استمرار التراجع.. أسعار البترول تخسر 4.3 دولارات اليوم الثلاثاء
تراجعت أسعار البترول، اليوم الثلاثاء لتواصل تسجيل الخسائر، وذلك مع توجه كلًا من أوكرانيا وروسيا لإجراء محادثات سلام إلى جانب تزايد المخاوف من تراجع الطلب على الوقود في الصين بعد إغلاق المركز المالي في شنغهاي لكبح جماح زيادة حالات كوفيد 19.
كما صرحت بعض المصادر أن أوبك بلس قد حددت زيادة طفيفة في مستويات إنتاج البترول خلال الفترة القادمة حفاظًا على أسعار البترول من التدني والتراجع.
وتراجع خام برنت إلى 111.67 دولارًا اليوم الثلاثاء، من 116 دولار أمس الاثنين، كما سجل خام غرب تكساس سعر 105.17 دولارًا تراجعًا من 108.69 دولارًا أمس، فيما سجل سعر خام أوبك 118.72 دولارًا للبرميل دون تراجع أو انخفاض خلال الأيام الثلاث الماضية.
ويأتي ذلك رغم هجوم صاروخي شنته جماعة أنصار الله "الحوثي" يوم الجمعة الماضي على منشأة توزيع بترول تابعة لشركة أرامكو في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. وبحسب وكالة رويترز، جاء تراجع الأسعار مع تنامي المخاوف بشأن ضعف الطلب على الوقود في الصين بعد جهود مدينة شنجهاي، المركز المالي الصيني، للحد من زيادة الإصابات بفيروس كورونا.
إغلاق المركز المالي في شنجهاي
ودخلت شنجهاي في إغلاق على مرحلتين لـ 26 مليون شخص، في محاولة للحد من انتشار فيروس كوفيد 19.
ووفقا للوكالة، قال كارستن فريتش المحلل في كومرتس بنك في مذكرة: "هذا يثير أيضًا مخاوف متزايدة من أن سياسة الصين الصارمة الخاصة بعدم انتشار فيروس كورونا الجديد ستؤدي إلى عمليات إغلاق متكررة في مراكز الأعمال الرئيسية".
وقال بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع في بنك SEB، إن الطلب على النفط في الصين، أكبر مستورد للخام على مستوى العالم، من المتوقع أن يكون 800 ألف برميل يوميًا أضعف في أبريل مقارنة بالمستويات "العادية" نتيجة لذلك.
وقالت الوكالة إن آمال المصالحة من مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي قد تبدأ في تركيا اليوم الثلاثاء وفقًا للكرملين، أثرت أيضًا على الأسعار.
وقال كازوهيكو سايتو، كبير المحللين في فوجيتومي للأوراق المالية، إن رد الفعل بصعود الأسعار على هجوم صاروخي شنه الحوثيون اليمنيون على منشأة توزيع نفط سعودية انتهى يوم الجمعة.
لكنه توقع أن تتحول سوق النفط إلى اتجاه صعودي عندما تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها (أوبك+) يوم الخميس لمناقشة زيادة مزمعة في حصص الإنتاج قدرها 432 ألف برميل يوميا، حسب رويترز.
وقال سايتو إن المجموعة التي قاومت حتى الآن الدعوات لتسريع زيادات الإنتاج لتخفيف شح المعروض من الخام "كان من غير المرجح أن ترفع إنتاج النفط بوتيرة أسرع مما كانت عليه في الأشهر الأخيرة".
عجز إمدادات البترول يلوح في الأفق
وقال محللون إن عجز الإمدادات يلوح في الأفق، حيث ستكافح كميات فورية من الخام الروسي في أبريل للعثور على مشترين.
وتأثرت تدفقات النفط الخام الروسي قليلًا في مارس حيث تم التعاقد على معظم الكميات قبل الغزو، ومع ذلك، لا تزال دول مثل الهند والصين تشتري الخام الروسي.
وقال شيلدروب: "التوقعات تشير إلى خسارة 2.5 مليون برميل في اليوم من الخام والمنتجات الروسية في أبريل"، مضيفًا أن نقص الديزل سيزيد الطلب على خام برنت والخام الخفيف الحلو.
وللمساعدة في تخفيف نقص المعروض، تدرس الولايات المتحدة إطلاقًا آخر للنفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، ولكن هذا قد يكون محدودًا نظرًا لانخفاض المخزونات بالفعل، حسب الوكالة.