الرئيس السيسي: مصر ليست تابعة لأحد
بالتفاصيل.. أسرار إفشال المخطط الإسرائيلي لتوريط مصر في مواجهات مع إيران بعد اجتماع «النقب»
بعد اجتماعي، شرم الشيخ الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي وكل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد دولة أبو ظبي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، واجتماع ما يسمى بقمة النقب، الذي جمع وزراء خارجية، مصر والمغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة، فسر البعض هذه التحركات بأنها محاولات من الولايات المتحدة وإسرائيل لتشكيل ما يسمى بالناتو العربي لمواجهة ما يسمى بالخطر الإيراني، مع اقتراب التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران أو ما بات يعرف بالصفقة النووية مع إيران وأن هذه الدول تضغط على القاهرة من أجل ضمها لحلف مواجهة إيران، مستغلين الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد بسبب الأزمة الأوكرانية.
لا سيما بعد تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، الذي قال إن قمة النقب تستهدف «ردع إيران ووكلائها في المنطقة»، مشيرًا إلى أنها «ستتحول إلى منتدى منظم يقام بشكل سنوي، حسبما افادت به صحيفة «هآرتس الإسرائيلية»، معتبرا أن: «إسرائيل تصنع التاريخ عبر بناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والأمن والتعاون الاستخباراتي والأمني لردع اعدائنا المشتركين وفي مقدمتهم إيران ووكلائها».
«شكري»: مصر لم تشارك بـ«قمة النقب» لتشكيل تحالفات ضد أي طرف بل تؤيد العلاقات على أساس الاحترام المتبادل
لكن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أخرس الألسنة التي كانت تزعم أن مصر رضخت تحت وطأت الظروف الاقتصادية للضغوط الأمريكية والإسرائيلية بالانضمام إلى تحالف ضد إيران، عندما أكد أن مصر لم تشارك بـ«قمة النقب» في إسرائيل، لتشكيل تحالفات ضد أي طرف بل تؤيد العلاقات على أساس الاحترام المتبادل، موضحا أن "مشاركتنا في اجتماع النقب كانت بهدف تعزيز السلام وطرح وجهة نظرنا للدفع باتجاه تحقيقه"، مؤكدا على سعي مصر إلى تعزيز مجالات التعاون بما يعود بالنفع على المنطقة، مشددا على "أهمية حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس حدود 1967".
وقال مصدر دبلوماسي مصري في وزارة الخارجية، إن "حالة الحراك التي تشهدها المنطقة، والقمم الأخيرة التي عقدت فيها أخيرًا، هي حالة تستهدف إعادة رسم الخريطة على ضوء المتغيرات الإقليمية الحاصلة"، كاشفًا أن "التحركات الأخيرة ليست في مجملها تلقى قبولًا مصريًا".
وأكد المصدر أن القاهرة تدرك جيّدًا أنها ليست معنية بالدخول في صدام مع إيران، من شأنه أن يخرجها من دائرة سياسة الحياد التي ترغب في تبنيها، في إطار رغبتها في الوصول إلى سياسة بلا أزمات.
وأكد المصدر أن مصر "رفضت الدخول في أي تحالفات عسكرية"، مشيرًا إلى أن "كافة المباحثات التي شهدتها المنطقة خلال القمم الثلاث الأخيرة، انتهت بإبداء القاهرة إمكانية التنسيق المعلوماتي والاستخباري فقط، بخلاف أدوارها التاريخية في ملفات المنطقة وعلى رأسها الملف الفلسطيني الذي يعد حجر الزاوية".
وكشف المصدر عن أن وزير الخارجية سامح شكري بعث برسالة شديدة الوضوح لإيران، بقوله إن القاهرة غير راغبة في الدخول في صدام معها، لكنها ترغب في الحفاظ على الأمن الخليجي من منظور المصالح المصرية، كما أن القاهرة كانت حريصة على نقل رسائل لإيران عبر قنوات خاصة، لتأكيد عدم رغبتها في الدخول في أحلاف عسكرية.
