موسكو تعلق مفاوضات السلام مع كييف.. وفنلندا والسويد تقتربان من عضوية الناتو
علقت أوكرانيا وروسيا مفاوضات السلام الرامية إلى إنهاء الحرب في الوقت الراهن.
وقال المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك، على التلفزيون الرسمي لبلاده، إنه لا يمكن تحقيق تقديم في المحادثات إذا لم تعترف روسيا بالوضع على الأرض.
وكانت روسيا قد قامت بغزو أوكرانيا يوم 24 فبراير، قائلة إنها تسعى إلى "القضاء على النازية" في أوكرانيا، وهو ما أثار دهشة المجتمع الدولي. وتعرضت موسكو لسلسلة من النكسات في عمليتها العسكرية.
وقال بودولياك "إنهم يعيشون حتى اليوم في عالم يفترض أن به نازية أوكرانية"، مضيفا أنه لا توجد سوى "نازية روسية".
وأكد أنه لا يمكن مناقشة وقف إطلاق النار إلا بعد الانسحاب الكامل للقوات الروسية، مع التحرير الكامل لكل الأراضي المحتلة.
وكانت روسيا أكدت، في وقت سابق اليوم، انتهاء المحادثات، وقال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو للصحفيين "لا، المفاوضات ليست مستمرة. فأوكرانيا انسحبت عمليا من العملية التفاوضية"، وأكد أنه لا توجد مفاوضات حاليا "بأي شكل من الأشكال" مع كييف.
السويد وفنلندا تقتربان من عضوية حلف الناتو
على جانب آخر، تعمل السويد وفنلندا بشكل مشترك على توجيه مسارهما للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على خلفية حرب روسيا في أوكرانيا.
وتعتزم فنلندا والسويد الواقعتان شمالي أوروبا التقدم معا بطلبيهما للانضمام إلى الناتو لدى مقر الحلف في بروكسل غدا الأربعاء.
وقللت روسيا، اليوم الثلاثاء، من أهمية تبعات انضمام الدولتين المحتمل لحلف الناتو.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "تشارك فنلندا والسويد ودول أخرى محايدة في تدريبات الناتو العسكرية منذ سنوات عديدة، إن الناتو يأخذ في اعتباره أراضيهما في التخطيط العسكري للتحرك صوب الشرق. ولذلك، بهذا المعنى، ليس هناك فارق كبير".
وأضاف لافروف أن روسيا ستتابع الوضع ثم تتوصل إلى استنتاجات. واتهم الكرملين الغرب بشن حرب دبلوماسية واقتصادية وسياسية ضد روسيا.
ووافق أعضاء البرلمان الفنلندي في وقت سابق من اليوم بواقع 188 نائبا مقابل رفض 8، في نفس اليوم الذي وقعت فيه وزيرة الخارجية السويدية طلب انضمام بلادها إلى حلف الناتو.
وسرعت الدولتان من خطوات الانضمام للناتو عقب غزو روسيا. وتمتد حدود فنلندا مع روسيا على طول 1300 كيلومتر، بينما تلقى السويد المحايدة كالعادة تنامي الدعم العام لانضمامها إلى الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة.
الخارجية الفنلندية توقع طلب الانضمام إلى الناتو
ووقع وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو مساء اليوم طلب الانضمام إلى حلف الناتو المقدم من بلاده.
وكانت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي، وقعت على طلب انضمام بلادها إلى الحلف صباح اليوم،الثلاثاء، بعد يوم من إعلان الحكومة رغبتها في أن تصبح دولة في حلف الناتو.
وأشاد المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم بطلبي الانضمام إلى الناتو باعتبارهما "خطوة تاريخية للحلف الدفاعي وأوروبا" وذكر أنه سيعمل من أجل إجراءات قبول سريعة.
وقال مسئول الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم إن انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) من شأنه أن "يقوي" الاتحاد الأوروبي.
وقال بوريل، لدى وصوله لحضور اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن انضمام الدولتين للحلف العسكري الغربي سيزيد أيضا من قدرة الاتحاد الأوروبي "على الرد" على التهديدات على طول حدوده.
وقال بوريل إن التوسع المحتمل للناتو هو "عكس ما كان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يرغب في تحقيقه" بغزوه لأوكرانيا، حيث إنه كان يهدف لمنع توسع الحلف قرب حدود روسيا.
وأعرب بوريل عن أمله في أن يتمكن الناتو من التغلب على اعتراضات تركيا على طلبي انضمام فنلندا والسويد.
تركيا تعارض انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال أمس، الإثنين، إنه لا يمكنه أن يقبل بانضمام دول فرضت عقوبات على بلاده، وجدد القول إن الدولتين تدعمان "منظمات إرهابية"، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن الموافقة على عضوية فنلندا والسويد في الناتو تستلزم موافقة جميع أعضاء الناتو البالغ عددهم 30 دولة.
وبينما شدد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج مرارا في الأسابيع القليلة الماضية على الترحيب الدولتين في الحلف، بات يعتبر من المؤكد الآن أن تركيا سترفق بموافقتها شروطا.
ويخطط الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو للسفر إلى واشنطن بعد غد الخميس برفقة رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون لبحث انضمام بلديهما المحتمل إلى الناتو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.