أسرار 10 جرائم بشعة هزت الشارع المصرى في 72 ساعة
على مدار الأيام القليلة الماضية، شهد الشارع المصري عدة جرائم أثارت الرأي العام بشكل كبير على منصات «السوشيال ميديا» المختلفة، معلنين عن غضبهم العارم ضد مرتكبيها، مطالبين بتوقيع أقصى عقوبة عليهم بشكل عاجل وإحالتهم للمحاكمة الجنائية.
وترصد «النبأ» خلال ذلك التقرير أهم وأبرز الجرائم التي أخذت حيزا كبيرا من تفكير المواطنين، وشغلت الرأي العام بشكل كبير في الشارع المصري؛ ما ساهم في تزايد التساؤلات حول تكرار وقائع القتل والخطف والانتحار بشكل كبير خلال آخر 72 ساعة، واعتبر البعض هذا الرقم كودًا ولغزًا يجب تفسيره؛ لما حدث في البلاد لأخلاق أبنائها خلال تلك الفترة الزمنية التي أبت أن ترحل دون إهدار دماء العديد من الأبرياء.
ذبح فتاة المنصورة
هزت جريمة قتل جديدة المجتمع المصري بعد أن أقدم طالب جامعي على ذبح زميلته أمام المارة ظهر يوم الاثنين أمام أبواب جامعة المنصورة بمحافظة الدقهلية شمال القاهرة.
وأثارت الجريمة الجدل بمواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وتصدرت أكثر المواضيع انتشارًا، وأعاد معها بعضهم التذكير بعدد الجرائم المماثلة التي شهدها المجتمع خلال الأشهر الأخيرة.
وبحسب ما روى من شهود عيان لـ«النبأ»، تفاجأ المارة باعتداء شاب على فتاة بسلاح أبيض أمام بوابة توشكى الخاصة بالجامعة، إذ كانت الفتاة في طريقها لموقف نقل الركاب.
وقال شهود عيان، إن المتهم طالب بالفرقة الثالثة في كلية الآداب بجامعة المنصورة وانهال على الضحية طعنًا بـ«السكين» بمجرد مغادرتهم البوابة الجامعية، وحين سقطت على الأرض ذبحها، في إشارة إلى أن الضحية تنتمي إلى الكلية نفسها، وأنها والجاني من مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية.
وذكر الشهود أن بعض المارة حاولوا منع المتهم من ارتكاب جريمته لكنهم فشلوا بسبب تهديده لهم بالسكين، وواصل طعن الضحية حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
انتحار شاب في المنصورة
في المنصورة أيضًا، أقدم شاب على الانتحار، بعد أن ترك رسالة مؤثرة وقاسية، يخبر فيها متابعيه بأنه على حافة الانتحار، قبل أن يكتب بعدها بلحظات: «أشوفكم بخير، وابقوا افتكروني، وأبويا ميمشيش في جنازتي بالله عليكم»؛ ليقوم عقب ذلك الشاب بالقفز بسيارته من فوق أحد الجسور، ليلقى مصرعه على الفور.
كان من الأمور اللافتة أن الشاب علّق على الحادث الذي جرى مساء أمس، المُتعلق بـ«نيرة» طالبة كلية الآداب، معبرًا عن غضبه من بعض التعليقات، كما وجّه رسالة لها عبر صفحته على «فيسبوك»: «يبكي قلبي حزنًا عليك وأنا لا أعرفك حتى، فما حال أمك.. ربنا يرحمك ويسكنك فسيح جناته يا رب».
انتحار شاب من أعلى برج القاهرة
ولم تقف حوادث الانتحار عند ذلك الحد، فمن فوق برج القاهرة، قفز شاب من أعلاه ليسقط على الأرض وبه كسور ونزيف داخلي، ليتوفى سريعًا دون أن تفلح الجهود في إنقاذه.
تلقى قسم شرطة قصر النيل، بلاغًا من العاملين في البرج يفيد بانتحار شاب ألقى بنفسه من أعلى.
وانتقلت قوة أمنية لمعاينة موقع الحادث، وتبيّن أن الشاب باغت الجميع وألقى بنفسه بشكل مفاجئ
جريمة قتل في الصعيد
وشهدت مدينة القرنة غرب محافظة الأقصر، مقتل فتاة بطعنات سكين على يد شقيقها إثر خلافات أسرية بقرية قامولا بالبر الغربي، ونقلت الفتاة إلى مستشفى حورس التخصصي بمدينة أرمنت، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة قبل الوصول إلى المستشفى، وتحرر المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق
كانت البداية بتلقي اللواء خالد عبد الحميد مساعد وزير الداخلية مدير أمن الأقصر، إخطارًا من مركز شرطة أرمنت باستقبال مستشفى حورس التخصصي بمدينة أرمنت، جثمان الفتاة «م.ت.م» 25 عاما، مقيمة بقرية قامولا بمدينة القرنة جثة هامدة إثر إصابتها بعدة طعنات في أنحاء متفرقة بالجسد.
