أجبرت ولد يأكل فضلاته.. تفاصيل جديدة في حضانة الإسكندرية تفضح جرائم المديرة
كوارث بشعة مازالت يُزاح عنها الستار، في واقعة حضانة الإسكندرية، التي أثارت غضب المصريين على مدار اليومين الماضيين، لا سيما بعد تواصل أولياء الأمور مع بعضهم، واسترجاع ما كان يحدث مع أطفالهم، وربط الأحداث التي كانت تحدث معهم ببعضها البعض، لتنكشف أمامهم الصورة بكافة تفاصيلها، ولكن بعد فواتِ الأوان، لتميط اللثام جرائم أقل ما توصف به أنها بشعة، في حق أطفال لا حول لهم ولا قوةٍ.
والدة كاميليا تكشف جرائم مديرة حضانة الإسكندرية
تقول والدة الطفلة «كاميليا» المعتدى عليها، والتي وثق التسجيل الصوتي المُسرب، واقعة تعذيها::بنتي دخلت الحضانة في 1 نوفمبر 2021، يعني من سنة تقريبًا، وفي أول فترة كان الأمر طبيعي، وبعدين كانت رافضة تروح الحضانة وبتعيط وهي داخلة، وأول ما نقرب من الحضانة تقول «نو ناني» «نو حضانة»".
لم يرد في ذهن والدة كامليا أن ابنتها تتعرض لوصلة تعذيب يومية، معتقدة أن رفضها الذهاب إلى الحضانة نوع من أنواع «الدلع»، لا سيما وأن مديرة الحضانة كان يبدو أنها شخصية حازمة، لا تهاون لديها في تطبيق القواعد، الأمر الذي لن تتفهمه كاميليا، وتحاول الهروب منه، "كان واضح إن صاحبة الحضانة شخص صارم، فكنت متوقعة إن الحضانة مليانة رولز، وإن بنتي بتدلع ومش عايزة تدخل علشان كدا".
كاميليا لم تجد أمامها سوى أن تستنجد بوالدتها، بعد تعرضها ذات مرةٍ لإحدى وصلات التعذيب المعتادة، على يد الدادة، أو «الناني»، لم يكن أمام الأم آنذاك، سوى مواجهتها، والتي نفت ما حدث برمته، بل أكدت لها أن مثل هذه الأشياء لا تحدث مطلقًا في الحضانة.
تسجيل صوتي فضح المديرة
القدر الكافي من التعليم الذي كانت تحصل عليه «كاميليا»، وكان ظاهرًا للجميع، لا سيما تعلم اللغات، جعل والدتها تعتقد أن حضانة الإسكندرية تلك، لا تشوبها شائبة، واطمئنت إليها، رغم رفض المديرة دخول أولياء الأمور داخل الحضانة تحت أي ظرف من الظروف، ودون أخذ موعد مُسبق؛ إلا أن والدة «كاميليا» كانت تعتتقد أن الأمر يرجع بتطبيق الإجراءات الاحترازية، خصوصًا وأن التحاق ابنتها بالحضانة كان بعد أزمة كورونا.
لم يكن أولياء الأمور يلتقون طيلة فترة ما قبل كشف المآسي التي كان يتعرض لها أطفالهم، والآن بعد أن اجتمعوا وبدأوا ربط الأحداث واسترجاع، بعض الأمور التي كانوا يعتقدون أنها طبيعية، "ما كناش بنتقابل أنا وأولياء الأمور، وكأن كان فيه غشاوة على عينينا، ولكن دلوقتي لما بدأنا نلتقي بعد الكارثة اللي حصلت، كل حد منا يقول أنا بنتي جات لي مخبوطة بوم كذا، وأنا ابنب لاحظت عليه تصرفات غريبة، كل دا وما كناش رابطين اللي بيحصل دا بالحضانة، يعني كاميليا كانت بتصحى مفزوعة بالليل، وما ربطتش دا بالحضانة، خصوصًا وإن الحضانة كانت بتحط لنا صور الأطفال وهم بيلعبوا وبيعملوا أنشطة، غير إن بس كاميليا قالت الـ«ناني» ضربتني، وأنا ما ترجمتش إن الناس بالفظاعة دي".
الخميس الماضي، تحديدًا في المساء، بدأ أولياء الأمور يتواصلون، حتى أن أحدهم تواصل مع والد كاميليا، وأبلغه أن الأطفال يتعرضون للتعذيب، وبين عشية وضحاها اتسعت دائرة التواصل بين آباء وأمهات الأطفال، وفوجئا والدي كاميليا، بإرسال تسجيل مُسرب يكشف تعرض ابنتهم لوصلة تعذيب، على يد مديرة حضانة الإسكندرية، "اتبعت لنا الفويس، وعرفت منه صوت كاميليا، وفعلًا اليوم اللي حصلت فيه الواقعة بنتي كانت عملت حمام على نفسها، والحضانة ادوني الكيس اللي فيه الهدوم اللي غيروها لها وقتها".
ألوان تعذيب الأطفال على يد مديرة حضانة الإسكندرية
رغم افتراض حُسن النية من أولياء الأمور، إلا أنهم كانوا دائمي التساؤل بشأن الخدوش أو الكدمات أو التصرفات الغريبة التي تظهر على أطفالهم، ولكن مديرة الحضانة والمسؤولين بها، لطالما أكدوا لهم أن الأمر لا يتعدى كونه إصابات جراء الأطفال معًا، أو سقوطهم أثناء اللعب.
قسوة قلب مديرة حضانة الإسكندرية التي شهدت تلك المآسي، لم تتوقف عند حد الضرب والتعنيف وحسب، إلا أنها ذات مرة أجبرت طفل أن يأكل القيئ بعد تقيؤه، عقابًا له، وهو لا يعلم أي ذنبٍ اقترف، سوى أنه مريض، "من كلام بعض اللي شغالين في الحضانة، قالوا لنا إن المديرة مرة خلت طفل ياكل الترجيع بتاعه بعد ما رجَّع".
كل ألوان التعذيب -سالفة الذكر- لم تُشف غليل مديرة حضانة الإسكندرية، حتى أنها كانت تعذب بعض الأطفال بشد شعورهم، أو خبط أدمغتهم في الحائط، أو الجري مرارًا وتكرارًا في طرقات الحضانة، للحد الذي يقترب فيه الطفل من انقطاع أنفاسه.
جرائم مديرة الحضانة قاسية القلب، باتت أمام النيابة كما باتت مكشوفة للرأي العام، الذي استنكر قسوة القلب تلك، مطالبين بتوقيع أقصى عقوبة عليها لتكون عبرة، لمن يعتبر.