رئيس التحرير
خالد مهران

كيف تقع جرائم القتل في رمضان رغم سلسلة الشياطين

جرائم رمضان
جرائم رمضان

رغم أن المعروف في رمضان، ان الشياطين مصفدة،ورغم ذلك هناك العديد من الجرائم التي يرتكبها المواطنين في الشهر الكريم من قتل وحرك وسرقة ةغيرها من الجرائم البشعة،في اليوم الرابع من رمضان، وقعت حادثة مؤسفة، حيث أنهت سيدة حياة زوجها حرقًا بسبب خلافات بينهما، مما دفع للتساؤل: كيف تقع مثل تلك الجرائم البشعة في الشهر الفضيل؟ وهو شهر صفدت فيه الشياطين؟

من جانبه قال لدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر،إن "الشياطين المسلسلة" في رمضان لها تفسيران،  أولهما أن الشياطين التي تسلسل في رمضان هي شياطين الإخافة وهي كانت تظهر في الطرق والصحراء القفراء الجرداء تتعرض للناس، "إنما شياطين الغواية لا تفارق الإنسان حتى لو بيقضي حاجته في الحمام" 

مؤكد، وشياطين الإخافة هي التي تخرج في الصحراء وغيرها وتتمثل بصور مخيفة لإرعاب الناس "البدو يعرفون هذا الكلام"، أما التفسير الآخر الذي تبناه بعض العلماء، يقول كريمة، أنهم فسروا سلسلة الشياطين بشكل آخر، وهي أن الجرائم تقل عن ذي قبل، وهذا ملاحظ، فنسبة الجرائم تقل إلى حد ما، فيحمل على الغالب..

وذكر  كريمة،أن الجرائم والأخطاء البشرية بها دوافع من الإنسان نفسه لأن الله سبحانه وتعالى قال: "إن النفس لأمارة بالسوء"، والنفس الأمارة بالسوء هي نوع من أنواع النفوس البشرية الضعيفة التي تأمر بالسوء، سواء كان من تدبيرها أو كان من تدبير الشيطان، فهو يزين أيضًا لها المعصية.

الشيطان موجود في كل الأوقات والاحوال

وأكد الدكتور أحمد كريمة،أن الشيطان إذا موجود في كل الأوقات والاحوال، لأن الشيطان في حواره مع الله منذ بدء الخليقة توعد بإغواء الإنسان فقال: لأغوينهم، وما حدث لآدم وحواء لا يمكن تبرئة الشيطان منه، فهو على الأقل له دور الإغواء، أما عن كيفية التفريق بين غواية الشيطان وحديث النفس، يقول كريمة إن الاثنين متلازمان، فالشيطان ينتهز ضعف النفس البشرية فيزين لها أو يخطط لها أو يغويها.

من جانبه قال الشيخ سليم عبد العزيز عضو لجنة الفتوى، إنه ثبت في السنة النبوية المطهّرة أنّ الشياطين تصفّد في شهر رمضان، حيث قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ).

وجاءت أحاديث صحيحة تؤكد تصفيد الشياطين في رمضان؛ منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ من شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فلم يُفْتَحْ منها بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فلم يُغْلَقْ منها بَابٌ وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ»، رواه الترمذي (682)، وابن ماجه (1642).

مشيرا إلى أن تصفيد الشياطين ووقوع المنكرات  والجرائم.. لا يلزم من تصفيد الشياطين في رمضان ألا تصدر من العباد المنكرات والمعاصي، ذلك أن أسباب المعاصي لا تقتصر على شياطين الجن، فقد يرتكب الناس المعاصي بسبب النفوس الخبيثة، والعادات القبيحة، وكذلك بسبب إغواء شياطين الإنس حينما يزينون للناس ارتكاب المعاصي في رمضان.

وأضاف عضو لجنة الفتوى، أن الشيطان تصفد في رمضان وتغلق فيه أبواب النار وتفتح في هذا الشهر المبارك أبواب الجنة، ولا يفوز بذلك إلا من كان صومه حقيقيًا امتنع فيه عن المعاصي والآثام.

واستشهد عبد العزيز، بما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ»». رواه الترمذي واللفظ له.

وأوضح أنه اختلف العلماء في معنى تصفيد الشياطين في رمضان على أقوال، فرأى البعض أن المراد بالشياطين بعضهم وهم المردة منهم، وقوله «صفدت» أي شدت بالأصفاد وهي الأغلال وهو بمعنى سلسلت، وتبقى بعض الشيطان حتى يكون إغواؤها ليس كبيرًا على المؤمن الذي يصوم صوما حقيقيا يمتنع فيه عن ارتكاب المعاصي والذنوب.

وقد اختلف العلماء في معني تصفيد الشياطين في رمضان؛ فنقل العلامة ابن حجر العسقلاني عن الحليمي أنّ التصفيد في الحديث يُقصد به أنّ الشياطين في شهر رمضان لا يتمكّنون من تحقيق مآربهم في غواية المسلمين؛ بسبب انشغالهم بالذكر والطاعات وقراءة القرآن.

 

بينما ذهب آخرون ومنهم ابن عياض إلى الاعتقاد بأن معنى التصفيد والسلسلة في الحديث يُؤخذ على ظاهره؛ فالشياطين تُصفّد حقيقةً في رمضان، ويكون ذلك علامةً لدخول الملائكة لتحمي المسلمين من أذى الشياطين ووساوسها، وقيل أيضًا إنّها كنايةٌ عن قلّة إغوائهم في الشهر الفضيل؛ بسبب عجزهم عن ذلك، أو بسبب كثرة عفو الرحمن عن المذنبين والمستغفرين في الشهر الفضيل فيكون الشياطين كالمصفّدين.