رد الأزهر على مسلسل فاتن أمل حربي بالأدلة
أثار مسلسل فاتن أمل حربي حالة من الجدل على مدار الأيام الماضية وذلك بعد تناوله معاناة المرأة في مصر بعد الطلاق، وأبرز المشكلات التي تتعرض لها والمتعلقة بقوانين الأحوال الشخصية مثل الحضانة والولاية التعليمية على الأطفال.
وكانت إحدى الصور الخلاف التى خلقها المسلسل هو الجدل الفقهي حول قضايا الحضانة والرؤية، حيث اتهمت بعض الأصوات الأزهرية المسلسل بأنه يمثل خروج عن القواعد الشرعية والفقهية الصحيحة في تلك المسائل، وهو ما الأمر الذي دفع ماندو العدل مخرج المسلسل للرد على الأصوات التى اتهمته بأنه يدعوا خلال المسلسل إلى الابتعاد عن شرع الله، وتشويه صورة رجل الأزهر، موضحا أن المسلسل كاملا تم مراجعته من الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر
انتقادات واسعة من الأزهر لمسلسل فاتن أمل حرب
وفيهذا السياق دخل الأزهرالشريفعلى خط الأزمة، وهاجم المسلسل ورجال الدين المؤيدين له، حيث أكد مركز الأزهر للفتوى: ندعم الإبداع المُستنير الواعي، ونحذر من الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وهدم مكانة السنة النبوية، وإذكاء الأفكار المتطرفة، وتشويه صورة عالِم الدّين في المجتمع.
واضاف في ان الضَّمائر اليقظة تدفع أصحابها نحو الإبداع المُستنير الواعي الذي يبني الأُمم، ويُحسِّن الأخلاق، ويُحقِّق أمن واستقرار المُجتمعات،ولا يصنع الصّراعات.
وتابع ان تشويه المفاهيم الدِّينية، والقِيم الأخلاقية، بهدف إثارة الجَدَل، وزيادة الشُّهرة والمُشاهدات؛ أنانيَّة ونفعيَّة بغيضة، تعود آثارها السَّلبية على استقامة المُجتمع، وانضباطه، وسَلامه، ولا عِلم فيها ولا فنّ.
وتعمُّد تقديم عالِم الدّين الإسلامي بعمامته الأزهرية البيضاء في صورة الجاهل، الإمّعة، معدوم المروءة، دنيء النفس، عَيِيّ اللسان -في بعض الأعمال الفنيّة-؛ تنمُّرٌ مُستنكَر، وتشويه مقصود مرفوض، لا ينال من العلماء بقدر ما ينال من مُنتقصيهم، ولا يتناسب وتوقير شعب مصر العظيم لعلماء الدِّين ورجاله.
واضاف لا كهنوتية في الإسلام، ولم يدَّعِ أحد من الأئمة والفقهاء العِصمة لنفسة على مرِّ العصور، بل كلهم بيَّن ما رآه حقًّا وَفق أدوات العلم ومعايير التخصُّص على وجه الإيضاح، لا الإلزام، ونسبة هذه الأوصاف الشائنة للعلماء تدليسٌ، ووصِاية، وخلطٌ مُتعمَّد؛ يهدف إلى تشويههم، وإسقاط مكانتهم ومقامهم، كما يهدف إلى تشويه مفاهيم الدين الحنيف، وتفريغه من مُحتواه.
واشار إلى ان الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وتحريف معانيها عمّا وُضِعت له عمدًا، وعَرْض تفسيرات خاطئة لها على أنها صحيحة بهدف إثارة الجدل؛ جريمة كُبرى بكل معايير الدين والعلم والمهنية، وتَنكّرٌ صارخ للمُسلَّمات.
كما السُّنة النّبويّة الصّحيحة ثاني مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي له، وأُولَى أدوات فهمه واستنباط أحكامه، التي دلَّ القرآن على اعتبارها وحيًا إلهيًّا من قول سيدنا رسول الله ﷺ وفعله وتقريراته، ومحاولة تهميشها وتنحيتها؛ محاولةٌ لهدم عِماد من عُمُد الدين، واعتداءٌ مرفوض على مكانة صاحب السُّنة سيدنا ومولانا محمد ﷺ.
