أخصائية نفسية وعلاج توحد لـ«النبأ»: نظام الدمج سيئ وأولياء أمور طلاب أسوياء يستغلونه
قالت أخصائية العلاج النفسي، الدكتورة أسماء عبدالعظيم وعلاج حالات سمات التوحد، إن نظام الدمج بالصورة التي عليه الآن سيؤثر على الحالة النفسية للأطفال ذوي الهمم بالسلب، لا سيما وأنه يحتاج إلى الاحتواء، مُضيفة أن الكثير من تعال المعلمين والمسؤولين في المدارس يسيئون إلى طلاب الدمج من خلال التنمر عليهم والتعدي بالضرب عليهم، ليس فقط من قِبل المعلمين، بل زملائهم أيضًا.
الأطفال الأسوياء يعانون
واستنكرت «عبدالعظيم» إصرار الوزارة على دمج ذوي الهمم في ظروف تعوق العملية التعليمية وتؤثر على تحصيلهم الدراسي، لا سيما وأن نظام الدمج الحالي لم يوفر أي وسائل تسهل على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة التعلم، قائلة: “إذا كان الطفل السليم يشتكي من عدم القدرة على الفهم في ظل الكثاقة الطلابية في الفصول، فماذا عن أطفال الاضطرابات الذهينة والمتلازمات!".
وأضافت: “حكت لي مديرة إحدى المدارس، أن بعض أولياء أمور الأطفال (ضعفاء الفهم) يستغلون نظام الدمج، ويقومون بتزوير أوراق لأبنائهم لإلحاقهم بالدمج، لا سيما وأن امتحانات طلاب الدمج سهلة، إذًا التساهل في امتحانات طلاب الدمج وفي الاهتمام بدراستهم"، وبذلك الأطفال ذوي الهمم لن يحصلوا على حقهم في التعليم كما يجب أن يكون، وفقًا لوصف الدكتورة أسماء عبدالعظيم.
هائم في الملكوت
وأضافت الدكتورة أسماء عبدالعظيم في حديثها لـ«النبأ»: “المعلمون ينظرون إلى طفل الاضطرابات الذهنية باعتباره أهبل ومتخلف عقلي، وينبذه بل يتنمر عليه في أحيانٍ كثيرة، ولذلك وجب أن يكون المعلمون الذين يتعاملون مع أطفال الدمج مؤهلين بشكل علمي للتعامل معهم، ويفهم الفرق بين الاضطراب الذهني وصعوبات التعلم".
وتابعت: "دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الطلاب الأسوياء، لن يؤثر سلبًا عليهم فقط، بل سيؤثر على الطلاب الأسوياء، لا سيما وأن ذوي الهمم سيكونون عنصر إعاقة لهم داخل الفصل، من خلال تشتيت انتباه زملائهم في ظل عدم قدرة المعلم على التعامل معهم".
وترى «عبد العظيم» أنه بالرغم أن قرار الوزارة يمنع دمج أطفال متلازمة داون، إلا أن هناك مدارس بها دمج حالات متلازمة داون، ومنها ما رأته بنفسها في المدرسة الإعدادية التي تدرس بها ابنتها، مستنكرة كيف تقبل المدارس دمج أطفال متلازمة داون أو طفل سمات التوحد الذي يرى المعلم أنه هائم في الملكوت بمفرده ولم يفهمه -وإن كان الأخيرون يشملهم القرار- وهم بحاجة إلى احتواء، يفتقر إليه المعلمين باعتبارهم غير مؤهلين للتعامل معهم.
صداقات من باب الشفقة
لا بد أن يحصل ذوي الاحتياجات الخاصة على حقهم في التعليم بالصورة التي تناسب اختلافهم، فلا بد من تقديم المعلومة والمناهج لهم بطريقة مختلفة عن أقرنائهم الأسوياء، ويمكن دمجهم في المرحلة الثانوية، حينها يكون الطالب أخذ الفرصة في التعليم الجيد في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بوسائل تناسبه، حسب «عبدالعظيم».