رئيس التحرير
خالد مهران

أنا هخليك متشوفش الشارع تانى..

تفاصيل محاكمة ضابط مباحث زور محضر مخدرات لسائق تاكسى

محاكمة ضابط مباحث
محاكمة ضابط مباحث المنيا

عاقبت محكمة الجنايات ضابط مباحث بقسم شرطة المنيا لقيامه بتزوير محضر مخدرات لسائق تاكسى واحتجازه حتى عرضه على النيابة العامة، بالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات عن التهمة الأولى والحبس مع الشغل لمدة سنة واحدة عن باقى الاتهامات، وتغريمه خمسون ألف جنيه، وعزله من وظيفته لمدة سنتين، والزمته المصاريف ومصادرة المحررات المزورة والمخدر المضبوطين.

ضابط مباحث المنيا

أحالت النيابة العامة ضابط مباحث المنيا بأنه بوصفه من أرباب الوظائف العمومية، غير بقصد التزوير محضر تحريات ومحضر ضبط، حال تحريره بجعل واقعة مزورة، وهى أن سائق التاكسى حال إحرازه مواد مخدرة في صورة واقعة صحيحة مع علمه بذلك التزوير، واستعمل ذلك المحرر المزور فيما زور من أجله بأن قدمه للنيابة العامة، محتجا بصحة البيانات الثابتة به مع علمه بتزويرها، وحجز ضابط مباحث المنيا سائق التاكسى المجنى عليه دون أمر أحد الحكام المختصين بذلك وفى غير الأحوال التي تصرح بها القوانين واللوائح بالقبض على ذوى الشبهة وحتى عرضه على النيابة العامة في اليوم التالى، ووجهت النيابة العامة للضابط تهمة إحراز بغير قصدى الاتجار أو التعاطى أو الاستعمال الشخص جوهرًا مخدرًا حشيش فى غير الأحوال المصرح بها قانونًا.

سائق تاكسى

ذكرت محكمة جنايات المنيا فى حكمها أن الواقعة حسبما أستقر فى يقينها وأطمأن إليها وجدانها، استخلاصا من أوراق الدعوى، وما تم فيها من تحقيقات، تتحصل فى أنه حال قيام المجني عليه بعمله كسائق تاكسي بمدينة المنيا، توقف بالتاكسي قيادته لقضاء حاجته بمنطقة خلف مستشفى الرمد، واثناء ذلك شاهده عميد طبيب كان يقف بسيارته بتلك المنطقة، فظن أن المجني عليه يحاول سرقة سيارة زوج شقيقته الموجودة بذات المكان، فتوجه إليه العميد وسأله عن سبب تواجده، وأخبره العميد أنه يحاول سرقة تلك السياره فنفى المجني عليه ذلك، إلا أن العميد قام بالصياح والنداء على زوج شقيقته مالك تلك السيارة.

شرطة النجدة

سارعت شقيقة العميد زوجة مالك السيارة بالترجل إلى مكان تواجدهم لإستيطاح الأمر واعقبها زوجها مالك السيارة، فوجدوا العميد قد قام بالإمساك بالمجني عليه ظنا منه إنه كان يقوم بسرقة سيارة زوج شقيقته، فقام الأخير بالاتصال بشرطة النجدة، وأبلغ عن الواقعة وذلك من هاتف المجني عليه الذي اخذه منه آنذاك، واعطى واثبت لشرطة النجدة رقم هاتفه.

ضابط بقسم الاشتباه

ثم حضر أحد أفراد الشرطة إلى مكان البلاغ واصطحب المجني عليه إلى منطقة مجاورة لفندق لوتس بذات المكان، ووصل إلى مكان البلاغ بناء على بلاغ النجدة ضابط بقسم الاشتباه، وأبصر بالمكان الأطراف سالفوا الذكر، وعقب تحدث سائق التاكسى مع مالك السيارة عن ظروفه المادية والإجتماعية، قام مالك السيارة بالتنازل عن البلاغ، وحرر لهم الضابط مذكرة بهذا التنازل حيث أعتبر أن البلاغ عبارة عن مشادة كلامية حدثت بين الطرفين، وانتهت بالتنازل وسلم سائق التاكسي لضابط اخر حضر إلى مكان البلاغ لانتهاء مدة خدمته.

