رئيس التحرير
خالد مهران

ناسا تنشر أول صورة بالألوان للكون البعيد من تلسكوب جيمس ويب.. فما القصة؟

ناسا تنشر أول صورة
ناسا تنشر أول صورة بالألوان للكون البعيد من تلسكوب جيمس ويب

كشفت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عن أول صورة بالألوان الكاملة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي واصفة إياها بأنها "أعمق وأوضح صورة بالأشعة تحت الحمراء للكون البعيد حتى الآن".

وقالت وكالة الفضاء الأمريكية، إن الصورة التي تظهر عنقودا من المجرات هي مجال عميق مركب يظهر عنقود المجرة (سماكس 0723) كما ظهر قبل 6ر4 مليار سنة.

ونشر الرئيس الأمريكي جو بايدن الصورة، وهي الأولى من مجموعة، في حدث معاينة في البيت الأبيض مع نائبة الرئيس كامالا هاريس.

ومن المقرر أن يتم إصدار بقية الصور الأولى بالألوان الكاملة للتلسكوب اليوم الثلاثاء.

 وقد اختارها ممثلو مختلف وكالات الفضاء المشاركة في المشروع.

ويمثل نشر الصور بداية العمل العلمي مع التلسكوب ويب، أكبر وأقوى تلسكوب تم إطلاقه إلى الفضاء.

وتم إطلاق تلسكوب جيمس ويب في 25 ديسمبر على متن مركبة إطلاق آريان من ميناء كورو الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في جيانا الفرنسية.

ويأمل العلماء أن توفر صور التلسكوب نظرة ثاقبة على الفترة التي أعقبت الانفجار العظيم مباشرة قبل نحو 8ر13 مليار عام.
واستغرق تطوير ويب حوالي 30 عاما وكلف حوالي 10 مليارات دولار، وهو خليفة التلسكوب هابل، الذي كان قيد الاستخدام لأكثر من 30 عاما.

وصف صورة تلسكوب ويب الفضائي

هذه الصورة لما كان يبدو عليه العنقود المجري SMACS 0723 مُنذ 4.6 مليار عام، والتي تعج بالتفاصيل الشديدة حيث ظهرت الآلاف من المجرات بما في ذلك صور خافتة لأجسام لُحظت لأول مرة على الإطلاق بالأشعة تحت الحمراء. 

الرقعة التي أمامكم والتي تحتوي على ملايين النجوم تُعادل تقريباً حجم حبة رمل يحملها شخص على مسافة ذراع على الأرض. 

خطوات العلماء المقبلة 


وعن الخطوات القادمة، من المقرر أن يفحص العلماء الغلاف الجوي لـ 11 كوكبًا صخرية عملاقة (كواكب أكبر من الارض  وعلى عكس أي شيء في نظامنا الشمسي) لفهم أصل غلافها الجوي وكيفية مقارنتها بالكواكب الصخرية في مجموعتنا الشمسية، وسيتم التركيز  على الكواكب الصخرية حول النجوم القزمة الحمراء الصغيرة.

وسيقوم العلماء كذلك بإجراء ثلاثة عمليات مسح عميقة للكون لإحداث ثورة في فهمنا لكيفية تشكل المجرات الأولى وتطورها إلى مجرات عملاقة نراه اليوم.

بشكل عام كل هذه البرامج التي سوف يستهدفها تلسكوب جيمس ويب هي لمناطق من السماء تمت دراستها بالفعل بواسطة التلسكوبات التي تعمل على أطوال موجية أخرى من الضوء، من الأشعة السينية إلى موجات الراديو.

وستكتشف هذه البرامج الثلاثة عشرات الآلاف من المجرات الجديدة، بعضها في الجزء الأبعد من الكون، والمعروف باسم حقبة عودة التأين، عندما تشكلت النجوم والمجرات الأولى، قبل تلسكوب جيمس ويب، لم نتمكن ببساطة من الوصول إلى هذا الجزء من الكون.

بالإضافة إلى ذلك، ستتم دراسة نصف مليون مجرة ​​معروفة بالفعل في ضوء جديد، مما سيتيح اكتشافات مذهلة.

إضافة لذلك يأمل العلماء في تحليل النجوم الفردية المتكونة حديثًا في مجرة المثلث أو مسييه 33 ، وذلك لأول مرة لفهم كيفية تشكل النجوم من سحب الغاز والغبار بشكل أفضل، وتم تخصيص عشرات الدراسات لفحص الغبار الكوني الذي  يعتبر مفتاح لتطوير الحياة ولبنات بناء الكواكب الصخرية.

 

وسيدرس العلماء بالشراكة مع تلسكوب ايفينت هورايزون، الثقب الأسود الهائل في مركز مجرتنا، بهدف  بناء صورة لظل الثقب الأسود، كما حدث مع المجرة القريبة مسييه 87.

كذلك في نظامنا الشمسي سيستخدم تلسكوب جيمس ويب لدراسة أقمار أورانوس آرييل وأومبرييل وتيتانيا وأوبيرون، للبحث في نشاط المحيطات المائية السابقة والبحث عن أدلة على ظروف تكوينها.


وتلسكوب جيمس ويب سوف يرصد جميع الكواكب الخارجية (المريخ، والمشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون) وعشرات من الكويكبات والمذنبات.

مما يحسن بشكل كبير فهمنا لكيفية تشكل النظام الشمسي. إذا سنحت الفرصة، فسيقوم تلسكوب جيمس ويب بدراسة الأجسام التي جاءت الينا من بين النجوم، مثل أومواموا أو المذنب بوريسوف، مما يوفر للعلماء  نظرة جديدة للظروف في الأنظمة النجمية الأخرى.

وما تم التخطيط له فقط في العام الأول من مهمة تلسكوب جيمس، يجعل الجميع يتخيل ما سيحققه العلماء خلال تسع سنوات من مهمة التلسكوب.