الورقي
لتسهيل مصالحه الشخصية..
سقوط ضابط الشرطة المزور.. استغل مهاراته في تزوير 6 كارنيهات برتب مختلفة
اكتفى حسن الذي فشل في التعليم بالعمل بالتجارة، لكنه لم يقتنع حتى الأسبوع الماضي حين ألقت مباحث القاهرة القبض عليه أثناء استقلاله سيارة حديثة بمنطقة الزمالك بعد أن انتحل صفة ضابط شرطة لتسهيل مصالحه الشخصية، المثير للدهشة في هذه الواقعة هو أن المتهم عثر بحوزته على كارنيهات مزورة لوالده. ما هي حكايته؟! وكيف نجح رجال المباحث في القبض عليه؟! هذا ما ستجيب عليه السطور التالية.
حسن شاب في بداية العقد الرابع من العمر ينتمي لعائلة متوسطة الحال بمنطقة السلام بدأت قصته عندما حصل على الثانوية العامة وبعدها قرر أن يتقدم لاختبارات كلية الشرطة، لكن قبلها كان عليه أن يستعد لتدريبات اللياقة؛ التحق بأكاديمية لتأهيل طلبة كلية الشرطة، حتى لا يضيع حلمه في أن يصبح ضابط شرطة فهو منذ الصغير يمني نفسه أن يصبح ضابط، وعندما أنهي الاختبارات لم يحالفه الحظ، من وقتها تدهورت أحوال الشاب حسن إلى الأبد، لم يكن أمامه إلا أن يلتحق بكلية التجارة، فالحلم الاحتياطي بالنسبة له أن يصبح تاجرًا تدر عليه الأرباح، وليت الأمور سارت كما خطط لنفسه.
أول جريمة
تخرج حسن من الجامعة وأخذ يبحث عن فرصة عمل في أحد البنوك ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل.. قرر أن يعمل في تجارة السيارات، أخذ من المواطنين أموالا بحجة تشغليها في تجارة اكسسوارات السيارات ثم اختفى ونجح رجال المباحث في القبض عليه في أحد الأكمنة المعدة له وحكم عليه بالسجن.
عندما خرج حسن من السجن قرر أن ينتحل صفة ضابط شرطة لتخليص مصالحه الشخصية وإيهام المواطنين بقدرته على إنهاء الخدمات بالمصالح الحكومية.. اشترى سيارة حديثة، ولكي يتقن دوره جيدًا ارتدى بدلة ضابط وبدأ يتردد على أي مصلحة حكومية، ويعرف الناس بأنه عقيد شرطة بعد أن يخرج كارنيه مزور.. استمر على هذا الحال عدة سنوات دون أن ينكشف أمره حتى سقط في قبضة رجال الشرطة مرة أخرى.
لاسلكي
عقارب الساعة تجاوزت الواحدة صباحًا بينما كان العقيد إسلام عبد العال رئيس مباحث تأمين الزمالك يتفقد الحالة الأمنية بدائرة قسم شرطة قصر النيل، وأثناء ذلك اشتبه فى إحدى السيارات وباستيقافها وسؤال قائدها عن التراخيص ادعى أنه يعمل ضابط وقدم كارنيه منسوب لذات الجهة باسمه، لكن ضابط المباحث ولأول وهله أدرك أن الكارنيه الذي يحمله مزورًا.
وباستكمال الفحص تبيّن أنه يدعى حسن عاطل مقيم بدائرة قسم شرطة السلام أول وبحوزته 6 كارنيهات باسمه منسوب صدورها لعدة جهات حكومية، 2 كارنيه باسم والده منسوب صدورهما لإحدى الجهات الحكومية وجميعها مزورة، وبفحص السيارة قيادته تبين أن اللوحات المعدنية المثبتة عليها مزيفة.
وبالكشف الفنى عنها تبين أنها مقيدة باسمه منتهية التراخيص، وبتفتيش السيارة عثر بداخلها على اللوحات المعدنية الخاصة بالسيارة محل الضبط وبها تلاعب بالحروف المدونة عليها، لوحات معدنية مزيفه، 4 لوحات بلاستيكية مزيفة بعدة أرقام مختلفة مثبت عليها شعارات لجهات حكومية، جهاز اتصال لاسلكى "ووكى توكى".. تم اقتياد المتهم إلى إدارة تأمين الزمالك.
وبمواجهته أمام اللواء أشرف الجندي مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، واللواء نبيل سليم مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء عبد العزيز سليم نائب المدير العام اعترف بانتحاله الصفة المشار إليها كما أقر بقيامه باصطناع وتزوير الكارنيهات المضبوطة بحوزته باستخدام جهاز كمبيوتر وطابعة اسكانر بمسكنه كما أقر بحيازته لباقى المضبوطات وعقب تقنين الإجراءات بتفتيش مسكنه تم ضبط طابعة ألوان المستخدمة فى عملية التزوير.
اعترافات
وقال المتهم حسن أمام رجال المباحث؛ "أنا في أشد الندم على اللى عملته بس أنا غصب عني كان نفسي أكون ضابط شرطة.. حكايتي بدأت لما طلعت كارنيه ضابط مزور ولقيت نفسي بخلص خدمات في المصالح الحكومية والناس بتحترمني ومن ساعتها وأنا بعرف نفسي قدام أي حد بأني ضابط شرطة.. يتنهد المتهم ثم يواصل حديثه وعلشان اخلي الموضوع يتصدق بعد ما صدقت نفسي زورت كارنيهات لوالدي، علشان لما ادخل كمين اقول اني ضابط ووالدي كمان ضابط علشان الموضوع يبقي فيه مصداقية لحد ما في يوم وانا ماشي في الزمالك، والضابط وقفني ولما سألني على الرخص لقيت نفسي مرتبك ومش عارف ارد ولما طلعت الكارنيه واديته للضابط شك فيه وسألني انت دفعة كام ومين زمايلك ساعتها عرف اني نصاب واني مش ضابط.. وفي النهاية أنهي المتهم حديثه وطلب من الحارس سرعة ترحيله.
تم تحرير احضر بالواقعة وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث.
