رئيس التحرير
خالد مهران

حكم "تسويد النبي" في الآذان والتشهد يوضحه علي جمعة

النبأ

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إنه يجوز تسويد النبي صلى الله عليه وسلم، عند الصلاة والأذان، أي قول "سيدنا محمد" لأن الأدب في غالب الأوقات مقدم على الاتباع، والنبي يقول عن نفسه: " انا ولد سيد آدم ولا فخر فيجوز للشخص ان يقول أشهد أن سيدنا محمد رسول الله " في داخل الصلاة وفي الأذان كذلك.

وأضاف  علي جمعة خلال إجابته على سؤال ورد إلى صفحته الرسمية، أن النطق الصحيح لكلمة "تسويد" يكون بالواو، مشيرا إلى أن هناك البعض يقول " نسيد " النبي وهذا خطأ.

 عدد مرات ورود لفظ العمل بالقرآن الكريم

 

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق، إن المسئولية في الدين الإسلامي غير مقتصرة علي الحاكم أو جماعة المسئولين بل هي مهمة الجميع من أفراد المجتمع للحفاظ علي القيم الأخلاقية والجمالية التي بها تعم السكينة والسلام في الحياة.

لفظ العمل في القرآن الكريم 

وتابع علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: “لا بد أن يدرك الجميع أهمية تربية النشء على ممارسة المسئولية في حياتهم سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع، وتتنوع مسئوليات الفرد في مجتمعه على ثلاثة محاور رئيسية وهي: مسئوليته تجاه المجتمع، ومسئوليته في وقت الأزمات،ومسئوليته في القيام بدوره”.

ويتمثل المحور الأول: في مسئولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فعن تميم الداري أن النبي ﷺ قال: «الدين النصيحة» قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» (صحيح مسلم). وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أحدكم مرآة أخيه فإن رأى به أذى فليمطه عنه» (أخرجه الترمذي). وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا». فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلومًا أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: «تحجزه أو تمنعه من الظلم. فإن ذلك نصره» (أخرجه البخاري). 

وتابع:  في هذه الأحاديث بيان لمسئولية التقويم والنصح على الفرد. وبيان لكيفية النصرة بشكل إيجابي سواء كان المنصور ظالمًا أو مظلومًا ؛ فإن كان مظلومًا أعناه على أخذ حقه. وإن كان ظالمًا رددناه ومنعناه من الظلم،مما يجعل المسلم عضوًا مشاركًا في مجتمعه ذا فاعلية في تصرفاته جميعًا.

ويتمثل المحور الثاني: في تحمل المسئولية في الأوقات العصيبة ببذل أقصى جهد. فعن حذيفة. قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تكونوا إمعة. تقولون: إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا. وإن أساءوا فلا تظلموا» (أخرجه الترمذي). والإمعة هو الرجل التابع الذي لا يثبت على رأي. وفي هذا الحديث تدريب على الاستقلالية في اتخاذ المواقف الإيجابية في كل أمر، وعدم اتباع كل ناعق بظلم أو إساءة وتدريب على ممارسة الاجتهاد،واستخدام العقل لمعرفة الإحسان ومجاهدة النفس على اتباعه وإشاعته، وعدم الاستسلام لروح اللامبالاة والانهزامية أمام الظلم والشر في القول والعمل.

ويتمثل المحور الثالث: في إتقان العمل وقد لخصه النبي ﷺ فيما روته عنه السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها أنه قال: «إن الله عز وجل يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه» (أخرجه الطبراني). فمن أهم أهداف التربية النبوية إخراج الفرد المسلم إنسانًا عاملًا يقوم بالعمل الصالح المتقن، وذلك لأن العمل الصالح هو علة الخلق والإيجاد وهو مادة الابتلاء والاختبار في الدنيا ويبنى عليه الفوز في الآخرة قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك:2].

وبين علي جمعة أن العمل الصالح هو الترجمة العملية للعلاقات التي حددتها فلسفة التربية الإسلامية بين الإنسان من جهة، وبين الخالق والكون والآخرة من جهة أخرى. فقد ورد لفظ العمل في القرآن الكريم في ثلاثمائة وتسعة وخمسين موضعًا وفي السنة الشريفة يصعب حصر عدد المواضع التي ورد لفظ العمل فيها، فالإسلام دين يبغض الفقر ويكافحه ويسد روافده ويدعو إلى العمل الدءوب في تنمية إمكانيات وطاقات الأمة، والعمل الصحيح والأمل الفسيح هما عنصران أساسيان في البناء والنهضة فيذكر الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين ما به تصلح الدنيا حتى تصير أحوالها منتظمة، وأمورها ملتئمة: أولها "دين متبع" والمقصود به التزام كل فرد القيام بمسئولياته.

وآخرها "أمل فسيح" وهو الثقة في الله تعالى للخروج مما يحيط بنا من أزمات وصعاب.