و إجماع العلماء المُتخصصين المُجتهدين في أحد العصور على حكم شرعي حُجَّة مُعتبرة، لا يجوز مخالفتها، لا لكون آحاد هؤلاء العلماء معصومًا كما يُزعَم، بل لاستحالة خطئهم مُجتمِعين في فهم نصٍّ، دلَّت على صِحَّته أدوات العلم والاستنباط، التي تخصَّصوا فيها وأتقنوها.
كما شريعة الإسلام شريعة مُتكاملة معصومة تُصلِح كلَّ زمان ومكان، واجتهادات الفقهاء على مَرّ العصور رسَّخت منهجًا للفهم والتطبيق يستفاد منه في استخراج آراء جديدة تناسب تطوّر الواقع ومُستجداته، وتراعي مصالح النّاس.
تجديد الفكر وعلوم الإسلام حِرفة دقيقة يُحسنها العلماء الراسخون في المحاضن العلمية المُتخصصة، قبل نشره على الشاشات أو بين غير المُؤهَّلين، والفكر المتطرف في أقصى جهتيه جامد يرفض التجديد بالكلية في جهة، أو يُحوِّله إلى تبديد للشَّرع وأحكامه في الجهة الأخرى.
عند جمعِ النصوص الشّرعية المتعلقة بحكم من الأحكام الفقهية، نرى صورةً كاملةً من تشريعات حكيمة، قرّرت حقوقَ كلّ طرف فيها، وواجباتِه، في فقهٍ مَرنٍ ومُتكامل، يراعي المصلحة، ويزيل الضَّرر، ويجعل لكلِّ حالةٍ حُكمًا يُناسبها، ولا يكون ذلك إلا بجمع الأدلة الواردة في المسألة الواحدة، وباعتبار مُقرَّراتِ الدين وضوابطِه ومقاصدِه من قِبل أهل الفُتيا والاختصاص.
أعطى الإسلام الأمَ حقَّ حضانة أولادها عند وقوع الانفصال حتى يستغنوا عنها إذا لم يكن عارض أو مانع من الحضانة، ولا ينبغي مطلقًا أن يكون الطفل بين يدي والديه أداة ضغط أو دليلَ انتصارٍ مُتوَهَّم.
إن لم يوجد نزاع، وتراضَى الوالدان على صورة معينة للحضانة تُحقِّق مصالح الطِّفل، وتُراعى حقوقه النَّفسية والتَّربوية وسلوكه المجتمعي، فإنَّ الشَّرع الحنيف يُقرُّ هذا التَّراضي، ولا يعترضه، أيًّا كانت حال الأم والأب، والمسلمون عند شروطهم.
وفي حال النِّزاع، تميزت الشريعة الإسلامية بمرونة فائقة في مسائل حضانة الأولاد ورؤيتهم بعد انفصال الوالدين، وأعطت القاضي حق تقدير المواقف، كل حالة بحسبها، بما يراعي مصلحة الأطفال، دون جمود أو إهدار لمصلحة الطفل، أو حقوق كِلا والديه، على عكس ما يُروَّج له.
كما ان طرح القضايا الدينية والمجتمعية العادلة في قوالب مشبوهة يظلم هذه القضايا، واستخدام المنهج الانتقائي الموجه في عرض مشكلة مجتمعية، لا يعرضها من جميع جوانبها، ولا يساهم في حلها، بل يفاقمها، ويزيد الاستقطاب حولها، ويعكِّر السِّلم المُجتمعيّ، ويُصدّر للعالم صورة مُجتزأة وسلبية عن المجتمع المصري على غير الحقيقة والواقع.
الشَّحن السَّلبي المُمنهج في بعض الأعمال الفنيّة تجاه الدّين؛ بنسبة كل المعاناة والإشكالات المُجتمعية إلى تعاليمه ونُصوصه؛ تحيزٌ واضح ضدّه، واتهام له بضيق الأفق والقُصور، ونذير خطر يؤذن بتطرف بغيض فيه أو ضدّه، ويهدّد الأمن الفكري والسِّلم المجتمعي.
