المذاكرة ليلًا أفضل.. دراسة عالمية تكشف فوائدها للطلاب
«من طلب العُلا سهر الليالي»، لطالما استنكر الكثير من الطلاب وأولياء الأمور هذا البيت، لاسيما وأن السواد الأعظم منهما يعتقدون أن التركيز يكون في أفضل حالاته في الصباح والنهار، ولكن الليل للراحة وحسب، وليس للمذاكرة، إلا أن دراسة عالمية فجّرت مفاجأة وزفت للطلاب وأولياء الأمور بُشرى سارة بشأن المذاكرة ليلًا.
وبحسب دراسة نُشرت في موقع «ذا بادي كلوك جايد تو بيتر هيلث»، جدول النوم وعادات الدراسة مختلفة للكثير من الطلاب، وقد لا يناسب الجميع إنهاء الواجبات المنزلية في موعد محدد، وفقًا للموقع الصحفي «جانوركلي gunnoracle».
لذلك لجأ الباحثين إلى تقسيم الطلاب إلى ثلاثة أنواع: فترة الصباح، وهم أولئك الذين يستيقظون مبكرًا وينامون مبكرًا؛ أما أصحاب فترة الليل، هم أولئك الذين ينامون بشكل طبيعي ويذهبون إلى الفراش في وقت متأخر؛ بينما الذين يطلق عليهم الروبينات العادية، هو أولئك الذين لا ينامون متأخرًا جدًا أو مبكرًا جدًا، لذلك يكون من الصعب جدًا أداء واجباتها المدرسية في وقت متأخر من الليل.
كما أكد موقع «ذا بادي كلوك جايد تو بيتر هيلث»، أن معظم طلاب الجامعات والمدارس الثانوية هم من أصحاب اليوم الليلي، في حين أن فترات الصباح تكون عمومًا من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، لذلك من المرجح أن يكون الطلاب الذين يقومون بأعباء واجبات منزلية ثقيلة هم من محبين الدراسة في وقت متأخر بدلاً من الدراسة في الصباح الباكر.
ومن وجهة نظر فسيولوجية بحتة يكون الجسم أفضل استعدادًا للدراسة في وقت متأخر من الليل مقارنة بالصباح، حيث يكون سكر الدم في أدنى مستوياته في الصباح، مما يعني أن الطلاب لديهم قدرة أقل على التركيز.
ولكن بالنسبة لمعظم الطلاب، أو على الأقل أولئك الذين يميلون إلى الليل، فإن ذروة مستويات الميلاتونين "هرمون النوم" لديهم حوالي الساعة 5:30 صباحًا، مما يجعلهم يواجهون صعوبة في التركيز على المواد عند الدراسة في الصباح، ويعودون للنوم ببساطة.
وقد تكون الدراسة في الليل أكثر فائدة أيضًا لأن الدراسة الليلية ستؤدي إلى الاحتفاظ بالمعلومات أكثر من الدراسة في الصباح، وعلى الرغم من أن معلمة علم النفس أليسماجرالي لا تنصح بالدراسة في وقت متأخر جدًا من الليل، إلا أنها تقول إن الذهاب إلى الفراش بعد الدراسة يمنح الطالب القدرة على معالجة واستيعاب المواد التي تعلموها للتو بشكل أفضل.
وأضافت ماجرالي: "إذا درس المرء في الصباح، فقد يحدث تداخل بأثر رجعي بسبب المعلومات الجديدة والمشتتات، لذلك من الصعب تذكر المواد التي تم تعلمها سابقًا، وسيتم نسيان جميع المعلومات التي تم حفظها أو تعلمها مسبقًا، بينما لن يتأثر التعلم الذي تم إجراؤه قبل النوم بالتدخل بأثر رجعي، وبالتالي ستكون الدراسة فعالة بالفعل."
وبحسب «ماجرالي»، لا تنجح الدراسة طوال الليل مع الجميع، ولكنها تفيد أكبر عدد من الطلاب، ومع ذلك فإن أفضل مسار عمل لكل طالب هو زيادة الكفاءة إلى أقصى حد وإنهاء جميع الواجبات المنزلية والدراسة قبل فوات الأوان، وينصح الأطباء أيضا بالحصول علي قسط كافٍ من النوم، وذلك لأن النوم الإضافي يمكن أن يساعد الطلاب على إنهاء واجباتهم المدرسية بشكل أسرع وأكثر دقة.
تجدر الإشارة إلى أنه يجب على الطلاب محاولة تجنب تراكم الواجبات المنزلية قدر الإمكان، ولكن إذا كان من الضروري التضحية بالنوم من أجل الدراسة ، فمن الأفضل الدراسة طوال الليل.