي وإنهاء الانقسام، الذي أرهق النفوس، والذي لا بد أن ينتهي ويزول بلا رجعة، ونتعلم جميعًا منه العبر والدروس؛ لأن فلسطين الأكبر منا جميعاً، والأعظم التي تنتفض لهواها شوقًا وحنينًا كافة النفوس المؤمنة المطمئنة لوعد الشهداء، وعهد المناضلين الأحرار بحتمية النصر المؤزر المبين.
في اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا الفلسطيني، هناك محطات هامة سياسية وإنسانية يجب الوقوف عندها مليًا، ومراجعتها في إطار وطني شامل متكامل، عنوانه الرئيسي وحدة الهدف والموقف، ضمن الإيمان العميق في وحدة الدم الفلسطيني ذات المصير المشترك، الذي يحتم علينا كفلسطينيين، أن ننظر بعين الأهمية والاعتبار لواقعنا ومستقبلنا ولحال شعبنا وتطلعات الوطن المحتل العاشق للحرية والاستقلال، من خلال إيجاد برنامج وطني سياسي محكم الأركان وكامل المعطيات ضمن قواسم وطنية جادة مشتركة للخروج من عنق الزجاجة، واستعادة إنتاج وضح الأكسجين المعنوي والوطني في النفوس المقهورة جراء الانقسام ومرارة الانهزام، وتردي كافة مناحي الحياة الفلسطينية على كافة الأصعدة والمستويات.
قبل الختام، في يوم التضامن مع شعبنا الفلسطيني، لن تهزم شعبنا العظيم المؤامرات ولا الأجندات ولا التغيرات، لأن شعبنا شعب التضحيات، والرقم الوطني والنضالي الصعب الذي لا يقبل القسمة، لأن عنوانه الشهيد الخالد الرمز ياسر عرفات.
في الختام، المطلوب في يوم التضامن مع شعبنا الفلسطيني، تقديم الصورة الأجمل وطنيًا وسياسيًا للعالم بأسره، التي وللأسف غابت عن المشهد، لكي نتمكن جميعًا دون استثناء، استعادة المشهد والصورة الحقيقية الوطنية والسياسية لشعبنا والانتصار البعيد عن الانتظار لحجم تضحياته الجسام في كافة المحافل العربية والعالمية، حتى تبقى شمس فلسطين ساطعة وحاضرة، ولكي يلتحم قمرها بضوء شمسها العاشق للحرية، من أجل المضي في خطى واثقة نحو المستقبل وللأمام.