الرئيس السيسي: علاقاتنـــا مع دول العــــالم تقوم على الشــراكة ومصر قرارها مستقل بنسبة 100% وليست تابعة لأحد
حدد الرئيس السيسي النقاط الرئيسية التى تحكم الموقف المصرى من قضايا المنطقة بقوله " أولًا نحن لا نتدخل فى شئون الآخرين.. ثانيًا مصر تدعم إرادة الشعوب.. ثالثًا اننا ندعم الحلول السياسية السلمية للمسائل المتنازع عليها"...مضيفًا" إننا ندير علاقاتنـــا مع دول العــــالم فى إطار الشــراكة.. لا التبعية. فمصر ليست تابعة لأحد، نحن لدينا علاقات استراتيجية ثابتة نحافظ عليها ونسعى لتطويرها وهى علاقات شراكة تقوم على الانفتاح وتبادل المصالح والرأى والحوار السياسى والاحترام المتبادل.. ونحن من خلال اتصالاتنا ولقاءاتنا بقادة العالم.. نعطى الفرصة للآخرين لتفهم ما يدور فى مصر والمنطقة". وأكد الرئيس "إنه بكل وضوح إنه لم يستطع أحد أن يملى علينا شيئًا على غير ما نراه. فالقرار الوطنى المصرى يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق"
وأكد «أقول بكل اعتزاز كلمة مصر الآن أصبحت مسموعة في كل المحافل الدولية، وإن راية مصر خفاقة وظل قرارنا الوطني مستقلا في كل الظروف، وذلك مش عشاني أنا ولكن عشانكم أنتم وقرار مصر مستقل 100%، ومحدش حايقدر يضغط علينا علشان ناخد قرارات لا تليق بمصر وعزتها وكرامتها».وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر استعادت مكانتها، وعادت لدورها المعهود، وأن كلمتها باتت مسموعة ومحل تقدير في كل المحافل الدولية.
وأكد الرئيس أن مصر أصبح قرارها مستقلًا، وذلك بفضل المصريين، وأنه لا أحد يستطيع أن يضغط على القرار المصري النابع من إرادة هذا الشعب، مضيفا أن هامة مصر الآن عالية ورايتها خفاقة وقرارها الوطني ظل في كل الظروف مستقلًا.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: نبذل المساعي لتحسن العلاقة مع القاهرة
موقف مصر من إيران عبر عنه وزير الخارجية سامح شكري، الذي عبر عن رفض مصر تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية، وشدد على أن أي مساس بأمن الخليج، هو مساس بأمن مصر.
وقال شكري، أن مصر تعتبر أن أمن دول الخليج جزء لا يتجزأ من أمنها القومي وترفض التدخلات من أي طرف إقليمي في الشأن العربي، كما تدعو دائما إلى الابتعاد عن سياسات الهيمنة أو التأثير بالوكالة على دول المنطقة، وإقامة علاقات مرتبطة بالمصالح والاحترام الكامل للدول العربية.
والفترة الماضية ظهرت اشارات من جانب طهران بأنها تريد تحسين وإعادة العلاقات مع مصر، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن طهران تأمل تطوير العلاقات مع القاهرة، وفقا لـ«روسيا اليوم». وأضاف: «علاقتنا مع مصر ستتحسن قطعا في حال نجحت مباحثاتنا مع السعودية.. نحن نبذل المساعي لتحسن العلاقة مع القاهرة.
كما هنأت وزارة الخارجية الإيرانية الشعب المصري بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو. وجاءت تهنئة الوزارة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» باللغة العربية.
ونشرت الصفحة، العلم المصري بجانب العلم الإيراني وتضمنت التهنئة: نتقدم بخالص التبريكات والتهاني للشعب المصري العظيم بمناسبة اليوم الوطني وذكرى ثورة 23 يوليو، ونسأل الله عز وجل أن ينعم عليه بالسعادة والنصر والدائمين.
سر رفض السعودية التطبيع مع تل أبيب أو الانضمام لتحالف ضد طهران
وعلى نفس النهج تسير المملكة العربية السعودية، التي ترفض الدخول في تحالف عسكري ضد إيران تقوده إسرائيل، كما ترفض إبرام أي اتفاق سلام مع إسرائيل كما حدث مع بعض الدول العربية، قبل حدوث اختراق في ملف القضية الفلسطينية وتنفيذ المبادرة العربية التي طرحتها المملكة في القمة العربية في بيروت عام 2002 والتي تشترط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، كما تجرى المملكة محادثات مع إيران وسط تحفظ وتخوف إسرائيلي.
قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إن اندماج إسرائيل في المنطقة سيكون مفيدا للغاية، مؤكدا أن بلاده ستجري عملية سلام مع إسرائيل في حال إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأوضح، أن "اندماج إسرائيل في المنطقة سيكون مفيدا للغاية ليس لإسرائيل فحسب، بل للمنطقة بأسرها، ولكن دون معالجة المشاكل الجوهرية للشعب الفلسطيني ومنح الاحترام والسيادة له سوف نقوي أكثر الأصوات المتطرفة في المنطقة".
