ستؤدي لفناء البشرية جوعًا وبردًا..علماء يرسمون سيناريو مرعب لنشوب حرب عالمية ثالثة «نووية» بعد تحذير وزير الخارجية الروسي
حذر وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، من أن الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية مدمرة، مؤكدا اليوم الأربعاء، أن "لدى روسيا كثير من الأصدقاء، ولا يمكن عزلها".
وفي تصريحات لقناة "الجزيرة"، شدد سيرغي لافروف على أن "روسيا لن تسمح بامتلاك أوكرانيا سلاحا نوويا"، مؤكدا أن "العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بما فيها كييف، تهدف إلى نزع سلاح أوكرانيا، وأنه لا يمكن أن نسمح بوجود أسلحة هجومية في أوكرانيا تهدد أمننا".
وأضاف: "مستعدون لجولة ثانية من المفاوضات، لكن الجانب الأوكراني يماطل بأوامر أمريكية"، مشيرا إلى أن "الشعب الأوكراني هو من يختار سلطته، ولكن يجب أن تكون ممثلة لجميع القوميات في أوكرانيا"، كما أكد أن "القرم جزء من روسيا وغير قابلة للتفاوض.
واستطرد لافروف: "كنا مستعدين لهذه العقوبات، ولكن لم نتوقع أن تستهدف الرياضيين والمثقفين والفنانين والإعلاميين".
وأكمل لافروف: "الغرب رفض التعامل مع مطالبنا بصياغة هندسة جديدة للأمن الأوروبي".
وأوضح وزير الخارجية الروسي محذرا: "الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية مدمرة، والرئيس الأمريكي جو بايدن ذو خبرة، وقال إنه لا يوجد بديل عن العقوبات سوى الحرب العالمية".
وقال لافروف إنه من غير المقبول وجود الأسلحة النووية الأمريكية على أراضي عدد من الدول الأوروبية، وحان الوقت لإعادتها إلى الولايات المتحدة، متوقعا عقد مؤتمر معاهدة حظر الانتشار النووي، معبرا عن قلق روسيا البالغ بشأن الوضع في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي أصبح نتيجة للسياسة الغربية.
على اليابان أن تدعم سياسة القضاء على الأسلحة النووية في العالم
وقال رئيس وزراء اليابان الأسبق شينزو آبي، إنه يجب على بلاده في ظل ظروف عدم الاستقرار الأمني العالمي حاليا، أن تناقش قضية نشر أسلحة نووية تكتيكية أمريكية على أراضيها، ولا يجوز أن ترفض هذه الفكرة بشكل مطلق، مشيرا إلى أن على اليابان أن تحذو حذو 5 دول في الناتو في هذا المجال.
وأضاف: "فيما يتعلق بالمسألة النووية، هناك الآن أسلحة نووية أمريكية منتشرة في العديد من الدول الأعضاء في الناتو، بما في ذلك إيطاليا وألمانيا. بالطبع، تلتزم اليابان بالمبادئ الثلاثة لعدم انتشار الأسلحة النووية وتؤيد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ولكن عندما نتساءل الآن كيف يمكننا ضمان الأمن الدولي، ينبغي ألا تكون هذه المناقشات محدودة".
وشدد آبي على أن اليابان، كدولة تعرضت للقصف الذري، يجب أن تدعم سياسة القضاء على الأسلحة النووية في العالم.
علماء يرسمون صورة قاتمة عن الأضرار المتوقع حدوثها في حالة نشوب حرب نووية
وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة البحوث الجيوفيزيائية، رسم علماء صورة قاتمة عن الأضرار المتوقع حدوثها في حالة نشوب حرب نووية؛ إذ قدّرت الدراسة أن أعمدة الدخان الهائلة الناتجة عن حرب نووية ستغير مناخ العالم لسنوات وتدمر طبقة الأوزون، مما يعرض صحة الإنسان والإمدادات الغذائية للخطر.
واستخدم فريق البحث تقنيات النمذجة المناخية الحاسوبية المطورة حديثا؛ لمعرفة المزيد عن تأثيرات التبادل النووي الافتراضي، بما في ذلك التفاعلات الكيميائية المعقدة في طبقة الستراتوسفير (الغلاف الجوي الطبقي) التي تؤثر على كميات الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الكوكب.
