تُستخدم لحفظ الغلال من التسوس..
لمروره بحالة سيئة.. شاب يتخلص من حياته بالحبة القاتلة في منزله بسوهاج
انتحر شاب عن طريق تناوله قرص حفظ الغلال المعروف بـ«الحبة القاتلة»؛ بمنزله في مركز طما شمالي محافظة سوهاج، بسبب مروره بحالة نفسية سيئة.
شاب يتخلص من حياته بالحبة القاتلة
البداية عندما تلقى اللواء محمد عبد المنعمن شرباش مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة طما بورود إشارة من المستشفى المركزي، تفيد بوصول «أ. ح»، 26 عامًا، عامل، ويقيم في بندر طما، مصابًا بهبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية وقئ مستمر، ادعاء تناول قرص لحفظ الغلال، وتوفي أثناء تقديم الإسعافات اللازمة له.
وبسؤال والدته «س. ر»، 50 عامًا، موظفة، قررت بقيام نجلها المذكور بتناول قرص لحفظ الغلال بالمنزل في بندر طما بمحافظة سوهاج، ولم تتهم أحدًا بالتسبب في ذلك، ونفت وجود الشبهة الجنائية.
انتقل المأمور وضباط وحدة مباحث مركز شرطة طما إلى مان البلاغ وتم إخطار النيابة العامة والتي عاينة الجثة وأمرت بنقلها إلى مشرحة الطب الشرعي لتشريحها وإعداد تقرير مفصل حولها لبيان أسباب الوافاة.
وكُلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري عن الواقعة وظروفها وملابساتها، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات، والتصريح بدفن الجثة عقب ذلك.
خطورة الحبة القاتلة على صحة الإنسان
تُعرف حبوب حفظ الغلال بـ«الحبة القاتلة»، والاسم العلمي لها هو «الألومنيوم فوسفيد»، وتبدو على هيئة أقراص، وتُستخدم كمبيد حشري، لحفظ الغلال المختلفة من التسوس، وتعتبر شديدة الخطورة على الإنسان لدى لمسها أو استنشاقها أو تناولها، ويدخل في تصنيعها مادة «فوسفيد الزنك»، وتم حظر استخدامها في العديد من الدول العربية، نظرا لتسببها في ارتفاع الوفيات بين الشباب والأطفال.
ووفقًا لتصريحات سابقة لنقيب الفلاحين حسين أبو صدام، قال إن هناك العديد من حالات الانتحار باستخدام تلك الحبة خلال الفترة الماضية، ولفت إلى قرار سابق صادر عن وزارة الزراعة المصرية بمنع تداول تلك الحبة بالأسواق، مؤكدًا أنه لا يتم الالتزام بهذا القرار، في الوقت الذي حذرت فيه أيضًا نقابة الفلاحين من انتشارها وسهولة الحصول عليها.
وشدد في تصريحاته على أهمية تقنين بيع تلك المواد السامة بجانب اللجوء لحفظ الغلال بالطريقة الطبيعية بعيدا عن المبيدات الحشرية مثل التبخير، مشيرا إلى أن انتشار حالات الانتحار بسببها ليس سببا كافيا لمنعها، نظرا لأن المنتحر سيبحث عن أكثر من طريقة لتنفيذ ما يريد.
ووفقًا للمعلومات المتاحة عن هذه «الحبة القاتلة» فإنه يوجد منها 18 منتجًا بأسماء تجارية مختلفة، إلا أن تركيبتها واحدة، واستخدامها واحد في عملية الحفظ، وتدخل مادة «زينك فوسفيد» في تصنيعها، ويخرج منها غاز قاتل للبشر، ولا تترك هذه الحبة أية آثار على الجسم بعد استخدامها في حالات الانتحار، فضلًا عن أنه فور تناولها تتحول إلى غاز «الفوسفين»، والذي يُعد من الغازات السامة عديمة الرائحة، ويؤدي بدوره إلى حدوث فشل بكافة أجهزة الجسم، وارتشاح في الرئتين.