نكبة ونكسة وانقسام!
في الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية، لا زالت النكبة سائدة والنكسة حاضرة، والانقسام واقع، ومصطلح "النكبة" هو التعبير الضمني العام الشامل لمعنى النكسة والانقسام، لأن النكبة تعني مأساوية الماضي والحاضر والمستقبل المجهول، معدوم الأفق بكافة التفاصيل والمعطيات.
النكبة في عامها الرابع والسبعين، تعتبر تغريبة فلسطينية متكاملة المعاني والتعبيرات، والمثقلة في وجع الحكايات وألم الروايات التي تدلل على واقع إنساني فلسطيني فاقد الشعور بالأمل من شدة ما لحق به من أزمات ومصائب ونكبات، لأن الفلسطيني الذي فقد أرضه على أيدي الاحتلال واستبدلت دياره بالمستعمرات والمستوطنات، دون أن يحرك العالم بأسره ساكنًا سوى بعبارات مضمونها الفعلي شجب واستنكارات، في ظل واقع عربي للأسف مليء بالانكسارات والحنين لزمن كان العنوان به الانتصارات.
النكبة ورغم طول فصولها الممتدة، إلا أنه ومازالت الأزمة والقضية الفلسطينية مشتدة، عنوانها الإنسان الفلسطيني الذي لم ولن ينسى أرضه المحتلة، ويقدم لها في كل يوم شهيدًا ووردة تسقى بدماء عطر الشهداء الفواح، ليجعل الكلام فلسطينيًا وطنيًا خالصًا ومباحًا، في واقع كل شيء أصبح فيه مستباحًا على أيدي الاحتلال الاسرائيلي، الذي يحارب الوجود الفلسطيني بأكمله، ويحاول جاهدًا طمس معالم الهوية والقضية.
كان ولا زال وسيبقى شعبنا الحافظ لتاريخه والواثق بثورته والمؤمن بعدالة قضيته وراسخ العلم بشخصيته وهويته على عهد الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل تراب الأرض المحتلة فلسطين، فلا زال شعبنا يقدم التضحيات يومًا تلو يوم، ليصنع أسطورة النصر العظيم من عيون المناضلين الذين كتبوا بالدم لفلسطين.
تأتي النكبة في عامها الرابع والسبعين، ومازال الاحتلال جاثما على صدور الفلسطينيين ومازالت النكسة حاضرة بكافة تفاصيلها ومازال الانقسام بين شطري الوطن الشاهد على استمرار الفرقة والاختلاف والنزاع بين ساسة الوطن دون تقدم ملموس ولو لخطوة للأمام تعطي الأمان لإنجاز الوحدة الوطنية التي غادرت الواقع والمكان وأحل بدلًا منها للأسف الانقسام الوطني.
نكسات وأزمات وانقسام، وشعبنا يحيى ذكرى النكبة الرابعة والسبعين، على أمل أن تكون النكبة وذكراها درسًا قاسيًا وتجربة وطنية يستفيد منها الساسة والمسؤولون الفلسطينون، وعلى أمل وطني أن يكون العام القادم أن يتم إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية على شرف الشهداء والوحدة الوطنية، لتكون بها الكلمة فقط لرفع شأن الإنسان الفلسطيني والقضية، حتى ننتصر جميعًا للهوية الوطنية والمشروع الوطني المستقل المتطلع للحرية وإقامة الدولة المستقلة.