المؤلف الرئيسي للدراسة، تشارلز باردين، وهو عالم في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، قال إن نتائج حرب نووية سيكون لها تأثيرات على المناخ، كما أن تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية ستكون واسعة الانتشار، إلى جانب جميع الوفيات التي ستحدث فور وقوع هذه الحرب.
ووجد باردين وزملاؤه أن الدخان الناتج عن حرب نووية عالمية سيدمر جزءا كبيرا من طبقة الأوزون على مدى 15 عاما، مع نضوب الأوزون بمتوسط حوالي 75 بالمائة.
وقال الباحثون إنه حتى الحرب النووية الإقليمية من شأنها أن تؤدي إلى خسارة نسبة 25 بالمائة من حجم الأوزون، مع التعافي الذي يستغرق حوالي 12 عاما.
ونظرا لدور طبقة الأوزون في حماية سطح الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، فإن مثل هذه التأثيرات ستكون مدمرة للإنسان والبيئة.
يقول آلان روبوك، الباحث المشارك في تأليف الدراسة: "على الرغم من أننا كنا نشك في أن الأوزون سيدمَر في أعقاب الحرب النووية، الآن ولأول مرة توصلنا للطريقة التي سيحجب بها الدخان الكثيف الأشعة البنفسجية، وقمنا بحساب كيفية عمل ذلك وحددنا كيف سيعتمد على كمية الدخان".
وعلى مدار التاريخ أجرى العلماء عددا من الدراسات في محاولة لفهم كيفية تأثير الحرب النووية على الكوكب، وفي ثمانينيات القرن الماضي، وجد العلماء أن الدخان الناتج عن الحرب النووية من شأنه أن يبرد الكوكب عن طريق حجب أشعة الشمس، وخلق "شتاء نووي".
كما وجد باحثون أن الحرب النووية ستدمر طبقة الأوزون بسبب المواد الكيميائية الناتجة عن الانفجار، واكتشفت المزيد من الأبحاث أن الدخان قد يتسبب في تدمير طبقة الأوزون عن طريق تسخين الغلاف الجوي.
لكن لأول مرة على الإطلاق، توصلت الدراسة الجديدة إلى أنه في حالة نشوب حرب نووية عالمية، فإن ضخ كميات كبيرة من الدخان في الغلاف الجوي سيؤدي في البداية إلى تبريد درجات حرارة السطح عن طريق حجب ضوء الشمس.
ثم يؤدي الدخان إلى تآكل طبقة الأوزون التي تحمي الكوكب، وعلى مدى بضعة سنوات، ستزداد الأمور سوءا وسيبدأ الدخان في الاختفاء، مما يسمح للأشعة فوق البنفسجية بضرب سطح الأرض من خلال طبقة الأوزون المتضائلة، ليحدث ما لا تحمد عقباه.
هذا ما سيحدث لكوكب الأرض حال اندلاع حرب نووية عالمية
موقع «Vox» الأميركي قدّم صورة لما سيكون عليه حال العالم إذا وقع السيناريو الأسوأ واندلعت الحرب النووية سواء بين دولتين أو في صورة حرب عالمية كبرى تكرر ما حدث خلال الحربين العالميتين السابقتين، وأجاب على أسئلة تتعلق بإمكانية فناء البشرية بسبب ما يمكن أن تفعله بنا الأسلحة الفتاكة.
وتشير التقديرات الفنية إلى التأكيد على أن أي مواجهة نووية سوف تتسبب في معاناة إنسانية حادة وعلى مستوى واسع لم يتم رصده منذ عهد الحرب العالمية الثانية. بل ومن المؤكد أيضا أن التكنولوجيا النووية تطورت كثيرا منذ ذلك الحين ومن المرجح أن يفوق حجم الخسائر والدمار الناتج عن الضربة النووية المستقبلية ما شهدته سنوات الحروب العالمية السابقة بمراحل.
ولإدراك حجم كارثة استخدام قنبلة نووية في منطقة تعج بالمدنيين أعد مؤرخ الشؤون النووية أليكس ويليرستين تصورا افتراضيا لسقوط قنبلة نووية على العاصمة الأميركية واشنطن، واستخدم في تصوره القنبلة التي أجرت عليها سلطات كوريا الشمالية تجربة في سبتمبر (أيلول) 2017 وتبلغ قوتها التدميرية نحو 140 طن.
