يجهز مرشح للرئاسة 2024..سر تأسيس «التيار الحر» بقيادة عمرو موسى
في خضم انشغال القوى السياسية والحزبية بالحوار الوطني الذي أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، أنه بصدد الإعلان عن تيار ليبرالي جديد يحمل اسم التيار الحر.
وأضاف في بيان، أن تأسيس هذا التيار جاء بالمصادفة حينما تواصل مع عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية لمناقشته في وثيقة الإصلاحات السياسية التي أعدها الحزب، وبعدها تولدت فكرة إنشاء هذا التيار الليبرالي. ولفت إلى أن عمرو موسى اختار اسم «التيار الوطني الحر» لهذا التيار الليبرالي الجديد.
وتابع رئيس حزب المحافظين أن إيهاب الخولي القيادي في الحزب، صاحب فكرة التيار الحر، وأن رؤيته لهذا التيار في صالح الوطن، وأن الأمر يتطلب منا هذه المرة أن نخلع العباءات الحزبية ونتجرد من كل شيء إلا مصالح الوطن، وأنه لا يجوز أن تسيطر على الساحة السياسية الأحزاب اليسارية فقط، بل يجب أن يكون هناك وجود لليبراليين.
ولفت قرطام إلى أنه يفكر في التواصل مع المهندس محمود طاهر، رئيس النادي الأهلي السابق، وأنهم يتواصلون مع الأحزاب الليبرالية، للانضمام لهذا التيار، و«سنسعى للحصول على الأغلبية في البرلمان المقبل».
كما كشفت مصادر من الحزب المحافظين، أن الحزب يخوض مشاورات مع عدد من الأحزاب للانضمام للتيار، منها حزب الدستور الذي أسسه نائب رئيس الجمهورية السابق محمد البرادعي، وحزب الإصلاح والتنمية الذي يترأسه محمد أنور السادات عضو حزب الإصلاح والتنمية وحزب العدل وحزب مصر الحرية.
من جانبه أكد الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد الأسبق وجود اتصالات بالفعل معه في هذا الشأن، قائلا: تلقيت اتصالات بالفعل ولكن لم أقرر بعد.
حلم قديم للأمين العام السابق للجامعة العربية
وكشفت مصادر مختلفة، أن التيار الجديد سوف يضم عددا من الأسماء المعروفة ولديها رصيد سابق ومهم من المشاركة في العمل السياسي، وعلى رأس هذه الأسماء: عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، ومحمود طاهر رئيس النادي الأهلي وحزب الوعي السابق، والسيد البدوي رئيس حزب الوفد الأسبق، ومحمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، فضلا عن المهندس أكمل قرطام وإيهاب الخولي، ومحمد عبدالعليم داوود، عضو مجلس النواب، والناشر هشام قاسم، والناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح، والدكتور عماد جاد، المفكر السياسي والدكتور صديق عفيفي، ومحمود العلايلي، والقيادي البارز بحزب الوفد حسين منصور.
وقال الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور، إن التيار الوطني الحر الذي يضم عمرو موسى وأكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، والمهندس محمود طاهر رئيس النادي الأهلى السابق، هو نتاج الدعوة للحوار الوطني.
وأضاف الباز، خلال تقديم برنامج "آخر النهار" المذاع عبر فضائية "النهار"، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، عندما دعا لحوار وطني، وجدت القوى السياسة نفسها في ورطة، وأنها لم ترتب أوراقها بشكل كافي، وكانت قائمة بشكوى أنها لا تجد من يسمع أصواتها، ولا أحد يفتح لهم الطريق.
وأردف الباز: "القوى السياسية محتاجين يرتبوا أنفسهم، وبدأ يتكتل تيار ليبرالي في مواجهة الحركة الوطنية الديمقراطية وهي تكتل لأحزاب اليسار".
ولفت إلى أن التيار الوطني الحر يجهز ليتقدم بمرشح للرئاسة في 2024، مردفا: "المسار السياسي يكتمل، الأحزاب والمجتمع المدني والإعلام كل يعرف دوره".
أبرز المؤسسين للتيار الليبرالي الجديد
عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، والمرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية، أكد إنه لم يتم دعوته للمشاركة في اجتماعات الحوار الوطني، معقبًا: "على الرغم من عدم دعوتي إلا أنني أرى إننا كلنا كمصريين مدعوين له".
وأكد موسى، أن مبادئ الحوار الوطني يجب أن تقوم على أسس سيادة القانون وحقوق المرأة واحترام الدستور والقانون.
وأضاف موسى، خلال لقائه مع الإعلامي إبراهيم عيسى في برنامج «حديث القاهرة»، المذاع على قناة «القاهرة والناس»: «نحن نحتاج إلى جمهورية جديدة بالفعل كما نحتاج إلى حوار وطني صريح أمين جاد، ويبدو أن هناك فعلا جدية في ذلك، الحوار الوطني يطرح أفكار تتعلق بالجمهورية الجديدة».
