«الأعلى للإعلام» يكشف تفاصيل التحقيقات في أزمة «المصري اليوم»
أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بيانًا عن أزمة صحيفة «المصري اليوم»، ونشرها إحدى الفتاوى الشاذة في النسخة الورقية، وبموقعها الإليكتروني، ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
تفاصيل تحقيقات «الأعلى للإعلام» في أزمة صحيفة «المصري اليوم»
وقال البيان إنه في إطار استكمال المعلومات الخاصة بموضوع قيام جريدة «المصري اليوم» بنشر فتوى شاذة منذ أيام حول جواز بيع الطعام لغير المسلمين في رمضان، والتي أفتى بها رجل دين غير مصري، تحرك مسئولو الجريدة على الفور بمجرد إدراك الخطأ الفادح الذي حدث، بحذف تلك الفتوى فورا من مواقعها الرقمية، بالإضافة إلي نشر اعتذار فوري للقراء عبر منصاتها المختلفة.
وكشف بيان «الأعلى للإعلام» عن أنه تم إحالة كل من له صلة بنشر هذا الخبر إلى تحقيق قانوني داخلي وتم اتخاذ الحد الأقصى من العقوبات تجاه المسؤولين عن هذا الخطأ وفقًا للقانون وإبلاغهم بها، واتخاذ الإجراءات التي تمنع تكرار مثل هذا الخطأ.
وأكد المسؤولون أن السياسة التحريرية المعتمدة هي سياسة ليبرالية تحترم التنوع والاختلاف وتحترم الأديان على اختلافها وهو ما يشهد عليه تنوع الأقلام الصحفية والأفكار التي تحتضنها الجريدة طوال تاريخها، كما أن جميع العاملين بها يؤمنون أن «حرية الاعتقاد مطلقة» كما نص عليها الدستور المصري في مادته الرابعة والستين.
وأشار بيان «الأعلى للإعلام» إلى أنَّ الممثل القانوني لـ«المصري اليوم» قدَّم للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حال مثوله فى تحقيقات المجلس، كل المعلومات المتعلقة بملابسات نشر الفتوى المذكورة، بالإضافة إلى ملف يتضمن جميع التحقيقات الداخلية والإجراءات التي اتخذتها المؤسسة تجاه مرتكبي الخطأ.
وتابع: «وتم إعادة التأكيد على الرفض المطلق للخطأ غير المقصود والذي يتناقض مع ثوابت المؤسسة وتاريخها، والتأكيد على الاحترام الكامل للدستور الذي ينص على حرية الاعتقاد والاحترام الكامل لحق الاختلاف، وإدانة أي قول أو سلوك يغذي نزعة الكراهية أو يؤثر في سلامة المجتمع»
تفاصيل أزمة «المصري اليوم» بعد الفتوى الشاذة
بدأت أزمة صحيفة «المصري اليوم» بعد نشرها فتوى للداعية السوري محمد صالح المنجد عن حكم بيع الطعام في نهار رمضان للكافر، الأمر الذي تسبب في هجوم شديد على الصحيفة الشهيرة، والتي نشرت لاحقا بيانا تعتذر فيه عن تلك الفتوى المنشورة على منصاتها الورقية والرقمية.
نص اعتذار المصري اليوم عن «الفتوى الشاذة»
وقال بيان المصري اليوم: «لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة، فإن مؤسسة (المصري اليوم) مدينة لقرائها باعتذار واضح وصريح، لما تم نشره حول فتوى شاذة، وهي الفتوى التي نقلها أحد المحررين بالمصري اليوم- في تجاوز وخطأ واضح – دون تدقيق أو تدبير، وهذه الفتوى أطلقت صفة (الكفر) على من هو مختلف في الدين، وهو توصيف لا تستخدمه المصري اليوم على الإطلاق، ولا توافق عليه، كما أن هذه الأوصاف ترسم إطارا لآفات سلبية أصابت الكثيرين في المجتمع المصري، لطالما حاولت (المصري اليوم) طوال تاريخها أن تواجهها وتحاربها».
وتابعت الصحيفة في نص الاعتذار: «نعترف بأن مثل هذه المواقف والأفكار تهدد طريقنا نحو تحرير العقول، وهذا يستدعى الانتباه له، ولهذا فإن المؤسسة على المستوى الداخلى اتخذت قرارات فورية بإجراء تحقيق مكثف حول هذا الخطأ، وكيف تم نشر هذه الأوصاف، وستتم محاسبة المتجاوزين على الفور».
واستكملت: «لقد انزعجنا- كمؤسسة- بنفس مستوى انزعاج القراء، خاصة أن التوجه الرئيسى للمؤسسة طوال تاريخها هو دعم حرية التوجه والاعتقاد والتفكير، وتجنب المناطق التي تثير الفتن، أو معالجتها بالكثير من الموضوعية والعقلانية والهدوء الذي يصب في إطار تحقيق السلم المجتمعي والعقلي»
وأضافت «نعود لنؤكد من جديد أن آفات التطرف موجودة في المجتمع، ويجب التخلص منها، ونشير من جديد إلى وجود مبدأ المساءلة الذي سوف نتخذه أسلوبًا لدراسة كيف يمكن أن نتلافى مثل هذه المشكلات في مطبوعاتنا وإصداراتنا المتنوعة، أو في المجتمع بشكل عام. مع الاعتذار مرة أخرى للقارئ الكريم».