حقق نتائج غير مسبوقة
أمل جديد لمرضى السرطان.. كل ما تريد معرفته عن دواء "دوستارليماب"
أمل جديد لمرضى سرطان القولون والمستقيم.. خلال الساعات القليلة الماضية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، بالحديث عن عقار “دوستارليماب”، حيث كشفت دراسة عن نتائجه المذهلة في شفاء ١٨ مصابا بسرطان القولون والمستقيم.
فماهو عقار “دوستارليماب”؟
كانت نتائج الدراسة على Dostarlimab دوستارليماب، العلاج المستهدف للسرطان، التي تم نشرها، الأحد الماضي، غير مسبوقة.
وكشفت الدراسة عن أن هذا الدواء والذي يعرف تجاريا باسم Jemperli، صار سلاحا لا مثيل له بين الأدوية المضادة للسرطان، في القضاء على الخلايا السرطانية الخبيثة.
وحسب ما ورد في الدراسة التي نشرت في مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين"، فإن التجربة الصغيرة التي شملت ١٨ مريضا تم علاجهم بدواء دوستارليماب، حققوا شفاء تاما من السرطان، وكانت النتائج مذهلة بما يكفي لتحفيز العديد من أطباء الأورام على التأكيد أنها غير مسبوقة، بين نتائج دراسات الأدوية المضادة للسرطان.
وكان لدى جميع المرضى الـ١٨ سرطان المستقيم الذي لم ينتشر خارج المنطقة المحلية للورم، ورُصد عند جميعهم طفرة أثرت على قدرة الخلايا على إصلاح تلف الحمض النووي.
وكانوا جميعا بعد تناول جرعة العلاج المستهدف للسرطان dostarlimab، والذي يعرف تجاريا باسم Jemperli في حالة شفاء تام، دون جراحة أو علاج كيماوي، ولا آثار جانبية حادة، ولم يُعثر على أثر للسرطان في أي مكان في أجسامهم.
وفي حين أن النتائج كانت واعدة، نقلت وسائل إعلام عن الأطباء قولهم إنهم بحاجة إلى تكرارها والتوسع فيها.
تم تطوير Dostarlimab بواسطة" تيسارو"، وهي شركة تكنولوجيا حيوية مقرها ماساتشوستس، قبل أن تستحوذ عليها شركة "جلاكسو سميث كلاين" في عام 2019، وهو معروف أيضًا باسم دواء Jemparli.
وهذا الدواء هو جسم مضاد أحادي النسيلة تمت الموافقة عليه لأول مرة في أوائل عام 2021 لاستخدامه كعلاج للسرطان في الولايات المتحدة، وهذه الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، مثل dostarlimab، هي أجسام مضادة تم إنشاؤها في المختبر ومصممة لمحاربة أمراض معينة.
وفي العامين الماضيين، أصبح عدد من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لعلاج (كوفيد -19) معروفا على نطاق واسع.
وتم تصميم العقار خصيصًا لمنع بروتين معين متورط في الخلايا السرطانية يسمى PD-1، ويقوم هذا الدواء عند تناوله بـ "تعرية" الخلايا السرطانية، ما يسمح لجهاز المناعة بالتعرف عليها وتدميرها.
وبسبب هذه المزايا التي يتيحها الدواء الذي يقضي على خبث الخلايا السرطانية ويقوم بتعريتها أمام جهاز المناعة، لكي يتعرف عليها، فإن نتائج تجارب هذا الدواء لا مثيل لها، فخلال التجارب التي أجريت عليه، وشملت ١٨ مريضا، تحت إشراف مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان بنيويورك، خضع المرضى للعلاج لمدة 6 أشهر، ومنحوا جميعا جرعة من الدواء كل 3 أسابيع، وكانت النتائج هي الشفاء التام من المرض.
سعر دواء دوستارليماب
ومثل أي شيء يكون سعره مرتفعا في بدايته، ثم ما يلبث بعد الإنتاج الكبير أن ينخفض سعره، فإن دواء دوستارليماب، وفق التجربة السريرية التي أجريت باستخدامه، يُعطى للمريض لمدة 6 أشهر، بمعدل جرعة كل 3 أسابيع، ويبلغ سعر الجرعة الواحدة حاليا 11 ألف دولار.
إجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة تأثير العقار على أنواع أخرى من السرطان
وقال عضو المجلس الاستشاري الأمريكي الوطني للسرطان، والمؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور لويس دياز، إن التجربة تعد "خطوة مهمة في معركة مواجهة السرطان".
وأضاف: "سنجري المزيد من الأبحاث لمعرفة تأثير العقار على أنواع أخرى من السرطان، مثل المعدة والبروستات والبنكرياس"، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وحسب الباحثين، فإنه يمكن استخدام "دوستارليماب" مع المرضى الذين يعانون من أورام ذات تركيبة جينية محددة، تعرف باسم "عدم استقرار الساتل الميكروي" أو MSI.
وتعليقا على تلك النتائج، قالت أستاذ علاج الأورام ورئيس قسم طب الأورام في المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، علا خورشيد، إن "أورام القولون والشرج عندما تكون في مراحل متقدمة، مثل المرحلة الثانية المتقدمة أو المرحلة الثالثة، يتم علاجها بثلاث طرق هي العلاج الكيماوي والإشعاعي والجراحي، بهدف تحقيق الشفاء التام، لكن هذه الأساليب غالبا ما تكون لها آثار جانبية على المريض"، حسبما نشرت شبكة “سكاي نيوز”.
وأضافت: "الطبيعي هو قدرة الخلية على إصلاح ما بها من خلل جيني، لكن نسبة تتراوح ما بين 5 إلى 10 بالمئة من الحالات، يكون لديهم خلل في التركيب النووي (DNA)، وبالتالي لا تستطيع الخلية علاج نفسها ولا تستجيب حتى للعلاج الكيماوي، ومن هنا ظهر الهدف من هذه الدراسة المهمة بشأن عقار دوستارليماب".
علاج مناعي
واستطردت: "هذا العقار علاج مناعي، والدراسة في مرحلتها الثانية، وعدد المرضى لا يزال صغيرا، لكن المبهر فيها أنه تم استخدام هذا العلاج المناعي فقط، وهو عقار يتم تناوله عن طريق الوريد من خلال جرعة كل 3 أسابيع، ووجد الباحثون أن كل المرضى في الدراسة اختفى لديهم الورم تماما".
وتابعت: "بالتالي لم تحتج أي حالة لعلاج كيماوي أو إشعاعي أو جراحي طوال فترة متابعتهم لمدة سنة، ومن هنا يعد هذا البحث من أكثر الأبحاث المهمة في مؤتمر جمعية الأورام الأمريكية، خلال الأيام الماضية، وتم نشره في مجلة (نيو إنجلاند)، وكانت أول مرة في التاريخ يؤدي علاج لشفاء كل الحالات التي تم اختبارها في الدراسة".
وأوضحت أستاذ علاج الأورام، أن هذا العلاج "يتحد مع مستقبل مناعي يسمىPDL-1 ويؤدي لتعريف الورم للجهاز المناعي، مما يجعل الجهاز يهاجم الورم ويتخلص منه".
متى يتوفر "دوستارليماب" في مصر؟
وحول إمكانية توفر هذا العلاج في مصر، لفتت رئيسة قسم طب الأورام في المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، إلى أن "هذا الدواء حصل على الموافقة على استخدامه في أغسطس 2021 لعلاج كل الأورام الخاصة بالخلل في عملية التركيب النووي وقدرة الخلايا على إصلاح الخلل بها، وبالتالي لم يتوفر في مصر حتى الآن".
ونوهت خورشيد إلى أنه "لا تزال هناك حاجة لدراسات أكبر فيما يتعلق بأمراض القولون والشرج، لتعميم هذا العلاج على المرضى، رغم نتائجه المبهرة التي توفر علينا استخدام العلاج الكيمياوي أو الإشعاعي أو الجراحي".
وتابعت: "كل العلاجات الحديثة الخاصة بالأورام موجودة في مصر، وهذا العقار سيكون متوفرا بعد حصوله على الموافقة واستكمال الدراسات والأبحاث الخاصة به. في مصر كل العلاجات المناعية والعلاجات الموجهة موجودة، لكن مشكلتها أنها مكلفة للغاية، ومن الصعب توفيرها بالمجان".