الإفتاء توضح حكم الانتحار في الاسلام..
شاب يتخلص من حياته بتناول مبيد حشري في منزله بسوهاج
شهد مركز جرجا جنوبي محافظة سوهاج حادث انتحار شاب بسوهاج اليوم الأحد عن طريق تناوله مبيد حشري بمنزل أسرته بدائرة قسم شرطة جرجا، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى العام، تحت تصرف النيابة العامة.
انتحار شاب بمبيد حشري في جرجا بسوهاج
كانت البداية عندما تلقى اللواء محمد عبد المنعم شرباش مساعدج وزير الداخلية مدير أمن سوهاج إخطارًا من مأمور قسم شرطة جرجا بورود بلاغ يفيد انتحار شاب بسوهاج داخل منزله بدائرة القسم.
وتبين من خلال التحريات التي تمت بمعرفة إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن سوهاج أنه وردت إشارة من مستشفى جرجا العام تفيد بوصول «مسعود. ا»، في العقد الثالث من العمر، لا يعمل، ويقيم بدائرة القسم مصابًا بحالة إعياء شديد وقيئ مستمر، وتوفي أثناء تقديم إجراءات الإسعافات اللازمة له.
وبسؤال كل من: والد الشاب، وشقيقه «ياسر»، 42 عامًا، عامل، قررا أنه أثناء تواجد المذكور بمنزلهم بدائرة قسم شرطة جرجا تناول مبيدًا حشريًا بقصد الانتحار، ما أدى لوفاته، ونفيا الشبهة الجنائية.
وعاينت النيابة العامة موقع حادث انتحار شاب بسوهاج، وأمرت بنقل الجثة إلى مشرحة المستشفى العام، فيما أفاد مفتش الصحة عقب توقيع الكشف الطبي على الجثة بعدم وجود أي إصابات ظاهرية بها، ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.
الانتحار معصية عظيمة ومن كبائر الذنوب
من ناحيته، أوضح الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حكم الانتحار في الإسلام، مؤكدا أنّ الانتحار حرام شرعًا ومن كبائر الذنوب، واستدل على ذلك من كتاب الله بقوله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا»، وبالحديث النبوي: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وأضاف أمين الفتوى في فيديو نشرته دار الإفتاء عبر صفحتها على «فيسبوك»، أنّ الانتحار معصية عظيمة ومن كبائر الذنوب، إلا أنّ المنتحر المسلم ليس كافرًا ولا يخرج من الملّة، بل يظل على إسلامه، ويُصلى عليه ويُغسل ويُكفن ويُدفن في مقابر المسلمين، متابعا: «ندع له بالمغفرة والرحمة ونتصدق عنه بما يتيسر، والله أعلم بحاله إن شاء حاسبه على ما فعل وإن شاء عفا عنه».
حكم الانتحار في الاسلام
كما ذكرت دار الإفتاء المصرية عن حكم الانتحار في الاسلام، أنّ المنتحر ارتكب كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنّه لا يخرج بذلك عن الملة، ويظل على إسلامه، ويصلى عليه ويغسل ويكفن ويدفن في مقابر المسلمين، مستشهدة بقول شمس الدين الرملي: «وغسله (أي الميت) وتكفينه والصلاة عليه وحمله ودفنه فروض كفاية إجماعا؛ للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتل نفسه وغيره».
وأكدت دار الإفتاء في فتواها عن حكم الانتحار في الإسلام، أنّ حماية النفس وعدم إزهاق الروح، أو حتى إتلاف عضو من أعضاء الجسد أو إفساده، هو مطلب سماوي، فحرم الله تعالى كل ما من شأنه أن يهلك الإنسان أو يلحق به ضررا، ويجب المحافظة على النفس كمقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، فقال المولى عز وجل: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما».
واعتبرت دار الإفتاء أنّ الانتحار إخلال بمبدأ الشريعة الإسلامية بحفظ الكليات الخمس، وهي الدين، النفس، العقل، النسب والمال، وهذه كليات متفق عليها بين الأديان السماوية وأصحاب العقول.