وأسفر التصور الافتراضي عن مقتل 220 ألف شخص وإصابة 450 ألف آخرين وذلك باستخدام قنبلة نووية منفردة واستهداف موقع واحد لا غير، ويلاحظ أن هجوم الولايات المتحدة النووي المزدوج على موقعي هيروشيما وناجازاكي خلال الحرب العالمية الثانية أسفر عن مقتل 200 ألف شخص.
ومن المرجح في حالة قيام قوة نووية مثل كوريا الشمالية بإطلاق هجوم نووي ضد الولايات المتحدة، فإنها لن تكتفي بقنبلة واحدة تستهدف موقعا منفردا، بل في الأغلب سيشمل الهجوم الكوري عدة قنابل ويضرب عدة مواقع داخل العاصمة واشنطن، بالإضافة إلى مدينة نيويورك، والساحل الغربي، مع توقعات بأن تكون القواعد العسكرية الأميركية في غوام وهاواي ضمن الأهداف.
ويتوقع ويليرستين أن تخلف الضربة النووية وراءها ما يعرف بـ«سحابة الفطر»، والتي ستمتد من مركز الضربة وإلى مساحة 1. 2 ميل مربع.
وستتلقى هذه المنطقة القدر الأكبر من الإشعاع الناتج عن الضربة النووية، ومن دون توفير تدخل طبي فوري، فإن منطقة «السحابة» ستشهد معدل وفيات يتراوح بين 50 و90 في المائة من السكان نتيجة للآثار الأولية والحادة للضربة، وستقع حالات الوفاة على مدار ساعات إلى أسابيع من وقوع الضربة.
ويعتبر الموت تسمما بالإشعاع النووي من أكثر سبل الموت بشاعة، ومن بين أعراضه: الإحساس بالغثيان والقيء المستمر، والنزيف الدموي بشكل مستمر، والإصابة بالإسهال الذي سيكون دمويا في الأغلب، فضلا عن الاحتراق الشديد للجلد إلى حد تساقط طبقة الجلد للإنسان المصاب فيما ما زال على قيد الحياة.
أما الوضع خارج نطاق ذروة التفجير بالاتجاه إلى نطاق تالٍ يمتد على مساحة 17 ميلا مربعا، فمن المنتظر أن تحدث ترددات الضربة النووية الكثير من الدمار وتسوية المباني بالأرض، وبالطبع قتل كل من يكون على مقربة، خاصة أن الأنقاض والنيران ستنتشران في كل مكان.
أما النطاق الجغرافي الثالث للضربة والذي سيمتد على مسافة تتجاوز 33 ميلا مربعا، فسيصاب كل من يتواجد فيه بحروق من الدرجة الثالثة، ويوضح بريان تون العالم والخبير بالكوارث النووية لدى جامعة «كولورادو بولدر» أن المتواجدين في هذا النطاق ستطاردهم «ومضات من الضوء الباهر» والذي سيمتد على بعد أميال، ويمكنه إشعال حرائق إذا ما اتصل بأجسام سريعة الاشتعال مثل أوراق وأغصان الشجر والملابس، وإصابة الأفراد بحروق، وفي هذا الحال، فالمصابون لن يشعروا بآلام شديدة لأن الحريق سيقتل أعصاب المصاب، وبعض المصابين سوف يعانون من تشوهات شديدة، فضلا عن تعثرهم في استخدام بعض أطرافهم وسيكون مصير البعض الآخر أكثر مأساوية إذ ستتطلب حالتهم بتر الأطراف المصابة.
ويمتد النطاق الأكبر والأبعد عن ذروة الضربة النووية على مساحة 134 ميلا مربعا، حيث يظل الأفراد عرضة للموت أو على الأقل التعرض للإصابة، وستتسبب الضربة في تدمير نوافذ المنازل في هذا النطاق.
كما أن الرياح ستلعب دورا في نقل المواد والأجسام الملوثة بالإشعاع النووي، والتي ستسقط في مواقع بعيدة عن الضربة النووية وتصيب عددا من الناس يصعب حصره بالأمراض المختلفة.
ووفقا للعلماء والخبراء في المجال النووي، التبعات المترتبة على توجيه ضربة نووية ستفوق كل ما جاءت به أفلام الرعب والكوارث التي أنتجتها السينما العالمية، والتي يعتبرها العلماء «متفائلة» في توقعاتها بالنسبة لمرحلة ما بعد المواجهة العسكرية النووية.