الزّواج في الإسلام منظومة راقية مُتكاملة تحفظ حقوق الرّجل والمرأة والطّفل، والترويج للعلاقات غير المُشروعة وتبريرها وتطبيعها طرح كريه مُناف للدّين والقِيم، وتغذيةُ روح العدائيَّة والنِّديَّة في الأسرة جريمة منكرة، وإذكاء للصّراعات الأسرية والمجتمعية، في وقتٍ تسعى فيه مُؤسسات الدولة للحفاظ على الأسرة، حجر الزاوية في المجتمع، وركنه الركين.
شهر رمضان شهر عبادة وطاعة وتوقير للدين، لا زمانًا لتشويهه، أو الافتراء على علمائه، أو تزيين المنكرات والفواحش.
وتقديم خطاب إعلاميّ يدعم الفكر المتطرف، ويصنع الصراعات؛ أو يثير الغرائز، ويهدد القيم والفضائل؛ يُخرِّج للأمة جيلًا مُشوَّه العقيدة والشَّخصية والهُويَّة.
التستر خلف لافتات حقوق المرأة لتقسيم المجتمع، وبث الشقاق بين الرجال وزوجاتهم بدلًا من محاولة زرع الودّ والمحبة وعرض النماذج المثلى للأسرة الصالحة والمجتمع المصري، وتصوير بعض الأفراد للتراث الإسلامي كعدوٍ للمرأة، واستخدام الإعلام والدراما لتشويه هذا التراث؛ فكر خبيث مغرض يستبيح الانحرافات الأخلاقية ويحاول تطبيعها، كما يستهدف تنحية الدين جانبًا عن حياة الإنسان وتقزيم دوره، ويدعو إلى استيراد أفكار غربية دخيلة على المجتمعات العربية والإسلامية، بهدف ذوبان هُوُيَّتِها وطمس معالمها.
تغذية العُقول والنُّفوس بما يُسهم في بناء الإنسان، ويُعزِّز من منظومة القِيم والأخلاق، ويُشغِل الناس بالخير النافع، هو أهم أدوار الإعلام الواعي، ومسئولية دينية ووطنية مُشتركة، وأمانة سيسألنا الله عزَّ وجلَّ عنها يوم القيامة.
سعد الدين الهلالي يدخل على خط الأزمة
بدوره قال الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إنه راجع الموضوعات الفقهية التي طرحها مسلسل "فاتن أمل حربي" بتدقيق شديد، مؤكدًا أن "كل كلمة جاءت فيه مدروسة بعناية".
وأشار الهلالي، أن المسلسل عالج قضية حضانة الأطفال ومن الأحق بالرؤية ووضحهما، وسأقوم بالرد على ما يثار على هذه القضايا الفقهية التي طرحها المسلسل بعد انتهاء عرضه، لافتا إلى ان المسلسل خلق جدلا خلال الفترة الماضية بسبب أحقية الأم في حضانة أولادها بعد زواجها، وكذلك الأحق في الرؤية بعد انفصال الزوجين.
وأوضح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن اختلاف الأزهريين حول القضايا الفقهية التي طرحها المسلسل، رحمة، فهناك قاعدة فقهية تقول "لا إنكار في المختلف فيه"، مضيفا: "حينما يكون هناك أمر فيه اختلاف فليس من حق أحد أن ينكر على الآخر اختياره، فكلما تعددت الأقوال كان ذلك ثراءً للمجتمع".
وتابع: "الإسلام الخاتم فيه مذاهب مختلفة ومتعددة "أبو حنيفة وبن مالك والإمام أحمد والشافعي" وكذلك في العصر الحديث يوجد مجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء وهيئة كبار العلماء ولكل من هذه الجهة فقهها، وإذا تحدثت أي جهة منها عن رأيها في مسألة فقهية، لا يمكن أن ننكر عليها مخالفتها للجهة الأخرى، بل نوجه لها الشكر على ما قدمته".
وأضاف “الهلالي”: "دوري في مسلسل "فاتن أمل حربي" كان في الجانب الفقهي والتدقيق في الكلمات الفقهية المدروسة بحبكة علمية صحيحة".
وأشار هلالي إلى أن هناك متآمرون يريدون دائما إطفاء النور، فحينما يعرض مسلسل "الاختيار" دور واقعي لتنوير الناس تجد أن الأشرار لا يريدون هذه الدور اليوم، وكذلك الأمر في بعض المسائل الحقوقية والفقهية التي يجب أن تظهر للناس، هناك أشرار لا يريدون إظهار الحقوق للناس.
وأكمل “الهلالي” راجعت مسلسل فاتن أمل فقهيًا وأتحمل كل كلمة جائت فيه، وأتمنى أن يخرج أحد لنقد المسلسل نقدًا علميًا لأرد عليه بالحجج والبراهين، وآراء الفقهاء فقه بشرى تحتمل الخطأ والصواب".
هجوم أزهري على مسلسل فاتن أمل حربي
كما دخل الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف على الرواق الأزهري،على خط الأزمة، وأصدر انتقادات شديدة اللهجة بشأن مسلسل فاتن أمل حربيوالمؤيدين له من رجال الدين ، وقال الدكتور فؤاد،إنه و لأول مرة اسمع أن (فلانا هذا من كبار المفكرين. وواعي. ومخلص ) ولا أدري كيف حاز هذا اللقب بسرعة فائقة عند من تفوه به ؟ لكن يبدو أن اللألقاب عند من يدعون التنوير في زماننا لا ضوابط ولا معايير لإطلاقها، فهم يجعلونها صدقة جارية على كل من يتعرض لثوابت ديننا، ويجتهد للتعدي على سنة نبيناالكريم ،. ومن الدلائل على كبير وعي وفكر من وزع عليه هذا اللقب منذ أيام عند مفتي التنويرين في بلادنا: انكاره لمعجزة المعراج منذ شهر أويزيد، وإنكاره الدؤوب للسنة المطهرة، وسبه لصحابة النبي الكريم ، وعدم اعترافه بسنة التراويح، وحديثه عن عمر الفاروق،. وسيف الله المسلول خالد بن الوليد بسخرية مصحوبة بافتراءات عجيبة..
الخ الخ !، يوصف اليوم: بالمفكر الكبير مجاملة ؛. لأنه اعطى لواصفه سيناريو يراجعه، وكانت المراجعة فضيحة ( بجلاجل ) كما يقال،..
فمثلا كيف للمراجع الذي يقول أنا مسؤول عن كل ما في المسلسل فقها أو شرعا كيف يقبل اللقطة التي يقال فيهاعلى سبيل المثال لا الحصر: ( هل القرآن قال هذا أم الفقهاء….عاوزين كلام وبنا بس….الخ) ؟ ! وكأن فقهاء الإسلام اجتهدوا وقالوا بما قاله سفر التثنية أو سفر يوشع ولم يجتهدوا حول ما فهموا من القرآن الكريم ! أضف إلى ذلك أن اللقطة يراد من عرضها التلبيس على المسلمين وخلط الحق بالباطل وإرسال رسالة مفادها:
وأشار إلى أنه على المسلمين الأخذ بما في القرآن فقط وبظاهره فحسب، وهجر السنة المطهرة تماما، وهذا هو عين الغباء الفكري ؛
مؤكد،أن الذي يقول نأخذ بالقرآن فقط دون السنة يرد عليه بالقرآن الذي جاء فيه: ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) وأيضا: ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) ففي القرآن تفويض للرسول بالتشريع بجوار تشريعات جاءت في القرآن العظيم معروفة للجميع، ومن ثم هل يمكن لهؤلاء أن يخرجوا لنا فرضية زكاة الفطر التي ينفذها المسلمون في أركان المعمورة في نهاية هذا الشهر الكريم الذي تعرض فيه مسلسلاتهم الفاضحة لمنهجهم من القرآن الكريم ناهيك عن صلاة التراويح وركعات صلاة الفرائض الخمس ورمي الجمرات في الحج الخ الخ ؟
فالفقهاء ومعهم المسلمون في كل أنحاء المعمورة استجابوا لما في القرآن وسمعوا واطاعوا الرسول فيما شرعه- صلى الله عليه وسلم - ولم يوجد في كتاب الله …
ومن يريد اليوم أن يفرق بين السنة والقرآن العظيم ويظن أنه بمسلسل مشبوه راجعه من راجعه أنه يمكنه تحقيق مقاصده. والذين معه فهو من الجاهلين..