وقالت الأسرة لأطباء المستشفى، إنّ الفتاة سقطت على سكين داخل المطبخ، خلال طهي الطعام، لكن الأطباء أبلغوا الشرطة.
كلف مدير أمن الأقصر، رجال المباحث بمديرية الأمن ورجال مباحث مركز شرطة القرنة لمعرفة أسباب الواقعة، وتبيّن من التحريات الأولية، أن شقيقها وراء الحادث، وهو من سدد طعنات قاتلة لها، في أنحاء متفرقة بجسدها، وجارٍ استكمال التحقيقات في الواقعة، واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة، وتولت النيابة العامة التحقيق.
قاتل والدته
وأقدم شاب على قتل والدته وشقيقه بسبب خلافات على الميراث بمنطقة المطرية.
وتوصلت تحريات مباحث القاهرة، في واقعة العثور على جثتي سيدة وطفلها بمنطقة المطرية، أن الضحيتين تم قتلهما طعنا بسكين، وهما كل من ناديه محمد عبده، في العقد الثالث من العمر وطفلها محمد رجب خميس، في العقد الأول وأن وراء ارتكاب الواقعة ابنها وعمره 26 عاما.
تلقت أجهزة الأمن بالقاهرة إخطارا من شرطة النجدة مفاده وجود جثتي سيدة وطفلها داخل شقة بالمطرية، وبالانتقال والفحص عثر على جثتي سيدة وطفلها، وجار سؤال شهود العيان؛ للوقوف على ملابسات الحادث.
جثة أسفل السرير
وفي منطقة الأميرية البلد التابعة لقسم شرطة الزاوية الحمراء، أقدم عامل على ذبح زوجته، ثم قام بتسليم نفسه للشرطة.
تلقت أجهزة الأمن بالقاهرة بلاغا مفاده وجود جثة سيدة مقتولة داخل شقة بمنطقة الأميرية البلد التابعة لدائرة قسم شرطة الزاوية الحمراء، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن بمكان الواقعة وعثر على جثة سيدة في العقد الخامس من العمر مقتولة بطعنات في الرقبة والصدر، وتبيّن أن زوجها قتلها بسكين بسبب خلافات بينهم وسلم نفسه إلى قسم الشرطة وتم نقل الجثمان للمشرحة.
يذبح زوجته لخلاف أسري
وشهدت قرية كفر الجنينة التابعة لمركز نبروه في محافظة الدقهلية حادثًا بشعًا، عندما أقدم زوج على ذبح زوجته بسبب خلافات نشبت بينهما، وتم تحرير محضر للمتهم وإحالته إلى النيابة فأمرت بحبسه على ذمة التحقيق.
كان مدير أمن الدقهلية تلقى إخطارا من مدير المباحث الجنائية، بورود بلاغ لمأمور مركز شرطة نبروه من أهالي قرية كفر الجنينة بقيام محام بذبح زوجته.
انتقل ضباط مباحث المركز إلى مكان البلاغ بالفحص تم العثور على سيدة مذبوحة وبها عدة طعنات، وبسؤال الأهالي اتهموا الزوج «أ.س»، (محام حر)، بقيامه بالتخلص من زوجته تعمل «محامية» بعد سماع مشادة كلامية بينهما.
وأكد شهود عيان أن المتهم اعتاد على تناول العقاقير المخدرة وكثير الخلافات مع الزوجة.
وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة بإعداد الأكمنة اللازمة نجح رجال المباحث في القبض عليه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة بسبب خلافات بينهما وتم التحفظ على الأداة المستخدمة في ارتكاب الواقعة، وحُرر المحضر اللازم المتهم وإحالته إلى النيابة التي أصدرت قرارها المتقدم.
اغتصاب طفلة على يد مراهق في مصر القديمة
كما شهدت منطقة مصر القديمة واقعة صعبة، بقيام طفل بالاعتداء على فتاة واغتصابها.
وكشفت التحريات أن الطفل يبلغ من العمر 12 عامًا، والطفلة 8 سنوات، وقام باستدراجها بعيدًا عن أعين أسرتها واغتصبها ثم فر هاربًا.
وتلقى قسم شرطة مصر القديمة بلاغًا من أحد الأشخاص، يفيد تعرض ابنة نجلته للاعتداء، وكشفت التحريات أن المتهم استدرج الطفلة بقطعة شيكولاتة.
وأضافت، أن المتهم ظل يراقب الطفلة أثناء اللهو مع صديقتها وعقب انتهائها من اللهو ظلت جالسة في الشارع بمفردها وعندما تأكد خلو الشارع من المارة توجه نحوها.
وأشارت التحريات، إلى أن المتهم استدرج الطفلة بقطعة شيكولاتة إلى شقته وتعدى عليها جنسيًا ثم فر هاربًا إلى محافظة المنيا للاختباء هناك، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه بمأمورية وتمكن رجال المباحث من ضبطه واقتياده إلى ديوان القسم.