وأضاف: "الأولوية الآن هي إيجاد تسوية بحيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين الجلوس معا، وإجراء عملية سلام يمكن العمل عليها، وهذا سيجعل الأمر أسهل بالنسبة لجميع البلدان التي ليس لديها بعد علاقات مع إسرائيل، ونحن سنفعل ذلك عندما يتم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية".
وأكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن المملكة ليس لديها أي رغبة في الوقت الحالي للانضمام إلى اتفاقات إبراهام للتطبيع مع إسرائيل.
وأكد بن فرحان، إنه من دون حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بطريقة مستدامة طويلة الأجل، لن يكون هناك أمن حقيقي مستدام في المنطقة، وأنه يجب إيجاد طريق لدولة فلسطينية.
وقال إن المملكة لا تعارض رغبة إدارة بايدن في نسخة "أطول وأقوى" من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية، وستدعم الصفقة ما دام تضمن عدم حصول إيران على تكنولوجيا الأسلحة النووية.
وأضاف أن الرياض ترحب بإيران في حال كانت تسهم في الأمن بالمنطقة وتتصرف "بطريقة طبيعية لا تدعم الميليشيات ولا ترسل الأسلحة لجماعات مسلحة" وتتخلى عن البرنامج النووي الذي يمكن أن يستخدم في صناعة الأسلحة النووية.
وأعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن المحادثات السعودية الإيرانية التي انطلقت في العراق بالأشهر الأخيرة سعيا لتطبيع العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ 6 سنوات ستسمر.
وقال بن فرحان،"نتطلع لجولة خامسة من المحادثات مع إيران رغم عدم إحراز تقدم جوهري في الجولات السابقة".
مركز ابحاث عبري: التقارب بين طهران والرياض سيمثل صدعًا في الجبهة الإقليمية المناوئة لطهران
وقال الكاتب الإسرائيلي تسفي برئِل، في صحيفة "هآرتس":«إذ انتهت بالفعل المفاوضات بين السعودية وإيران باتفاقٍ وتطبيع، هذا سيكون فصل نهاية التحالف المعادي لإيران الذي بنت عليه "إسرائيل" الكثير من الآمال، بل واعتبرت نفسها عضوًا غير رسمي فيه، إلى حدّ أنّ هذا القاسم المشترك بينها وبين السعودية بث أملًا بأنّ المملكة ستستأنف علاقاتها مع "إسرائيل».
وحذّر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي من تداعيات سلبية على مصالح إسرائيل بعد الكشف إجراء إيران والسعودية حوارات ثنائية في بغداد.
وقال "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، أن التقارب بين إيران والسعودية سيمثل صدعًا في الجبهة الإقليمية المناوئة لطهران التي رغبت تل أبيب في التدليل على وجودها.
خبير: مشاركة مصر في اجتماع النقب كان لحماية مصالحها والقاهرة ليست في عداء مع أحد
قال الخبير في الأمن القومي والعلاقات الدولية اللواء محمد عبد الواحد، أن مصر رفضت التحالف، فهي ليست في عداء مع أحد، بل تعمل وفقًا لمصالحها والتهديدات الأمنية التي تواجهها ومن الممكن أن تتعرض لها.
وأضاف أن مصر ليس لديها مشاكل أو أزمات مع أية دولة في المنطقة، أو صراعات على حدود، أو خلافات على نفوذ جيوإستراتيجي في المنطقة، وسياستها الخارجية واضحة بألا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وبالتالي مشاركتها في النقب كان لحماية مصالحها فقط وليس مصالح الآخرين.
وعن طبيعة المصالح المصرية، أوضح أن المشاركة المصرية تعطي قوة للموقف المصري في مراحل لاحقة، بداية من أمن البحر الأحمر والقدرة على تأمينه بما يتطلب التحالف مع كافة الدول المشاطئة ولن يتوقف عند الدول العربية فحسب، بل سيشمل إسرائيل ودول الساحل الأفريقي الشرقي.
وأشار في هذا الصدد إلى ما يشكله الحوثيون في اليمن من تهديدات على الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومنه إلى قناة السويس، وبالتالي تلتقي هنا المصالح المصرية مع مصالح الآخرين، مشددًا على أنه عندما تتعارض مصالح مصر مع مصالح المنطقة تتدخل القاهرة لحماية هذه المصالح.
