اللواء رأفت الشرقاوي يكتب:
الدور المصري لحل القضية الفلسطية منذ أكثر من سبعين عامًا وحتى الآن
ماذا لو لم تتدخل مصر فى حل القضية الفلسطينية منذ أكثر من سبعون عامًا وحتى الآن؟!.
سؤال مهم لكن بالرجوع إلى التاريخ نجد أن هناك دول محورية تتوقف عليها معظم قضايا المنطقة بل وقضايا الشرق الأوسط والقضايا العالمية، فقد أعلن الرئيس السيسى أن هناك جهود سياسية ودبلوماسية لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، وها مصر تتدخل فى الأزمة الأخيرة بين إسرائيل والفلسطنيين، والتى أسفرت عن استشهاد 31 شهيدًا وعدد 265 مصابًا.
ونجحت مصر فى الوصول إلى وقف النار بين الطرفين ودخل الاتفاق في حيز التنفيذ اعتبارآ من الساعة 5 بتوقيت جرينتش، وبالنظر إلى الدور المصرى فى حل القضية الفلسطينية، نجد أن مصر هى التى وجهت بإنشاء (منظمة التحرير الفلسطينية).
كما أن مصر هي التى وجهت بإنشاء (جيش التحرير الفلسطينى)، فضلا عن أن مصر هى التى وجهت بدخول منظمة التحرير الفلسطينية لجامعة الدول العربية، والتى دعت الأمم المتحدة إلى ضرورة مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية فى كافة الاجتماعات المتعلقة بالشرق الأوسط، وأيضًا هى التى دعت الفلسطينين والإسرائيلين إلى الاعتراف المتبادل، وهى التى سحبت السفير المصرى من إسرائيل بعد مذابح صبرا، وشاتيلا عام 1982، وهى التى شاركت فى اتفاقية اوسلوا الخاصة بحق الفلسطينين فى الحكم الذاتى.
ومصر هى التى أيدت اتفاقية السلام بين الإسرائيلين والفلسطنيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع فى المنطقة العربية، ولا ننسى أن الدولة المصر هى التى قامت بالمصالحة بين فتح وحماس، وهى التى تفتح معبر رفح لاستقبال المصابين الفلسطينين جراء أى إعتداء إسرائيلى على الفلسطينين، ومصر هى التى ساعدت وسهلت دخول شحنات المساعدات من الأدوية والمواد الغذائية والمهمات الطبية.
وفتحت مصر معبر رفح لاستقبال الأشقاء الفلسطينين بصفة منتظمة، وتتدخل فى أى ضائقة تمر بها القضية الفلسطينية بمنحى خطير، وفتحت كل الجامعات المصرية أمام الطلاب الفلسطينين مجانًا وأوفدت علمائها إلى فلسطين لنقل التكنولوجيا الحديثة، وحذرت مرارا وتكرارا من تهويد القدس، والتي تحرص على سلامة المسجد الأقصى.
مصر هي السباقة فى التدخل وبكل ما أوتيت من قوة بكافة الطرق سواء كانت العسكرية فى حرب 1948 أو حرب 1956 أو حرب 1967 أو حرب 1973، وقدمت ما يزيد عن مائة ألف شهيد مصرى لحل القضية الفلسطينية، ولم تكتفى بذلك بل قدمت الحل الأمثل للقضية الفلسطينية، فى مفاوضات كامب ديفيد، ولكن خلافات بعض الفصائل الفلسطينية حالت دون إتمام المفاوضات الأمر الذي دعا الرئيس الراحل محمد أنور السادت إلى إجراء المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى، والتوقيع على معاهدة السلام التى استردت بها مصر باقى الجزء المتبقى من سيناء بعد أن استردت الجانب الأكبر من خلال عزيمة الشعب والجيش المصرى بعبور خط بارليف المنيع وبتوفيق المولى أولآ ثم بالطرق الدبلوماسية والتحكيم الدولى الذى بموجبة تم إعادة آخر جزء من سيناء وهو طابا.
فى كافة الأزمات التى تمر بها القضية الفلسطينية تجد مصر صاحبة الدور الآول والفاعل والرائد فى حل أى ازمة تعترى مسيرة الإخوة الفلسطينين، ولا تكتفى بذلك بل تقوم الأجهزة الأمنية السيادية بالدولة المصرية فى التدخل لحل المشاكل التى تقف عائقًا بين الفصائل الفلسطينية ذاتها.
وعند تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى سدة الحكم فى البلاد وعند افتتاحه لبعض المشروعات القومية عام 2016 بمحافظة أسيوط، بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن أشار إلى أن مصر تهدف إلى عدة محاور القضية الفلسطينية:
مصر ستواصل مساعيها الدؤوبه من أجل اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونية 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأيضًا التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة لدعم استقرار المنطقة ومنع الاضطرابات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ضرورة المحافظة على الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
ومصر تتدخل فى الصراع الاسرائيلى الفلسطينى الآخير والذى أسفر عن استشهاد 31 فلسطينيا وإصابة 265 جريحا، وتمكنت مصر من الوصول إلى اتفاق وقف اطلاق النار بين الطرفين.
ماذا بين الرئيس السيسى وبين الله حتى يكون حليفه فى كل المحن، والشدائد التى تمر بها مصر وتمر بها الأمه العربية، والإسلامية، ويخرج وهو مرفوع الرأس عالى الهمة ويتقين العالم أن هذا الرئيس هو منحه من الله ليس لمصر وحدها وإنما للأمة العربية والإسلامية والآسيوية، والعالم اجمع، فقد قاد قطار التنمية والاستثمار بيد اذهلت العالم، كما دحر الإرهاب باليد الأخرى.
كما أن الرئيس الأمريكى جون بايدن ثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي فى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانب الإسرائيلى والفلسطينى، كما شكر الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن جهود مصر فى ايقاف اطلاق النار أيضا بين الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى.. حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال أمنها وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن.