نصائح لمرضى الكبد عند الصيام
مع حلول شهر رمضان، يكثر الحديث عن فوائد الصيام الصحية وأضراره المحتملة خاصة لمن يودون الصوم ولكن يعانون من أمراض. علماء ألمان قاموا بمراقبة التحولات الكيمائية التي تحدث داخل الجسم خلال الصيام وتوصلوا لنتائج مبهرة.
إلى ذلك، أوضح الدكتور محمد محمود نبيل، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة القاهرة، أن بعد مرور 8 ساعات يتم التخلص من مخزون الطعام الذي تناوله الشخص على السحور، والطبيعي أن الكبد يقوم بالاستعانة بالجليكوجين المخزن في الكبد طوال العام، وتحويله إلى جلوكوز للحفاظ على مستوى السكر في الدم، وبالتالي يحافظ على توازن الجسم خلال ساعات الصيام لكن الوضع يختلف من حالة لأخرى.
تليف الكبد
مع التليف يكون المخزون لدى المريض أقل من الطبيعي، فهنا يجهد الكبد، وبعد مرور 8 ساعات يدخل المريض في حالة من التعب والإعياء، لذا يُفضل عدم صيام مريض تليف الكبد، خاصة إذا كان التليف غير متكافئ أي ظهرت معه مضاعفات، كالاستسقاء أو الدخول في غيبوبة.
وإذا صمم المريض على الصيام فيجب خضوعه للفحص أولًا، فإذا كان التليف لديه متكافئًا، أي دون وجود أي مضاعفات، فهنا يمكنه الصيام بشرط المتابعة والمداومة على الأدوية لضمان عدم تعرضه لأي مضاعفات وتحول التليف من متكافئ لغير متكافئ. وعلى مريض التليف الحصول على وجبة سحور تحتوي على نشويات معقدة، كالبليلة، البطاطا، البطاطس لاحتوائها على سكر معقد يتم تحويله إلى جلوكوز يحافظ على مستوى السكر في الدم، وبالتالي يجنب المريض لإجهاد الكبد.
ويُحذر تمامًا من تناول ملح الصوديوم، ويُفضل اعتماده على وجبات غذائية متوازنة، تحتوي على كربوهيدرات معقدة لتغذية الكبد، وبروتين، ودهون غير مشبعة بنسبة 15%، مع الحرص على وجود ألياف، وفيتامينات، ومعادن، كتلك الموجودة في طبق السلطة الخضراء، والامتناع تمامًا عن الحلويات الشرقية التي تحتوي على الدهون المشبعة والسكريات البسيطة.عند شعور المريض بدوخة، وزغللة، تعرق، عدم تركيز، عليه كسر صيامه والإفطار فورًا.
التهابات الكبد
مرضى التهابات الكبد الوبائية، كمرضى فيروس "A، B، C" فالصيام لا يؤثر عليهم على الإطلاق، ما دام لم تصل الحالة لتليف وهنا يجب الالتزام بالأدويةمع تعديل مواعيدها، لتلائم ساعات الصيام بعد استشارة الطبيب المعالج. أما عن الممنوعات عنهم على سفرة الإفطار أو السحور، فيحذر من ملح الصوديوم تمامًا، ويُنصح دائمًا بتناول الكربوهيدرات المعقدة المفيدة للكبد، للحفاظ على مستوى السكر في الجسم.
وقال علماء ألمان من المركز الألماني لأبحاث السرطان ومركز هيلمهولتس للأبحاث الطبية في ميونيخ إن الصيام له تأثير إيجابي على جسم الإنسان وخاصة على مرض الكبد الدهني المنتشر في العالم. من جهة أخرى يساعد الصيام على تجاوز مشاكل السمنة لدى العديد من الناس حسب موقع صحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" الألماني.
وأشارت الدراسة التي نشرتها المجلة العلمية المتخصصة "موليكولار ميدسين" أن العلماء توصلوا إلى معرفة ما يحدث في جسم الإنسان عند الصيام، إذ ينتج الجسم بروتينا يؤثر على التحولات الكيميائية في الكبد، وهو ما يقلل من تكدس الدهون فيه.
ويعلق الدكتور آدم روز من المركز الألماني لأبحاث السرطان عن هذه الدراسة بالقول: "بإمكاننا معالجة مشاكل السمنة والكبد الدهني، عندما نفهم كيف يؤثر الصيام على التحولات الكيميائية داخل الجسم". ويجمع معدو الدراسة على أن الصيام له فوائد صحية على مشاكل الكبد الدهني المعروف أيضا بتشحم الكبد.
صحيفة "أوجسبورجر ألجماينه" أشارت أن العلماء قاموا أولا بدراسة نشاط جينات خلايا الكبد أثناء الصيام ليكتشفوا بعدها أن جينا معينا يتحكم في احتواء الجسم للدهون الحمضية. بروتين "جي أي دي دي ß 45" وهي التسمية العلمية لهذا الجين: بيد أنه يعتبر جينا غير معروف في علم بيولوجيا التحولات الكيميائية. من جهة أخرى يقول العلماء أن هذا الجين يصنف في خانة البروتينات المساعدة على تطوير دورة الخلايا والمساهمة في إصلاح الخلل الحاصل في المجموعات الوراثية.
وبعد القيام بالتجربة على جسم الإنسان أكد العلماء أن مستوى سكر الدم المرتفع ونسبة الدهون في الكبد انخفضت بفضل هذا البروتين. أما فيما يخص فئران المخابر، فإن تشحم الكبد لديها تطور بشكل واضح لان جسمها لا يحمل بروتين "جي أي دي دي ß 45". إلا أن مستوى الدهون في الكبد عاد إلى مستواها الطبيعي، بعد أن تم إنتاج البروتين في جسمها. يختم الدكتور روز بالقول أن التوتر الذي يحدثه الصيام ينتج البروتين وبدوره يؤثر على التحولات الكيميائية.