الاتحاد الأوروبي وأمريكا يدرسان الرد الإيراني على المقترح الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي
قال الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، إنهما يدرسان الرد الإيراني على ما يصفه الاتحاد بالمقترح "النهائي" لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 بعد أن دعت طهران واشنطن إلى إبداء المرونة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تشارك الاتحاد الأوروبي آراءها حول الرد الإيراني الذي تلقته من الاتحاد.
وبدورها، قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للصحفيين في بروكسيل: "في الوقت الراهن، نقوم بدراسته (الرد الإيراني) ونتشاور مع المشاركين الآخرين في خطة العمل الشاملة المشتركة ومع الولايات المتحدة حول الطريق المناسب للمضي قدمًا".
وامتنعت عن تقديم جدول زمني لأي رد فعل من جانب الاتحاد الأوروبي.
الرد الإيراني
وكانت طهران ردت الاثنين على المسودة التي قدمها وسطاء الاتحاد الأوروبي إلى المفاوضين الإيرانيين في الجولة الأخيرة من محادثات فيينا يوم 8 أغسطس/آب الماضي.
وقالت واشنطن إنها مستعدة لإبرام صفقة بسرعة من أجل إحياء اتفاق 2015 على أساس المقترحات الأوروبية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" أن "إيران قدمت ردا خطيا على مسودة نص اتفاقية فيينا وأعلنت أن إبرام الاتفاق سيتم إذا ردت الولايات المتحدة بواقعية ومرونة".
وقال مصدر مطلع لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية إن إيران تتوقع ردا خلال اليومين القادمين.
وقال المتحدث باسم جوزيب بوريل، مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الذي نسق المحادثات لإعادة إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق 2015، إن الاتحاد تلقى الرد الإيراني في وقت متأخر من الاثنين.
وأدى احتمال التوصل إلى اتفاق يقود إلى رفع العقوبات الأمريكية عن انتاج إيران من النفط والبالغ 2.5 مليون برميل يوميًا إلى تراجع في أسعار النفط في الأسواق العالمية، حيث هبطت أسعار النفط الأمريكي في العقود الآجلة بحوالي ثلاثة في المائة لتنهي التداول على سعر 90 دولارًا للبرميل.
أفكار ومبادرات
أفادت تقارير بأن إيران أثارت في ردها قضايا جاءت في المقترح الأوروبي، لكنها "قدمت أفكارا ومبادرات" لمعالجتها.
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أشار قبل ساعات من تقديم إيران لردها، إلى أن هناك ثلاث قضايا عالقة، وأوضح أن الولايات المتحدة وافقت "شفهيا" على مطلبين لإيران في محادثات إحياء الاتفاق النوووي الإيراني المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
ولم يخض في التفاصيل، لكن مراقبين يعتقدون أن إحدى القضايا تتعلق بتحقيق أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آثار يورانيوم عثر عليها في ثلاثة مواقع قديمة، وغير معلنة في إيران.
وتقول الوكالة إن إيران لم تكن متعاونة وتريد أن يغفل التحقيق بقية الأمور. وتقول مصادر غربية إن رد طهران لم يذكر مسألة ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يشير إلى أن مخاوف إيران ربما تمت معالجتها بشكل ما. أما النقطة الشائكة الأخرى، فتتعلق بضمانات للحفاظ على الاتفاق، حسب وزير الخارجية الإيراني، الذي قال إن الولايات المتحدة لم تعلق عليها.
وقالت وكالة "نور نيوز" الإيرانية، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي، اليوم الثلاثاء، إن مسودة الاتحاد الأوروبي "تفتقر إلى إجابات شفافة" على القضايا التي تثيرها إيران، وقالت وكالة إيرنا إنه "يمكن التوصل إلى اتفاق إذا كانت أمريكا براغماتية ومرنة".
وتجري مجموعة خمسة زائد واحد (وهي روسيا وبريطانيا وألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا) حاليا مفاوضات مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني بشكله الأصلي منذ أبريل/نيسان من العام الماضي في فيينا.
وأدت الآمال في التوصل إلى اتفاق قد يؤدي يرفع العقوبات الأمريكية عن نفط إيران، التي تنتج 2.5 مليون برميل يوميا، إلى انخفاض في الأسعار في الأسواق العالمية، إذ انخفضت العقود الآجلة للنفط الأمريكي بنحو ثلاثة في المئة لتغلق دون 90 دولارا للبرميل.
وكان الاتفاق في حالة احتضار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أعادت إدارته فرض عقوبات شديدة على طهران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، الاثنين الماضي، إن واشنطن أبلغت بوريل بآرائها.
وقال دبلوماسي إيراني لم يذكر اسمه، حسب إيرنا، إن "مقترحات الاتحاد الأوروبي مقبولة بشرط أن تقدم تأكيدات لإيران في مختلف النقاط المتعلقة بالعقوبات والضمانات"، وكذلك القضايا العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واستأنفت بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وإيران وروسيا وكذلك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر المحادثات بشأن الاتفاق النووي في وقت سابق في أغسطس/ آب الماضي بعد توقف دام شهورا.
مخاطر الفشل
وكانت المفاوضات التي ينسقها الاتحاد الأوروبي قد بدأت في أبريل/نيسان 2021 ثم وصلت إلى طريق مسدود في مارس/آذار الماضي 2022.
وقال الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء الماضي، إنه يتوقع أن ترد طهران وواشنطن "بسرعة كبيرة" على النص "النهائي".
وكانت واشنطن قالت إنها مستعدة لإبرام اتفاق بسرعة لاستعادة اتفاق 2015 على أساس مقترحات الاتحاد الأوروبي. وقال دبلوماسيون ومسؤولون لوكالة رويترز للأنباء إنه سواء قبلت طهران وواشنطن العرض "النهائي" من الاتحاد الأوروبي أم لا، فمن غير المرجح أن يعلن أي منهما موت الاتفاق لأن إبقاءه على قيد الحياة يخدم مصالح الطرفين.
وهناك مخاطر كبيرة، إذ إن الفشل في المفاوضات النووية من شأنه أن يحمل خطر اندلاع حرب إقليمية جديدة مع تهديد إسرائيل بعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية في منع طهران من تطوير قدرات أسلحة نووية. وحذرت إيران، التي تنفي منذ فترة طويلة وجود مثل هذا الطموح برد "ساحق" على أي هجوم إسرائيلي.