وأوضح الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، أن الإنسان المصري والاهتمام بتعليمه وصحته وحريته وحياته كلها هو الجمهورية الجديدة، وليس فقط المدن والمشروعات الجديدة، متابعًا: «أطالب الجميع عندما يبدأ الحوار الوطني في القاعات أن يبدأ أيضًا في الساحة المصرية».
وكان عمرو موسى، قد قال في 2012 عندما كان مرشحا لرئاسة الجمهورية، أنه يمثل التيار الوطني. هذا التيار وصفه موسى بأنه «عابر للعهود، كان موجودا وسيظل موجودا وسوف يعيش من الآن إلى يوم الدين، تيار مؤمن بمصلحة البلد ويختلف بدرجات متعددة عن النظم القائمة، هذا التيار الوطنى لا يمكن ولا يصح أن يخضع فيه الرأى لأهواء البعض.
أما المهندس محمود طاهر، الذي ورد أسمه ضمن المشاركين في التيار الجديد، فهو رئيس النادي الأهلي السابق ومؤسس حزب الوعي الليبرالي، والذي أعلن في سبتمبر 2014، عن تجميد عضويته في حزب الوعي السياسي عقب انتخابه رئيسًا لمجلس إدارة القلعة الحمراء، مؤكدًا بأنه دخل المعترك السياسي من أجل خدمة وطنه.
وقال طاهر، أن الشعور الوطني بعد ثورة يناير 2011، دفعه للعمل علي خدمة الوطن، لذلك قرر الدخول المعترك السياسي من أجل خدمة الوطن سياسيًا في ظل الفراغ الذي كان موجودا، مؤكدًا أن الأهلي بعيد كل البعد عن السياسة، والقلعة الحمراء لها دورًا كبيرًا في الوطنية وخدمة الوطن.
أما، محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، فقد استنكر استبعاده من المشاركة في الحوار الوطني، ومنعه من الظهور في وسائل الإعلام.
أما الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد الأسبق، فقد أعلن حزب الوفد في 2019، عن اسقاط عضويته، كما أعلن اللواء محمد إبراهيم عضو الهيئة العليا السابق لحزب الوفد، إن الدكتور السيد البدوى قرر عدم العمل بالسياسة والابتعاد عن رئاسة أى كيان سياسى، وذلك بعد مطالبة مجموعة من الوفديين برئاسة كيان جديد.
وفي مايو الماضي، حل الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد الأسبق، ضيفا علي الإعلامي أحمد موسى ببرنامج "علي مسئوليتي" والمذاع عبر قناة "صدى البلد"، للحديث عن العديد من القضايا والملفات الهامة، حيث قال، أن دعوة الحوار الوطني جاءت في توقيتها وميعادها المناسب، وأن الرئيس السيسي قادر على إحداث تحول ديمقراطي كبير في مصر، موضحا، إنه انسحب من المشهد الوفدي وليس المشهد السياسي؛ وذلك تعليقًا على غيابه خلال الفترة التي تلت تركه منصبه السياسي كرئيس لحزب الوفد، مشيرا إلى أن الأحزاب السياسية الحالية تتصارع على اللا شئ؛ وليس من أجل مصلحة وطنية.
وفي 2018، تعرض الدكتور السيد البدوي لانتقادات حادة من قيادات حزب الوفد في اللجان الفرعية، بسبب إعلانه الترشح لرئاسة الجمهورية، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، مما دفعه للتراجع.
وفي الشهر الماضي، اجتمعت الهيئة العليا لحزب الوفد، برئاسة الدكتور عبد السند يمامة، رئيس الحزب، لبحث عدد من الملفات، منها عودة السيد البدوي للحزب، حيث أوضح يمامة أنه فيما يخص موضوع عودة الدكتور السيد البدوي رئيس الوفد الأسبق، فقد صدر قرار الفصل الذي اتخذه المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس الوفد السابق، وبموافقة الهيئة العليا لأسباب تتعلق بالأهلية لصدور أحكام جنائية ضده، وترتبط عودته للحزب بضرورة حصوله على حكم قضائي أسوة بما تم مع التسعة الذين فصلهم رئيس الحزب منفردا لأسباب أكثر خطورة، وقد أعادهم القضاء المصري الشامخ، وقمت بتنفيذ الحكم فورا، وعاد المفصولون إلى بيت الأمة وهو ما يتطلب من الدكتور السيد البدوي فعله.
تشابه في الإسم والأفكار
يذكر أن هذا الأسم يتشابه تماما مع أسم التيار الوطني الحر في لبنان، أكبر حزب مسيحي في لبنان، وهو تيار سياسي لبناني، واسع التمثيل، منتشر في كل قرية في لبنان، ينادي بدولة مدنية تقوم على أساس احترام مختلف الأفراد فيها، وهو تيار ذات أكثرية مسيحية في لبنان متجسد بثاني أكبر كتلة نيابية، وهي تكتل التغير والإصلاح وأكبر كتلة مسيحية في المجلس النيابي اللبناني، كما أنه التيار الأكثر تنوعا بين أحزب وتيارات الطبقة الحاكمة في لبنان.