ويرى آلان روبوك، أستاذ العلوم البيئية لدى جامعة «راتجيرز»، والذي قضى سنوات في دراسة النتائج المحتملة للحروب النووية، أن أسوأ النتائج بعيدة المدى لنشوب مثل هذه المواجهات تكمن في «الدخان الأسود»، بالإضافة للغبار والجزيئات المختلفة التي سيحملها الهواء بعد أن تفرزها الضربة النووية.
ففي حالة الحرب النووية، سيتم استهداف المدن والمناطق الصناعية، بما سيؤدي إلى انبعاث كميات هائلة من الأدخنة نتيجة لاحتراق هذه المناطق، وستصعد هذه الأدخنة إلى طبقة الغلاف الجوي «سترانوسفير» المحيطة بكوكب الأرض، حيث ستبقى لسنوات في حال عدم تدخل الأمطار لغسلها، وبتمددها من منطقة إلى أخرى حول العالم إثر ارتفاع درجات حرارتها، ستنجح هذه الأدخنة في حجب أشعة الشمس عن القسم الأكبر من كوكب الأرض، وبالتالي، فالعالم سيشهد درجات حرارة بالغة التدني ومعدلات ترسيب متراجعة، بما سيقلص الإنتاج الزراعي حول العالم، ويمهد لانتشار المجاعة خلال سنوات قليلة.
تحديد الأثر المترتب على الحرب النووية يعتمد في الأساس على حجم انبعاثات الدخان الأسود، فوفقا للعلماء، انبعاث ما يتراوح بين خمسة إلى خمسين مليون طن من الأدخنة السوداء سيتسبب فيما يعرف علميا بـ«الخريف النووي». ولكن انبعاث ما يتراوح بين 50 إلى 150 مليون طن من الأدخنة سوف يتسبب في «الشتاء النووي»، وفي حالة تطبيق سيناريو «الشتاء النووي»، فإن العالم روبوك يرجح أن جميع من على الأرض سوف يلقوا حتفهم.
وتحدث العلماء عن وقوع سيناريو «الخريف النووي»، وقالوا أن هذا السيناريو لا يحتاج أكثر من مواجهة بين قوتين نوويتين في حجم الهند وباكستان، واللتين تملكان 140 و150 رأس نووي بالترتيب، فالمواجهة بين الدولتين وتفجير كل منهما نحو 50 قنبلة نووية في حجم التي تم استخدامها ضد هيروشيما اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية سوف ينتج عنه قدرا هائلا من الأدخنة السوداء تتراوح بين خمسة إلى ستة أطنان، وستفصل الشمس عن الأرض حتى أن درجات الحرارة ستنخفض إلى معدلات العصر الجليدي الأصغر والذي ساد خلال الفترة بين القرنين الرابع عشر إلى التاسع عشر، بما سيقلص فترة استزراع المحاصيل المختلفة، ويهدد واردات الغذاء العالمية.
وسيتراجع إنتاج كل من الولايات المتحدة والصين من المحاصيل الزراعية الأساسية مثل الذرة والقمح بمعدل بين 20 إلى 40 في المائة خلال السنوات الخمسة الأولى عقب نشوب المواجهة النووية، ويتوقع العلماء روبوك وتون أن تستمر حالة التراجع في درجات الحرارة لعقد كامل في أفضل تقدير، مما يجعل درجات الحرارة أقل من أي مرحلة سابقة في تاريخ الأرض خلال الألف عام الأخيرة.
ويتوقع إيرا هيلفاند مدير «مجلس أطباء ضد الحرب النووية من أجل المسؤولية الاجتماعية» أن تتسبب هذه الاضطرابات حتى وإن دامت لهذه الفترة المحدودة، وفقا لتعبيره، في الدفع بنحو ملياري شخص إلى حافة المجاعة، على أن يتركز أغلبهم في جنوب شرقي آسيا، وأميركا اللاتينية، وشمال أميركا، بالإضافة إلى أوروبا. ولكنه أوضح «أن موت ملياري شخص لن يكون نهاية البشرية، ولكنه سيكون للحضارة المعاصرة كما نعرفها».