الكشف جنائيًا
 

ثم حضر إلى مكان البلاغ أيضًا ضابط بقسم شرطة المنيا وأبصر قوات شرطة النجدة، وقد امسكت بالمجني عليه سائق التاكسي وعلم من المتواجدين أن المبلغ قد تصالح وتنازل عن بلاغه، فترك سائق التاكسي رفقة الضابطين وغادر المكان في ذات التوقيت الذي ترك فيه مالك السيارة وزوجته والعميد سائق التاكسي أيضًا بين يدي قوات الشرطة، وقام ضابط الاشتباه بأصطحاب المجني عليه سائق التاكسي إلى قسم شرطة المنيا، لتسليمه والكشف عنه جنائيًا عما إذا كان صادر ضده ثمة أحكام قضائية من عدمه.

الأحكام القضائية

بوصول ضابط الاشتباه إلى داخل القسم اصطحب سائق التاكسي، إلى غرفه جهاز الكمبيوتر الثابت به الأحكام القضائية، وبالكشف اسم سائق التاكسي تبين قيامه بتنفيذ جميع الأحكام القضائية الصادرة ضده، وعقب ذلك قام الضابط بترك المجني عليه بوحدة المباحث، وغادر قسم الشرطة بمفرده ولم يتم إثبات دخول المجني عليه بأية دفاتر خاصة بالقسم ولم يعرض على النوبتجية.

وحدة المباحث

ثم قام افراد شرطة من وحدة المباحث بأخذ متعلقات عبارة عن هاتف محمول ومبلغ أربعون جنيه ومفتاح سيارة التاكسي الخاصين بالمجنى عليه، ثم تقابل سائق التاكسي مع ضابط مباحث المنيا بمكتبه، والذي قرر له عبارة "أنت رجعت للسرقة تانى أنا هاخليك ما تشوفش الشارع تانى"، ثم تم وضع المجني عليه بإحدى الغرف بوحدة المباحث، ثم أتصل أحد أفراد قوة المباحث من هاتف المجني عليه بمالك التاكسي الذي يعمل عليه، ليحضر إلى القسم لأخذ المفتاح الخاص بالسيارة.

 

مالك التاكسي

فحضر مالك التاكسي إلى قسم شرطة المنيا وتوجه إلى وحدة المباحث، وتقابل مع احد الضباط لا يعرفه ولامه على تسليمه التاكسي للمجني عليه للعمل عليه، في حين أنه من تجار المخدرات واصحاب السوابق، وسلم له مفتاح السيارة الخاصة به، وبسؤاله لأفراد وحدة المباحث عن المجني عليه، أخبروه بأنه محجوز بوحدة المباحث.


تلفيق قضية اتجار مخدرات

واتجهت نية ضابط مباحث المنيا إلى تلفيق قضية اتجار في المواد المخدرة لسائق التاكسي المجني عليه، وتنفيذًا لذلك أحضر مادة الحشيش المخدر، وقام بتزوير محضر تحريات، أثبت فيه أنه وردت إليه معلومات من أحد مصادره السرية الموثوق فيها والسابق التعامل معها في العديد من القضايا المثمرة، أكدتها تحرياته مفادها قيام سائق التاكسي المجني عليه والمعروف لديه كونه من ذوي السوابق والاتهامات، بالاتجار في المواد المخدرة الجملة والقطاعي، على عملائه بالمنطقة والمناطق المجاورة، متخذا أيضًا من المتنزهات والميادين العامة مسرحًا لمزاولة نشاطه الإجرامي، ومتخذا من شخصه ومسكنه وملحقات مسكنه مكان لإخفاء تلك المواد.

إذن النيابة العامة

ثم عرض ضابط مباحث المنيا ذلك المحضر على النيابة العامة، والتي أصدرت الإذن له بتفتيش شخص ومسكن وملحقات مسكن المتحري عنه، لضبط ما يحوزه أو يحرزه من مواد مخدرة، وبعد صدور ذلك الإذن حرر على خلاف الحقيقة محضر ضبط سائق التاكسي في ظل وجوده بوحدة مباحث قسم شرطه المنيا.

 

محضر ضبط مزور

حرر ضابط مباحث المنيا على خلاف الحقيقة محضر ضبط أثبت به أنه بناء على إذن النيابة العامة الصادر له، فقد ورد إتصال هاتفي من مصدره السرى، المكلف منه بمتابعه المتحرى عنه فأفاد بتواجده بناحية شارع السبكي، وإنه وصل منذ قليل ويحوز كمية كبيرة من المواد المخدرة، وعلى استعداد لترويجها وبيعها على عملاءه، وعليه أعد مأمورية برئاسته رفقة قوة من أفراد الشرطة السريين، مستقلين سيارة الشرطة وتوجه إلى مكان تواجده، وبالوصول ابصره جالسًا أسفل أحد أعمدة الإنارة، فتوجه نحوه وتمكن من ضبطه وبتفتيشه عثر بجيبه على علبة سجائر بداخلها خمسة وعشرون قطعة بنية يشتبه أن تكون لجوهر الحشيش المخدر، كما عثر على مبلغ أربعون جنيها وهاتف محمول، وبمواجهته بما تم ضبطه أقر له بأنه يحوزها بقصد الأتجار، وتم تحريز المبلغ والهاتف المحمول، الذين سبق أخذهم من المجني عليه سائق التاكسي من قبل أفراد وحدة المباحث، وأيضًا الخمسة وعشرون قطعة لمخدر الحشيش، تمهيدًا لعرضهم رفقة المجنى عليه على النيابة العامة.

السندات المزورة

عقب حجز المجني عليها بوحدة المباحث تم حجزه بحجز القسم حتى تم عرضه في اليوم التالى، على النيابة العامة بالفترة الصباحية رفقة محضري التحريات والضبط المزورين والاحراز، وقد استعمل ضابط مباحث المنيا تلك السندات المزورة، بأن قدمها للنيابة العامة محتجا بصحة البيانات الثابتة بها، مع علمه بتزويرها كون المجني عليه سائق التاكسي لم يكن محرزا لثمة مواد مخدرة، حيث كان محتجزًا طوال الوقت بقسم شرطة المنيا.

الحقيقة أنكشفت

باشرت النيابة العامة التحقيقات مع سائق التاكسي المجني عليه، فأنكشفت الحقيقة بعدما أنكر صلته بالمواد المخدرة المعروضة، وأقر بأنه لم يغادر قسم شرطة المنيا حتى تم عرضه على النيابة العامة في صباح اليوم التالي، وباطلاع النيابة العامة على سجل المكالمات المثبت بالهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه، وتبين صدور مكالمة منه إلى شرطة النجدة، وصدور مكالمة إلى مالك السيارة التاكسي التي يعمل عليها المجني عليه، وثبت من الإطلاع على دفتر حصر البلاغات بشرطة النجدة، وجود بلاغ مفاده إبلاغ مالك السيارة المدعي بسرقته بضبط لص، وثبت بالاستعلام من شركة فودافون صدور مكالمة من هاتف المجني عليه لهاتف مالك التاكسي، وعنوان المتصل من 
داخل قسم شرطة المنيا، كما ثبت من دفتر احوال قسم شرطه المنيا بتاريخ الواقعة أن ضابط مباحث المنيا كان يقوم بالمرور على الخدمات خلال الفترة المدعى فيها الضبط، وثبت من تقرير المعمل الكيماوي أن القطع المعروضه رفقة محضري الضبط والتحري والمجني عليه، قطع لمادة الحشيش المخدر، وباستدعاء كافة الشهود قضت محكمه الجنايات بمعاقبة ضابط مباحث المنيا بالحكم المتقدم، وجارى عرض طعنه على محكمة النقض.