الرأس المدبر لخطط مكافحة الوباء عالميا
رسميا.. القضاء الأمريكي يتهم فاوتشي بالتواطؤ لإخفاء تسرب كورونا من المختبر
كشف القضاء الأمريكي بشكل رسمي عن أدلة تثبت تورط أنطوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وعضو في فريق عمل البيت الأبيض لمواجهة فيروس كورونا، أنتوني فاوتشي، مع شركات التكنولوجيا العملاقة، من أجل إخفاء الأدلة على تسرب فيروس كوفيد 19، المسبب لجائحة كورونا من المختبرات.
ويمثل هذا الاتهام فضيحة علمية دولية مدوية في ظل أن فاوتشي هو المسؤول الأول والرأس المدبر عن صياغة السياسة الصحية الأمريكية فيما يتعلق بجائحة كورونا، والأكثر تعاونا مع منظمة الصحة العالمية على الإطلاق.
تواطؤ فيسبوك وفاوتشي
واستطاع اثنان من المدعين العامين الأمريكيين، في ولايتي ميزوري ولويزيانا، جميع العديد من الأدلة الدامغة التي تظهر أن الدكتور أنتوني فاوتشي، عمل بشكل مباشر مع شركات التكنولوجيا الكبرى، لإخفاء المعلومات المتعلقة بالنقاش العام حول نشأة فيروس كورونا، ومن ذلك محادثات مباشرة أجراها لهذا الغرض مع مارك زوكريبرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك.
وأصدر قاض فيدرالي، قرارا بمنح كل من المدعي العام في لويزيانا، جيف لاندري، ونظيره في ميزوري، إريك شميت حق استدعاء فاوتشي، وغيره من المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بايدن، لاستجوابهم بشأن هذه المعلومات.
وتتمثل إحدى الحقائق الرئيسة، التي يريد المدعيان العامان إثباتها، في أن فاوتشي عمل مع فيسبوك وشركات أخرى لإنهاء الحديث عن أن الفيروس نشأ في مختبر بمدينة ووهان بالصين.
بيان رسمي
وقال لاندري وشميت في بيان: “الدكتور أنتوني فاوتشي، وهو مسؤول حكومي فيدرالي كبير، بالتعاون مع آخرين، عمل على تنسيق حملة لدحض فرضية حدوث تسرب لفيروس كوفيد 19 من المختبر في أوائل عام 2020”.
وأضاف البيان: "بصفته مديرًا للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، مول الدكتور فاوتشي أبحاث "الاكتساب الوظيفي" المحفوفة بالمخاطر في معهد ووهان لعلم الفيروسات، من خلال وسطاء مثل: مؤسسة EcoHealth Alliance، برئاسة الدكتور بيتر داسزاك".
وأوضح البيان أنه: "وبالتالي إذا تم تأسيس نظرية التسرب المختبري، فقد يكون الدكتور فاوتشي، والدكتور داسزاك متورطين في تمويل الأبحاث حول الفيروسات، التي تسببت في جائحة كوفيد - 19، وقتلت ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم".
وتوضح القضية التي يعرضها لاندري وشميت، العديد من الحالات التي أتيحت فيها الفرصة للدكتور فاوتشي، للعمل مع فيسبوك للتحكم في إيصال هذه الرسالة.
وعلى سبيل المثال، يقول المدعيان إن محاولات فاوتشي لدحض نظرية حدوث تسرب في المختبر بدأت في أواخر يناير 2020، عندما زعم أنه تلقى معلومات من زملائه تشير إلى أن فيروس كوفيد - 19، ربما نشأ في مختبر ووهان. وأوضح بيان لاندري وشميت أنه "بعد ذلك بوقت قصير، شارك الدكتور فاوتشي في مؤتمر عبر الهاتف مع العلماء وسلطات تمويل العلوم، يهدف إلى دحض وقمع نظرية تسرب المختبر هذه".
دور فيسبوك الخفي
وفي الوقت نفسه تقريبًا، تبين أن فاوتشي "تواصل مباشرة مع الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرج فيما يتعلق بالرسائل العامة وتدفق المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي، حول استجابة الحكومة لكوفيد 19".
ووفقًا لوثائق المحكمة، دعا زوكربيرج، الدكتور فاوتشي للتنسيق بشأن رسائل كوفيد من أجل “التأكد من أن الأشخاص يمكنهم الحصول على معلومات موثوقة من مصادر موثوقة”، واقترح تضمين رسالة فيديو من فاوتشي لأن "الناس يثقون في الخبراء ويريدون الاستماع إليهم".
واقترح زوكربيرج تضمين هذا المحتوى في محور يتم وضعه على قمة أولويات فيسبوك، للوصول إلى أكثر من 200 مليون أمريكي، و2.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وهو أمر وصفه فاوتشي بالمثير للغاية، وفقـًا لما جاء في رسالة بريد إلكتروني تم الاستشهاد بها ضمن المستندات التي قدمها المدعيان لاندري وشميت للمحكمة.
ووفقـًا لوثائق المحكمة، فإنه في الوقت نفسه، بدأت فيسبوك وغيرها من شركات وسائل التواصل الاجتماعي، حملة متزايدة باستمرار من المراقبة وقمع حرية التعبير والمتحدثين حول كورونا، والقضايا المتعلقة بكوفيد.
وقالت الشكوى إن فاوتشي ساعد فيسبوك أيضًا بشأن كيفية فرض رقابة على الحديث حول كوفيد - 19 بشكل عام، بما في ذلك المتحدثين الذين يجب حظرهم.
بقيت الإشارة إلى أن فاوتشي ومسؤولين آخرين سيدلون بشهاداتهم في هذه القضية خلال الأشهر المقبلة، وذلك وسط توقعات بإدانته بتعمد إخفاء المعلومات والتضليل والتواطؤ.