ويمكن للتبعات أن تصبح أكثر سوءا، فتراجع المتوفر من المواد الغذائية سوف يقفز بالأسعار، وبالطبع ستقع مواجهات وحتى حروب على مستوى العالم حول الموارد المتوفرة، ويمكن أن تتدهور الأوضاع أكثر فأكثر بحيث تقع حرب نووية ثانية في محاولة من الدول للسيطرة على مزيد من موارد الغذاء والمياه، قد يبدو هذا سيناريو مخيفا، لكن الأمور ممكن أن تتحول إلى ما هو أكثر رعبا.
وتحدث العلماء عن سيناريو نهاية العالم في حالة الحرب النووية هو ما يعرف بـ«الشتاء النووي»، ولكن حتى يتحقق هذا السيناريو، فيتوجب ذلك مواجهة بين أكبر قوتين نوويتين في العالم وهما الولايات المتحدة وروسيا اللاتي تملكان 6450 و6850 رأسا نووية بالترتيب، ووقوع سيناريو «الشتاء النووي»، يتطلب إطلاق أميركا وروسيا ألفي رأس نووية من كل جانب لتستهدف مدنا وأهدافا رئيسية، وكل دولة ستحاول إسقاط الأخرى ومعهما سيسقط الجانب الأعظم من الإنسانية.
في حالة سيناريو «الشتاء النووي»، ووفقا لروبوك وغيره من العلماء، فإن نحو 150 مليون طن من الدخان الأسود سوف ينتج عن احتراق المدن ومختلف المناطق التي ستشملها المواجهات. وسوف تنتشر هذه الأدخنة إلى مختلف مناطق الأرض خلال فترة لا تتجاوز الأسابيع القليلة. وستهبط درجات حرارة الأرض إلى أكثر من ست درجات تحت الصفر وذلك خلال أول سنة عقب نشوب الحرب، لتزيد درجة الحرارة إلى ما أدنى من أربع درجات تحت الصفر لفترة عقد كامل وذلك في المتوسط.
وسيعاني نصف الكرة الشمالي من درجات حرارة بالغة البرودة، لكن مختلف قطاعات العالم ستتأثر بالظاهرة، ووفقا لتقديرات العلماء، فإن ذلك سيكون بمثابة تحول مناخي غير مسبوق في تاريخ البشرية سواء من حيث سرعتها أو نطاقها، كما أن معدلات الترسيب العالمي سوف تتراجع بنسبة 45 في المائة، ومع درجات الحرارة شديدة الانخفاض، تقريبا لن تنجح أي محاولات لزراعة المحاصيل، بما يضمن أن من لم يقضِ نحبه إثر المواجهة النووية، سوف يموت من الجوع، وحتى وإذا لم تجرِ الأمور على هذا النحو، فإن اهتراء طبقة الأوزون، أحد الأثار الجانبية للحرب النووية، سيسمح بتسرب كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض، وسوف يضر ذلك تقريبا بجميع المنظومات البيئية وسيجعل من الصعب بالنسبة للإنسان التواجد في الطبيعة.
ولكن بعض الخبراء يعارضون نظريات روبوك وزملائه، ففي عام 1990. أكد العلماء الخمسة الذين وضعوا تعبير «الشتاء النووي»، ومن بينهم الدكتور ريتشارد بي. توركو، أستاذ علم المناخ بجامعة كاليفورنيا، مبالغتهم في تقدير الأثار المترتبة على وقوع حرب نووية، وأن وقوع مثل هذه الحرب لن يتسبب في القضاء على الجنس البشري، وفي فبراير (شباط) العام الجاري 2018، قام العالم جون رايزنير ومعه مجموعة من الخبراء بالتأكيد في دراسة تمت بتكليف من الحكومة الأميركية بالتأكيد على أن تأثير الأدخنة السوداء سيكون سلبيا، ولكنه ليس بالسوء الذي توقعه روبوك وفريقه.
ولكن تبقى حقيقة أساسية أن نشوب حرب نووية سوف يؤثر بشكل مؤكد على حياة مئات الملايين أو المليارات من البشر، والذين لن يكونوا بالضرورة متواجدين بشكل مباشر بساحة المواجهة النووية، فآثارها ستصيب كل من هم على كوكب الأرض، ولذلك لا يريد البعض المجازفة بنشوب مثل هذه الحرب، ويبذلون كل ما هو متاح من أجل ذلك.