أسرار انتشار جرائم الاعتداء على الأطفال فى الأماكن العامة
ازدادت في الآونة الأخيرة، جرائم التحرش وهتك العرض واغتصاب الأطفال، مما أثار الفزع والرعب في قلوب الآباء والأمهات خشية على أبنائهم، ولعل آخرها جريمة هتك عرض طفلة ملاهي أسيوط، والتي أحدثت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت الرأي العام.
تلك الواقعة التي هزت الرأي العام خلال الأيام القليلة الماضية، ورغم بشاعة الواقعة إلا أنّها ليست الأولى، بل هناك 14 طفلة، على الأقل، تعرضن لهتك العرض بطرق بشعة خلال هذا العام، ومنهم 5 أطفال تم هتك عرضهم داخل مدرسة شهيرة بالمعادي.
وترصد «النبأ» في التقرير التالي، أبرز وقائع هتك عرض الأطفال خلال الأيام القليلة الماضية.
طفلة ملاهي أسيوط
أثارت واقعة طفلة ملاهي أسيوط حالة من الجدل، بعد أن قام طفل يبلغ من العمر 13 عاما، بهتك عرض طفلة لم تتجاوز الخمس سنوات من عمرها داخل أحد الملاهي المخصصة للأطفال بحي شرق المحافظة، مستغلًا دخولها دورة مياه الرجال بالخطأ بمفردها؛ مما أدى إلى غضب واستياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وتم التحفظ على الطفل المتهم لحين الانتهاء من تحقيقات النيابة العامة، فيما تم توقيع الكشف الطبي على الطفلة، حيث أثبت تقرير الطب الشرعي وجود جروح وخدوش وعدم فض العذرية، حسب تصريحات والد الطفلة.
ذئب يغتصب ابنة خاله
لا تقل تلك الواقعة بشاعة عن واقعة هتك عرض طفلة أسيوط، بل إنها تتفوق عليها بكثير في البشاعة، حيث شهدت منطقة أوسيم جريمة قتل مأساوية عندما أقدم شاب على قتل ابنة خاله «أمل» داخل منزلها بمنطقة أوسيم، بعدما فشل في التعدي عليها.
وكشفت والدة الفتاة الضحية كواليس الواقعة التي شهدتها منطقة أوسيم بالجيزة، حيث قالت إن المتهم فشل في التعدي على ابنة خاله داخل منزلها، مستغلا وجود الأهل خارج المنزل ووجودها داخل المنزل بمفردها، وطرق باب المنزل وحينما فتحت له الباب طلب منها أن تحضر لها الماء ليشرب، وحينما استدارت بظهرها لتحضر له الماء دخل خلفها المنزل وأغلق الباب وقام بمحاولة التعدي عليها، أثناء مقاومتها له قام بإنهاء حياتها وترك باب المنزل مفتوح وتوجه إلى أسرتها ولم تتضح عليه أي ملامح تشير إلى ارتكابه الجريمة متظاهرًا بأنه طبيعي.
مدرسة بالمعادي
وتعرضت طفلة بمرحلة الحضانة إلى التحرش الجنسي بعدما اصطحبها عامل أسانسير في المدرسة إلى داخل دورة المياه، وهتك عرضها بطريقة وحشية وملامسة أماكن عفتها، مستغلًا صغر سن الطفلة وعدم إدراكها.
واستمعت الأجهزة الأمنية لأقوال والدة الطفلة المجني عليها، والتي اتهمت العامل بالتحرش بطفلتها وهتك عرضها خلال تواجدها في المدرسة، وبمواجهة المتهم أنكر في بداية الأمر، وبتضييق الخناق اعترف بارتكاب الواقعة.
وكشفت تحقيقات النيابة عن ارتفاع عدد ضحايا المتهم إلى خمسة أطفال حيث كان المتهم يستدرجهم داخل دورة مياه بإحدى المدارس الشهيرة الخاصة في منطقة المعادي ويهتك عرضهم.
هتك عرض طفلتين في «أسانسير» بالخانكة
على الجانب الآخر، تلقت أجهزة الأمن بالخانكة، بلاغا من «ن.ر» 38 عاما، ممرضة ومقيمة بالقلج، تتهم مجهولا تم تحديده عقب البلاغ، بمحاولة هتك عرض طفلتيها في أسانسير العقار الذي تعيش فيه، بوضع إصبعه في منطقة حساسة لدى الطفلتين وهرب.
وبفحص الواقعة تبيّن أنه أثناء صعود نجلتي المبلغة بالمصعد في العقار محل سكنهم بقرية القلج مركز الخانكة، قام شخص مجهول جرى ضبطه عقب تحديده من أجهزة الأمن بوضع إصبعه داخل منطقة حساسة ونجلتيها 10 سنوات و8 سنوات، مما أدى لوجود آثار بقع دماء بسيطة عند الأولى، وعرضهما على الطب الشرعي تبيّن عذريتها.
أثناء تحفيظ القرآن
وتجرد «محمود.ع»، 28 سنة، معلم أزهري عن دينه ومروءته، وهتك عرض الطفلة «جودي»، على مدار 4 سنوات داخل منزله، أثناء قدوم الطفلة لتحفيظها القرآن الكريم، حيث كان يجعلها تشاهد أفلامًا إباحية على هاتفه المحمول، ويلامس أماكن عفتها أثناء ذلك تحفيظها القرآن.
أرقام صادمة
ومن ناحية أخرى، كشفت دراسة صادرة عن منظمة اليونيسيف عن أن 83% من الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي في العالم لا يبلغون عن الجريمة وقت حدوثها، كما أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن هناك نحو 40 مليون طفل يعانون العنف بشكل عام في منطقة الأمريكتين والبحر الكاريبي.
وكشفت أول دراسة عن حوادث التحرش للأطفال صادرة عن معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس وخلصت فيها إلى أن «الاعتداء الجنسي» يمثل حوالي 18% من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل وأن في 35% من الحوادث يكون الجاني له صلة بالطفل، وأن 82% من الاعتداءات حدثت في أماكن من المفترض أن تكون آمنة للطفل وحدثت من أناس الطفل يثق فيهم و77% من المعتدين يحبهم الأطفال.
خلل نفسي
من جانبه يرى الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أنه يوجد لدى بعض الأطفال هوس الجنس، ويعتبر بالفعل مرضا خطيرا لدى الطفل عند ممارسته الجنس مع الضحية وهو طفل آخر يكون فارق العمر بينهما 5 سنوات أو أكثر، ويعتبر هذا المرض اضطراب وخلل نفسي شديد جدًا، قد يؤدي إلى جرائم.
وأضاف، أن هذا الاضطراب النفسي قد يؤدي إلى جرائم، حيث إن الطفل الجاني من الممكن أن يرتكب جريمة قتل لإخفاء جريمته، وللأسف تحدث تلك الواقعة مع الأقارب، فهنا يستهدف ابن الخالة أو ابن العمة الضحية، بناء على معرفته بها، فالأطفال لا يكون لديهم إدراك بما يحدث لهم في هذه الواقعة.
وتابع «هندي»: «أحيانًا يرتكب الجاني جريمة أيضا عندما يفشل في السيطرة على الضحية، وهذا المرض يكون اضطراب نفسي شائع لدى الرجال أكثر من النساء، وغالبا يكون لدى الأقارب أو أي شخص يمتلك سلطة على الطفل مثل المعلم أو المدرب أو الشيخ وغيرهم».
رأي القانون وموقف المشرع
وقالت المستشارة فيولا راجي، المحامية بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، إن جريمة هتك العرض ثاني جرائم الاعتداء على العرض من حيث الجسامة، وتُعرف على أنها الإخلال العمدي الجسيم بحياء المجني عليه بفعل يرتكب على جسمه ويمس في الغالب عورة فيه.
وبحسب «راجي» تنص المادة 268 من قانون العقوبات، على أن كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد أو شرع في ذلك يعاقب بالأشغال الشاقة من 3 سنوات إلى 7 سنوات، وإذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة لم يبلغ ست عشرة سنة أو كان مرتكبها ممن نص عنهم في الفقرة الثانية من المادة «267» يجوز إبلاغ مدة العقوبة إلى أقصى الحد المقررة.
ووضع قانون العقوبات عددًا من المواد والأحكام المتعلقة بهتك العرض ومواقعة الأنثى، وتضمن الباب الرابع من القانون بدءا من المادة «267» العقوبات المتعلقة بجرائم هتك العرض وإفساد الأخلاق.
ونص القانون في المادة «267»، على أن من واقع أنثى بغير رضاها يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد.