رئيس التحرير
خالد مهران

التفاصيل كاملة

صراع فتحي باشاغا وعبد الحميد الدبيبة يشعل معركة عسكرية ضارية في ليبيا

باشاغا والدبيبة
باشاغا والدبيبة

اشتعلت الأوضاع الأمنية، في العاصمة الليبية طرابلس، على أثر وصول فتحي باشاغا رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، إليها، بغرض ممارسة مهام سلطات حكومته من على أراضيها، في ظل رفض رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، تسليم السلطة.
وفشلت المحاولة الثانية، لرئيس الوزراء، في الحكومة التي أطلق عليها حكومة الاستقرار الوطني، فتحي باشاغا، لدخول طرابلس، حيث اضطر إلى إعلان الانسحاب منها مجددا، بعد ساعات من الاشتباكات بين المجموعات العسكرية الموالية لها، ونظيرتها المدافعة عن وجود حكومة الدبيبة.  

التفاصيل كاملة

البداية كانت في فجر اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع إعلان المكتب الإعلامي لحكومة باشاغا، وصول فتحي باشاغا، برفقة عدد من وزرائه إلى العاصمة طرابلس استعدادا لمباشرة أعمال حكومته منها.

وقال باشاغا عقب دخوله إلى طرابلس: “وصلنا العاصمة بسلام وأمان، وكان استقبالنا ممتازا من أهلها"، مضيفا: "سنتوجه لاحقا بكلمة إلى الشعب الليبي، ونمد أيدينا لكل الليبيين، سواء المؤيدين أو الرافضين، لكي نتوحد".

وعلى الرغم من تأكيد عصام أبو زريبة، وزير الداخلية في حكومة باشاغا، أن دخول العاصمة جاء سلميا، ووفق القانون، فإن الأمور اشتعلت فجأة مجموعة مسلحة في طرابلس مؤيدة لباشاغا تسمى “القوة الثامنة”، وعدد من التشكيلات المسلحة الرافضة لوجوده، وذلك في غرب البلاد.

وشهدت طرابلس إطلاقا كثيفا للنيران، ودوت أصوات الأعيرة النارية للأسلحة الثقيلة، والرشاشات في أنحاء العاصمة، حتى الثامنة صباحا. 

 

أزمة النواصي

وعلى أثر هذا التوتر الأمني الخطير، اضطر باشاغا للخروج مرةً أخرى من العاصمة، برفقة أعضاء حكومته، خاصة بعد أن وصلته معلومات عن تعرض مقر كتيبة النواصي، التي أعلنت دعمها له، لهجوم مسلّح من المليشيات الموالية لحكومة الدبيبة، مما أجبر النواضي على الانسحاب من مقارها، والامتناع عن مناصرة فتحي بشاغا.

وأعلن المكتب الإعلامي لحكومة فتحي باشاغا، مغادرة طرابلس بدافع “الحرص على أمن وسلامة المواطنين وحقن الدماء”، معتبرا أن مغادرة طرابلس يأتي "وفاء بتعهدات الحكومة للشعب الليبي، بخصوص التزامها بالسلمية في جهودها لدخول طرابلس".

موقف الدبيبة

وعلقت حكومة عبد الحميد الدبيبة على الموقف، في أعقاب مغادرة فتحي باشاغا للعاصمة طرابلس، مؤكدة أن أجهزتها الأمنية والعسكرية تعاملت بـ "كل مهنية وحزم، مع محاولة تسلل بائسة إلى طرابلس"، متهمة من وصفتها بـ "مجموعة مسلحة خارجة عن القانون" بالوقوف وراء هذه المحاولة".

رد الفعل المصري

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا، أكدت فيه متابعتها بقلق للتطورات الجارية في طرابلس، داعية إلى ضرورة الحفاظ على الهدوء في ليبيا، والحفاظ على الأرواح، والممتلكات، ومقدرات الشعب الليبي.

وحثَّ مصر جميع الأطراف على ضبط النفس، والامتناع عن اتخاذ أية خطوات من شأنها تأجيج العنف، والحرص على اللجوء إلى الحوار وصولات إلى عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا بالتزامن ودون تأخير.

رد الفعل الدولي

أما على الصعيد الدولي، فشددت مستشار الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، استيفاني ويليامز، على الحاجة الملحة للحفاظ على الهدوء على الأرض وحماية المدنيين.

وأضافت في تغريدة عبر تويتر: "أحث على ضبط النفس والحرص ـ كضرورة مطلقة ـ على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية، بما في ذلك الكف عن الخطاب التحريضي والمشاركة في الاشتباكات وحشد القوات".

بدورها أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن اشتباكات مسلحة في طرابلس، داعية الجماعات المسلحة  إلى الامتناع عن العنف، وإدراك أن "الاستيلاء على السلطة، أو الاحتفاظ بها من خلال العنف، لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بشعب ‎ليبيا.