جسيمات دقيقة في الهواء تسبب نوبات قلبية مفاجئة
تلوث الهواء له علاقة مباشرة بسرطان الرئة.. خبير يوضح
توصلت دراسة جديدة نشرت في مجلة "لانسيت" العلمية إلى أن جسيمات تنتشر في الهواء بسبب التلوث، يمكن أن تؤدي إلى حدوث سكتات قلبية مفاجئة.
ودرس الباحثون جزيئات أصغر "25" مرة على الأقل من عرض شعرة الإنسان، معروفة باسم جسيمات "PM2.5" (قطرها 2.5 ميكرومتر)؛ وحجمها الصغير يعني أنه يمكن استنشاقها بسهولة، وقد تم ربطها بمجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية.
ويقول الباحثون، إن تنظيف هواء المدينة يمكن أن ينقذ الأرواح، ويقلل الضغط على المستشفيات.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد حسن الطراونة، استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة وأمراض النوم، في تصريحات تلفزيونية على قناة سكاي نيوز عربية، إن هذه المشكلة مشكلة عالمية، ففي تقرير منظمة الصحة العالمية عام "2016" تبين أن هنالك "400" مليون وفاة تحدث جراء تلوث الهواء، وهناك عوامل تتابعها منظمة الصحة العالمية كما أنها سياسات وإرشادات للدول لمتابعة مثل هذه الملوثات التي تحدث نتيجة الجسيمات العالقة والأوزون، وثاني أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد النيتروجين، والكربون الأسود، والمواد العضوية وغير العضوية، وهذه الملوثات لها تأثير سلبي على الجهاز التنفسي والجهاز المناعي أيضا.
وأشار الطراونة، إلى أنه في آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية عام 2016، أوضح أن "99%" من سكان العالم يتعرضون لتراكيز مرتفعة من هذه الجسيمات أو الملوثات، ولذلك وضعت العديد من الاستراتيجيات، والنصائح لمتابعة تراكيز تلك الملوثات في الهواء، والتوجه إلى وسائل الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الهواء لما لها من تداعيات كبيرة على صحة الإنسان، وبالتالي يجب متابعتها باستمرار، والعمل على تقليل ملوثات الهواء في المدن والقرى أيضا.
وأكد الطراونة، أن التعرض المستمر لمثل هذه الجسيمات يؤدي إلى تراكمها في الجهاز التنفسي؛ وبالتالي يضعف المناعة الداخلية للجهاز التنفسي، ويزيد من احتمالية حدوث الربو، ويزيد من حدوث احتمالية الالتهابات الرئوية والقصبات الهوائية لدى الأطفال.
ونوه بأن تراكم تلك الجسيمات في الرئة يسمح بدخولها لمجرى الدم، وتؤثر على الشرايين فتزيد من احتمالية حدوث الأزمات القلبية، ولها علاقة مرتبطة بحدوث سرطانات الرئة والانسداد الرئوي المزمن، ولها علاقة مباشرة بإصابة الجهاز العصبي المركزي؛ ولذلك يجب على الدول أن تسعى بشكل مستمر إلى اتباع تلك الاستراتيجيات التي أوصت بها منظمة الأمم المتحدة للحد من تلوث الهواء.