هل زار ماكرون الجزائر من أجل الغاز؟
فنّد الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، أن تكون زيارته للجزائر بقصد طلب المزيد من الغاز، واصفا الأخبار المتداولة في هذا السياق بـ "التّافهة"، وأضاف أن فرنسا لديها أكثر من 80% من الاحتياطيات التي تلبي "احتياجاتنا" وأكثر.
وتابع ماكرون في تصريحه الصحفي من العاصمة الجزائرية "فرنسا لا تستهلك كميات كبيرة من الغاز باعتبار اعتمادنا على أكثر من مصدر للطاقة وبالنسبة للأشهر المقبلة لا نواجه ندرة وعلاقتنا مع الجزائر ليست مبنية على الغاز فقط".
وعن إمداد الجزائر بالغاز لإيطاليا، قال المتحدّث "قد تكون إيطاليا بحاجة أكثر للغاز ومصلحة فرنسا من مصلحة دول الإتحاد الأوروبي لذلك نعتبر إمدادات الجزائر بالغاز لدول أوروبية معينة أمر يسمح بتنويع مصادر الطاقة وبالتالي سد فراغ الغاز الروسي".
وتابع "وهذا لا يمنع من أنّنا تحدّثنا والرّئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن زيادة الشراكة في مجال الطاقة بين الشركات الفرنسية والجزائرية، وترتكز هذه الشراكة على البحث والتنقيب عن الغاز في الجزائر".
وفي سياق منفصل تحدّث ماكرون في تصريحاته الصحافية عن الهجرة غير القانونية، قائلا "هناك إرادة مشتركة بين الجزائر وفرنسا لمحاربة الهجرة غير الشرعية، تحدّثت مع الرّئيس تبون في الموضوع وقررنا العمل سويا لمحاربة شبكات تهريب البشر".
كان ماكرون قد دعا أمس الخميس في مستهل زيارة تستغرق ثلاثة أيام الجزائر، الجزائريين إلى تجاوز الذاكرة التاريخية الاستعمارية مع بلاده والتّطلع للمستقبل، قائلا: "لم نختر تاريخنا ولكنّنا ورثناه ولا يجب أن يكون عائقا أمامنا للمضي في علاقاتنا مع الجزائر قدما".
كانت العلاقات بين فرنسا والجزائر قد شهد توترات في مطلع أكتوبر الماضي على خلفية التصريحات التي أدلى بها ماكرون، التي شكك فيها بوجود الأمة الجزائرية قبل الاستعمار الفرنسي للبلاد، مما أثار حفيظة السلطات العليا بالجزائر.
واستدعت الجزائر سفيرها لدى باريس غير أنها أعادته في مطلع العام الجاري عقب بيان للرئاسة الفرنسية أكدت فيه احترامها للأمة الجزائرية.