كذلك، من التحديات التي تتطلب الانضمام لتحالفات وتنسيقات بما في ذلك مجموعة قمة النقب -وفق عبد الواحد- مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، سواء من خلال استضافة مراكز مكافحته أو تدريب آخرين وتبادل المعلومات مع أجهزة المخابرات الأجنبية.
لكنه استبعد في الوقت نفسه تورط مصر في نزاعات لا تمسها بما في ذلك مواجهة إيران، باعتبار نظرة القاهرة لنشاط طهران لا تحمل المخاوف ذاتها الموجودة لدى إسرائيل أو بعض دول الخليج، شريطة ألا يتعارض ذلك مع الأمن القومي المصري.
القاهرة تتفق مع مخاوف تل أبيب وبعض الدول الخليجية لكنها لا تنضم لأي تحالف
ويقول الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس مركز الفارابي للدراسات، أنه من المستبعد تماما تشكيل تحالف ناتو عربي إسرائيلي، مشددا على أن الأمر صعب على مصر تحديدا.
وشدد على أن مصر لن تنضم لأي تحالف، وإنما فقط هي لديها مصالح مع الأطراف المشاركة، متمثلة في التغلغل الإيراني بالمنطقة، والحديث عن تنازلات أميركية غربية لصالح إيران في مفاوضات الملف النووي لتحييدها كي يتم الاهتمام بالمخاطر الروسية والصينية.
وأشار غباشي إلى أن مسألة تأمين أمن البحر الأحمر كانت من أهداف المشاركة المصرية، إذ إن تقارير عبرية ذكرت أن القمة ناقشت تشكيل آلية تعاون أمنية إقليمية لمواجهة التهديدات الجوية والبحرية والقرصنة في البحر الأحمر.
ويرى غباشي، أن القاهرة تتفق مع مخاوف تل أبيب وبعض الدول الخليجية منه لاعتبارات ارتباط الأمن القومي الخليجي بمنظومة الأمن القومي المصري، لكنه أوضح أن الأهم من كل هذه الاعتبارات هو كيفية الاستفادة من النشوة الإسرائيلية باللقاء واعتباره حلمًا لصالح مسار القضية الفلسطينية ودعمها.
اجتماع النقب كان لطمأنة إسرائيل وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية مع تل أبيب
يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن الاجتماع الذي تم عقده في النقب بين وزراء خارجية مصر وإسرائيل وأمريكا والإمارات والمغرب والأردن، ليست قمة، لأن مصطلح القمة يعني حضور روؤساء دول أو حكومات، وهذا ما لم يحدث في اجتماع النقب، ثانيا لم يشارك في هذا الإجتماع الأردن، وهو طرف رئيسي في القضية الفلسطينية، وبالتالي غياب الأردن وغياب الفلسطينيين عن هذا الاجتماع وهما طرفين رئيسيين لأي تسوية للصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى أن مشاركة المغرب عليها علامات استفهام كثيرة.
وأكد «حسن»، أن الهدف الأساسي من عقد هذا الاجتماع هو، طمأنة إسرائيل بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي وأنها سوف تأخذ في الاعتبار مسألة الصواريخ الباليستية الإيرانية، ورفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب، بالإضافة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي يسعى لتوسيع دائرة الحلفاء لأمريكا في حربها ضد روسيا في أوكرانيا ودعم عقوبات النيتو والغرب ضد روسيا، وطمأنة كل الأطراف أن الولايات المتحدة لن تنسحب من الشرق الأوسط وأنها باقية، والتأكيد على الاستمرار في دعم وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية.
مصر لا تنضم لأي محاور تؤدي لتقسيم المنطقة وسامح شكري عبر عن موقف مصر بطريقة مدوية
وأضاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن وزير الخارجية سامح شكري عبر عن الموقف المصري، مشيرا إلى إنه لا يوجد أي عداوة بين مصر وإيران، لافتا إلى أنه من المطالبين بعودة العلاقات بين مصر وإيران، لأنه لا يمكن تحقيق الأمن في الخليج دون وجود إيران، موضحا أن مصر رفضت قبل ذلك الدخول في أي أحلاف عسكرية، وتأسيس ناتو عربي أو تحالف شرق أوسطي جديد ضد إيران في عهد رؤساء أمريكا السابقين، جورج بوش الإبن وباراك أوباما ودونالد ترامب، مؤكدا على أن مصر ترفض الدخول في أي محاور تؤدي إلى تقسيم المنطقة، بينما أمريكا نفسها مقبلة على العودة للاتفاق النووي من إيران، وبالتالي سيكون هناك علاقات ومصالح بينها وبين طهران، وهذا يكشف التناقض في الموقف الأمريكي، ففي الوقت الذي تسعى فيه لتشكيل حلف عسكري ضد إيران هي تسعى لعقد اتفاق نووي جديد معها وإعادة العلاقات معها، مؤكدا على أن اجتماع النقب كان عبارة عن ترضية لإسرائيل من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن حضور مصر لهذا الاجتماع جاء لسببين، الأول هو أن مصر تريد ترضية جميع الأطراف، السبب الثاني هو معرفة ما يدور في المنطقة، موضحا على أن موقف مصر عبر عنه وزير الخارجية سامح شكري بطريقة مدوية بعد الاجتماع بساعات، عندما أكد على أن مصر لا تنضم لأحلاف ضد أحد.
السعودية ليست ضد اتفاقيات السلام مع إسرائيل
وأردف«حسن»، أن السبب الرئيسي في عدم تطبيع العلاقات بين مصر وإيران هو مراعاة الإخوة في الخليج، بالإضافة إلى اليمين المتطرف في إيران، مشيرا إلى أن الدول العربية الرئيسية في الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بدأت في اتخاذ خطوات تقارب مع إيران في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى أن العلاقات بين إيران وباقي دول الخليج مثل سلطة عمان وقطر والكويت قوية، وهذا سوف ينعكس بشكل ايجابي على العلاقات المصرية الإيرانية، لا سيما وأن مصر تعتبر أن أمن الخليج هو جزأ لا يتجزأ من أمن مصر القومي، لافتا إلى أن المملكة العربية السعودية ليست ضد اتفاقيات السلام مع إسرائيل، ولكنها تتمسك بالمبادرة العربية التي طرحتها في قمة بيروت عام 2002، كأساس للسلام الشامل مع إسرائيل.
من الخطأ تشكيل ناتو عربي ضد إيران ولا يمكن تحقيق الأمن في الخليج دون مشاركة طهران
وأكد عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، على أن فكرة تشكيل تحالف عربي بقيادة إسرائيل ضد إيران خطأ، لا سيما وأن ما يجمع دول الخليج بإيران أكثر بكثير مما يفرقها، مشيرا إلى المذهب الشيعي منتشر بصور مختلفة في كل دول الخليج، إلى جانب أن إيران تسيطر على كل الضفة الشرقية للخليج، وبالتالي لا يمكن الحديث عن أمن الخليج دون إيران، مشيرا إلى أن الفكر الجديد لدولة الإمارات يراعي هذه القضايا من خلال تبنيها لما يسمى الخطة «الخمسينية»، وتقوم على الانفتاح على جميع دول المنطقة بما فيها إيران وإسرائيل وتركيا، وقد بدأت بالفعل في تنفيذ هذه الخطة، مشيرا إلى أنه لا يرى أي مبرر لتشكيل حلف عسكري ضد إيران، بل أنه يرى أن التعاون مع إيران سيكون هو الأجدى والأنفع، لأنه سوف يضع المصالح المشتركة فوق الخلافات.
مصر أقوى من إسرائيل بمراحل وتوحيد العرب سيظهر حجمها الحقيقي
وقلل «حسن»، من أهمية التقارير التي تتحدث عن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم قيادة المنطقة إسرائيل، مؤكدا على أن العرب يعطون لإسرائيل حجم أكبر من حجمها بكثير، مشيرا إلى أنه لا يمكن مقارنة قوة مصر بقوة إسرائيل، لافتا إلى أن قوة مصر الشاملة لا تقارن بقوة دولة صغيرة مثل إسرائيل مهما كان لديها من أسلحة، مؤكدا على أن أمريكا هي التي تحمي إسرائيل وتعطيها قوة أكثر من قوتها الحقيقية، بالإضافة إلى أن تفرق العرب يعطي صورة لإسرائيل بأنها دولة كبيرة، مؤكدا على أن توحيد الصف العربي سوف يظهر إسرائيل على حجمها الحقيقي، كجسم غريب مزروع في المنطقة، مؤكدا على عدم قدرة إسرائيل على مواجهة إيران دون دعم وموافقة من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن موقف إسرائيل الرافض من الالتزام بالاتفاق النووي الجديد مع طهران ضعيف، مشيرا إلى أن إسرائيل هي التي لديها سلاح نووي وترفض الانضمام لمعاهدة الانتشار النووي، ولا تقبل رقابة دولية ولا اقليمية على مفاعلاتها النووية، مقابل أن إيران لا تمتلك سلاحا نوويا وعضو في اتفاقية منع الانتشار النووي وتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.