خبير اقتصادي يكشف..
أسباب تعافى الروبل الروسي أمام الدولار
كشف الدكتور مدحت نافع الخبير الاقتصادي، ومستشار وزير التموين، عن أسباب تعافى الروبل الروسي أمام الدولار.
وقال في منشور على صفحته الرسمية بـ«فيسبوك»: «يرى كثير من المراقبين أن روسيا تصنع وهم قوة العملة فيما يعرف بعملة Potemkin نسبة إلى جريجوري بوتمكن الذي حكم القرم عام 1784 وصنع عملة قوية شكلًا لكن لا أحد يريد أن يقتنيها».
وأضاف: «أسباب تعافي الروبل كلها مصطنعة بفعل التدخل الحكومي المحفوف بالمخاطر، هناك نوعان من أسباب التعافي الوهمي للروبل، أولًا: ثقوب في ستار العقوبات على روسيا والتي تمثلت أساسًا في استثناء منتجات النفط وخاصة الغاز الطبيعي (منتج التصدير الأهم) من حظر الاستيراد سواء من قبل الغرب الرافض أو دولتي الشرق الكبريين الصين والهند، كذلك استثناء حظر روسيا من الاستفادة من أرصدة احتياطيها النقدي المجمّد في بنوك الغرب من مدفوعات خدمة الدين الأمر الذي لولاه لاضطرت روسيا إلى تدبير النقد الأجنبي بأي ثمن عن استحقاق موعد السداد».
وتابع: «ثانيًا: قدر هائل من القيود على تدفقات النقد الأجنبي سواء بمنع الأجانب من بيع الأصول المالية أو بإجبار المصدرين على شراء عملة وطنية بنسبة 80% من حصيلة التصدير أو بإغراء المواطنين منذ فبراير عشية الحرب على استبدال العملات الصعبة بالروبل للاستفادة من 20% سعر فائدة على الروبل، أو بإجبار المستوردين على شراء النفط بالروبل».
وواصل: «لكن الشاهد أن فائض ميزان التجارة الروسي في تراجع مستمر منذ عام 2018 وبنسبة اقتربت من 45% عام 2021 الأمر الذي كان ينبغي أن يؤثر سلبًا على العملة الوطنية بفرض ثبات العوامل الأخرى ناهيك عن تدهور كافة العوامل بفعل الحرب والعقوبات الدولية وتوقعات المستقبل القاتم باستغناء أوروبا تدريجيًا عن امدادات الغاز الروسي، الأمر الذي ينذر بعجز مزمن في ميزان التجارة الروسي».
واستكمل: «للعلم خطة الاكتفاء الذاتي الروسي من المحاصيل والسلع الزراعية الأساسية كانت تسير بشكل جيد جدًا خاصة بعد أزمة الأمن الغذائي التي واجهت البلاد عقب تفسخ الاتحاد السوفييتي، لكن تبعات الحرب والعقوبات تهدد بتراجع الانتاجية على خلفية انخفاض الطلب العالمي من منتجات روسيا وتراجع واردات روسيا من البذور عالية الانتاجية التي سوف يشملها الحظر».
وختم: «كذلك الواردات من أجزاء السيارات والحاسبات الآلية والأدوية، وهي أهم واردات روسيا سوف تتأثر بشدة باستثناء وارداتها من الصين طبعًا الأمر الذي يؤثر على جودة الحياة، لكن شيئًا من هذا لا يهم إذا قيدت حرية التعبير».