وتواصلت «النبأ» مع خبراء في القانون والطب النفسي؛ لكشف الأسباب الحقيقية التي أدت لتصرف القاتل بقتل زميلته في الجامعة، حيث أكدوا أن السبب قد يعود لتعاطي القاتل المخدرات مثلما حدث في الجريمة التي هزت الإسماعيلية.
أقصى عقوبة
وطالبت المستشارة فيولا راجي المحامية بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم بذبح فتاة المنصورة حيث أكدت أنه في حالة ثبوت دليل على أن المتهم كان في حالة تعاطي للمواد المخدرة سيتم تخفيف العقوبة لأنه تحت تأثير المخدر، وأوضحت أن ذلك شيء غير مقبول لأنه يساعد في ضياع حقوق المجني عليها.
وشددت «راجي» على توقيع أقصى عقوبة ضد الشباب الذين يسلبون المرأة حريتها وشبابها، متابعة: «أيًا كان الحكم الموقع على المتهم فهذا غير كاف لتعويض والدها ووالدتها عن ما حدث لهم من فقدان ابنتهم بهذه الطريقة البشعة وهذه الجريمة ستجعل الفتيات يخشين من رفضهن للزواج من شخص خوفًا من أن يلقين نفس المصير».
واستكملت «راجي»: «القانون يرفض ذلك بشدة لأنه انتهاك صريح لحقوق المرأة وعنف ضد المرأة»، واصفة طريقة القتل بالبشاعة لأنه استخدم أبشع وسائل القتل، مشيرة إلى أن بعض الشباب يتخذون أبطال المسلسلات قدوة لهم في استخدام البلطجة وأخذ حقوقهم بالسنج والمطاوي وأطاحوا بدور القانون في استرداد حقوقهم.
وأكدت المستشارة فيولا راجي، أن عقوبة قاتل طالبة المنصورة ذبحًا أمام بوابة الجامعة، قد تصل إلى الإعدام شنقًا، إذا ثبت فيها ركن سبق الإصرار والترصد، أما إذا لم يتوفر فقد تكون أقصى عقوبة هي السجن المؤبد.
جاء ذلك في نص قانون العقوبات بالمادة رقم «230» عن جريمة القتل: «كل من قتل نفسا عمدا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام».
أما من قتل نفسا عمدا من غير سبق إصرار ولا ترصد يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد، كما يعاقب بالإعدام كل من قتل أحدًا عمدًا بجواهر يتسبب عنها الموت عاجلا أو آجلا يعد قاتلا بالسم أيا كانت كيفية استعمال تلك الجواهر، وفقًا لقانون العقوبات.
ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، وأما إذا كان القصد منها التأهب لفعل جنحة أو تسهيلها أو ارتكابها بالفعل أو مساعدة مرتكبيها أو شركائهم على الهرب أو التخلص من العقوبة فيحكم بالإعدام أو بالسجن المؤبد، وفقًا للمحامية بالاستئناف العالي فيولا راجي.
دراسة الحالة
على الجانب الآخر، قالت الدكتورة رشا الجندي خبيرة الصحة النفسية بجامعة بني سويف، إنه لمعرفة السبب الحقيقي وراء ارتكاب القاتل جريمته يجب دراسة الحالة، وقد يكون القاتل فعل جريمته تحت تأثير المخدرات مثلما حدث في جريمة الإسماعيلية حيث أكد القاتل وقتها أنه لا يعرف أي شيء عن جريمته.
وأضافت «الجندي»: «قد يكون ما حدث بسبب مرض نفسي مثل الاضطرابات النفسية، أو الإفراط في المشاعر والتي قد تكون أيضا أحد الأسباب والدوافع»، مشيرة إلى أن الإفراط في المشاعر سواء في الحب أو الكره تجعل الشخص يقوم بأعمال غير طبيعية وهذا مثل ما حدث مع المطربة شيرين عبدالوهاب عندما قامت بقص شعرها بعد انفصالها عن الفنان حسام حبيب.
والتقط أطراف الحديث، الدكتور جمال فرويز، استشاري الأمراض النفسية والعصبية، قائلًا إن جريمة المنصورة كانت مقصودة وتندرج تحت بند «مع الإصرار والترصد»، خاصة وأن القاتل كان معه سلاح في مكان الجريمة وهذا أكبر دليل على أنه يحاول الانتقام منها، لا يقبل مبدأ الرفض.
وأضاف «فرويز»، أن ما حدث يوضح مدى الانهيار الثقافي في المجتمع، مشيرًا إلى أن الأفلام والمسلسلات من أهم الأسباب التي أدت إلى تدهور المستوى الأخلاقي، خاصة وأن الدراما ما تعطي الدافع للحصول على الحق بالقوة والبلطجة، مشددًا على ضرورة التربية بشكل سليم داخل الأسرة.