تحذيرات من أزمات جديدة في ليبيا تعيق اجراء الانتخابات
حذر أحمد العبود الباحث الليبي في العلاقات الدولية من تداعيات وتأثير الاتفاقيات على قرار وقف إطلاق النار، المبرم منذ أكتوبر عام 2020 بين أطراف النزاع، بالنظر إلى هشاشة وضعيته بالوقت الراهن.
العبود خلال تصريح صحفي حول دلالات هذه الاتفاقيات، وإن كانت تتضمن فعليًا شن هجوم من قبل حكومة عبد الحميد الدبيبة للسيطرة على الحقول والموانئ النفطية بتنسيق مع الأتراك، قال: “عندما يتم الحديث في مناخ خصومة سياسية لا بد من وضع كل الافتراضات في الحسبان، وبالطبع لا يمكن الجزم بالتخطيط لمثل هذه الخطوة لكن الحديث عن وجود صفقات تسليح تتعلق بالطيران المسيّر تحديدًا، وتصاعد مستويات التدريب من الجانب التركي للمجموعات المسلحة التابعة للدبيبة، لا يشير على الإطلاق لوجود سعي لصناعة السلام”.
حيث عاودت حكومة الوحدة "المنتهية الصلاحية قانونيًا" الكرة كسابقتها حكومة الوفاق ووقعت اتفاقية مع تركيا منتصف الشهر الماضي، ما أشعل الساحة السياسية في ليبيا وزاد من اضطراب وقلق محيطها الإقليمي، خصوصًا في شقها المتعلق بمنح امتيازات جديدة لأنقرة في قطاع الطاقة والترسيم البحري، وبدأت كل الأطراف المعارضة لها في الداخل والخارج في التحضير لمواجهة هذه الاتفاقية في ساحات القضاء المحلي والدولي.
والسبب في توقيع اتفاقية كهذه لا يمكن تفسيره على أنه خالٍ من الشبهات كون تركيا ليست رائدة في مجال الطاقة والتنقيب، وهناك من كان يشغل هذا القطاع غيرها، بل السبب لا يتعدى مطامع الحكومة التركية بالنفط والغاز الليبيين وحلم عبد الحميد الدبيبة بالاستمرار في السلطة، بعد أن ضاق الخناق عليه مؤخرًا.
الخطر الأكبر الذي تثيره هذه الاتفاقية، حسب أطراف ليبية بارزة، هو إشعال فتيل حرب جديدة في ليبيا، بسبب وجود معظم حقول النفط والغاز في البلاد خارج مناطق سيطرة حكومة عبدالحميد الدبيبة، وإعلان الجيش في بنغازي الذي يقوده قائد الجيش خليفة حفتر رفضه الاتفاقية وتجهيزه مناورات عسكرية ضخمة في سبها بالجنوب، نقطة انطلاقه في حملته السابقة إلى طرابلس عام 2019.
وكما اتضح أيضًا فإن هذه الاتفاقية تضع مسيرات تركية متطورة بيد الميليشيات المسلحة التابعة لعبد الحميد الدبيبة، وهو أيضًا يعتبر انعطافًا خطيرًا في مسار الأحداث الليبية، ويعتبر ضربة قوية لاتفاقية وقف اطلاق النار الهشة أساسًا.
حيث قالت صحيفة “إل فاتو كوتيديانو” الإيطالية، إن اتفاقية رئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة العسكرية مع تركيا تمنح أسلحة متقدمة للمليشيات الداعمة للدبيبة، وتمنحها طائرات دون طيار، يمكنها أن تخل بتوازن القوى الهش في ليبيا، وتهدد أمنها واستقرار المنطقة كلها.
وأضافت الصحيفة أنه في السابق كانت الطائرات دون الطيار المستخدمة في ليبيا تحت السيطرة التركية الكاملة، لكن هذه الاتفاقية تجعل سيطرتها في يد المليشيات التي قد لا تعمل بالتنسيق مع تركيا، وأنقرة تنتهك بهذه الاتفاقية قرارات مجلس الأمن التي تمنع توريد الأسلحة إلى ليبيا.
وبهذا يتخوف مرقبون ومحللون سياسيون من إمكانية اندلاع حرب واسعة في البلاد بين معكسري شرقي وغربي ليبيا، كون المشير حفتر لن يقف متفرجًا وجيشه يفقد هيبته وتوازن القوى أمام ميليشيات غربي ليبيا ومن خلفهم تركيا.