بالأدالة والبراهين ..
كيف شكك إبراهيم عيسي وأخرين في صلاة التراويح؟
مجددًا ومع بداية شهر رمضان، عادت الأفكار والحديث عن التشكيك في صلاة التراويح، حيث خرج الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى بتصريحات خطيرة خلال حلقة برنامجه «حديث القاهرة»، قائلًا إن استخدام مكبرات الصوت في المساجد مصدر للإزعاج، خاصة أن الغالبية لا يصلي التراويح -حسب رأيه-.
وأضاف: «يوجد 165 ألف مسجد وزاوية في مصر.. نفترض إنها امتلأت وبقى فيها 10 ملايين.. ليه تفرض على الناس اللي برا إنهم يسمعوا صوت الصلاة والقرآن في الميكروفونات، لو حد عايز يسمع القرآن عنده راديو أو تليفون أو تلفزيون، ليه نشوش حياة الناس، طب هما كسبوا إيه».
ولفت إلى أن «دخول الميكروفون حيز التدين حاجة تانية، والسلفيون عندهم معتقد أنه كلما صرحت في الميكروفون وأزعجت الآخرين تكون أكثر إيمانا».
واعتبر الإعلامي المصري، أن استخدام مكبرات الصوت في الصلاة، نوع من أنواع النفاق والرياء الديني، مشيرًا إلى أنه أيضا «يمثل نوعا من أنواع إرهاب الناس برغم أن من يؤديها ناس طيبون وليسوا إرهابيين ولكن التصرف نفسه».
وتحدث إبراهيم عيسى عن صلاة التراويح، قائلًا، إن «صلاة التراويح الجماعة ليست سنة وبالتأكيد ليست فرضًا، ولكنها اختراع تنظيمي من الخليفة عمر بن الخطاب».
والحديث عن صلاة التراويح ليس بجديد، فقد خرجت تصريحات على مدار السنوات الماضية تُشكك فيها، وأنها ليست سُنة مؤكدة، بل عمل قام به عمر بن الخطاب، واستندات تلك الآراء على بعض الروايات، منها روايات من كتب أهل السنة.
ففي صحيح البخاري (صلاة التراويح - فضل من قام رمضان) رقم الحديث (1871): وعن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: «خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله».
وقد وردت هذه الرواية بطرق وأسانيد مختلفة كلها تفيد المعنى نفسه، بأن عمر بن الخطاب هو الذي ابتدع صلاة التراويح، وأنها لم تكن في عهد الرسول.
وأقوال علماء السنة بأن صلاة التراويح هي سنة عمرية وليست سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومنها الآتي:
1- قال العلامة القسطلاني في أول الصفحة الرابعة من الجزء الخامس من «إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري» عند بلوغه إلى قول عمر في هذا الحديث: «نعمت البدعة هذه»، هذا لفظه: سماها بدعة لأن رسول الله (ص) لم يسن لهم الاجتماع لها، ولا كانت في زمن الصديق، ولا أول الليل، ولا هذا العدد إلخ، وفي تحفة الباري وغيره من شروح البخاري مثله فراجع.
2- وقال العلامة أبو الوليد محمد بن الشحنة حيث ذكر وفاة عمر في حوادث سنة 33 من تاريخه روضة المناظر: هو أول من نهى عن بيع أمهات الأولاد وجمع الناس على أربع تكبيرات في صلاة الجنائز، وأول من جمع الناس على إمام يصلي بهم التراويح.. إلخ.
3- ولما ذكر السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء أوليات عمر نقلا عن العسكري قال: هو أول من سمي أمير المؤمنين، وأول من سن قيام شهر رمضان بالتراويح وأول من حرم المتعة، وأول من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات.. إلخ.
4 - قال الزهري: فتوفي رسول الله (ص) والأمر على ذلك أن كل أحد يصلّي قيام رمضان في بيته منفردًا حتى جمع عمر الناس على أبي بن كعب، فصلى بهم جماعة واستمر العمل على ذلك.
وما يستند عليه البعض في إنكار التراويح بالمساجد، حديث البخاري الذي رواه زيد بن ثابت أن «الرسول صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة، قال: حسبت إنه قال من حصير في رمضان، فصلى فيها ليالي، فصلى بصلاته ناس من أصحابه، فلما علم بهم جعل يقعد فخرج إليهم وقال: قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة». (رواه البخاري في كتاب الصلاة - باب صلاة الليل).
وفهم البعض من هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صلاة التراويح جماعة في المسجد لأنها قيام الليل يصليها الرجل في بيته.
وقالوا إن عمر فهم هذا أيضًا بدليل أنه قال: «نعمت البدعة هذه»، فهو ابتدعها إذن ثم أثنى على فعله.
وهناك شبهة يروج لها المبتدعة حول صلاة التراويح أيضا، فيما يتعلق بعدد ركعاتها، فمنهم من يقول أن عمرا صلاها إحدى وعشرين ركعة وفي رواية 23 ركعة، في حين يقول الآخرون إن الرسول صلاها مفردا إحدى عشرة ركعة، وفي رواية ثلاث عشرة، وأن عمر خالف النبي.
من جانبه أكد الدكتور عبد الغني سعد أستاذ الفقة جامعة الأزهر، أن صلاة التراويح ليست بدعة، وإنما هي سنة سنها الرسول ﷺ وفعلها، وفعلها الصحابة في وقته، كانوا يصلون في وقت النبي أوزاعًا، كان الرجل وحده يصلي، الرجل بالرجلين، وبالثلاثة أوزاعًا، يعني جماعات في المسجد، فجمعهم عمر على إمام واحد، فهي سنة، وليست بدعة.
من جابنه يقول الدكتور محمد فؤاد عضو لجنة الفتوى بالأزهر، إن الثابت عن رسول الله صلاة التراويح وكان -صلى الله عليه وسلم- يصلى صلاة القيام أو التراويح، وكان يصلى بعض الركعات فى بيته ثم يكمل في المسجد خوفا من أن تفرض على الناس ثم جمع عمربن الخطاب -رضى الله عنه- الناس على صلاة التراويح فكان يصليها جماعة 11 ركعة، ثم بعد ذلك بأزمنة كان أهل مكة يواظبون على صلاة التراويح فى أثناء الطواف حول الكعبة كان يصلون بين كل طواف ركعتين فأراد أهل المدينة أن يتنافسوا فى الخيرات مع أهل مكة فرفعوا عدد صلاة التراويح، فأصبحت عشرين ركعة والشفع والوتر ثم أصبحت بعد ذلك و36 ركعة لأنه شهر التعبد والتقرب لله.
وأشار «فؤاد» إلى أن عمر بن الخطاب أعاد ما فعله الرسول أولًا، وجمع الناس على إمام واحد بدلًا من عدة جماعات متفرقة.
ويرى الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، أن صلاة التراويح من السنن النبوية الشريفة، لافتًا إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قام بأدائها قبل رحيله.
وتابع «عطية»: «صلاة التراويح سنة يا أبا خليل بس، النبي صلاها 3 أيام بالناس لما كتروا الناس وراحوا يخبطوا عليه، قال النبي: خشيت أن تكتب عليكم، مضيفا: قربت تبقي فريضة يا إبراهيم، اقرأ الكلام واسمعه واعقله يا أخويا، حضرتك عايز تقول التراويح لا فرض ولا سنة، ولا من الإسلام، اعمل اللي تشوفه».