الورقي
بالمستندات.. مخالفات مالية وفنية بالملايين فى الأعمال الهندسية والإنشائية بالشركة الشرقية للدخان
كشف تقرير رقابي حصلت «النبأ» على نسخة منه، عن وقائع فساد جديدة داخل الشركة الشرقية للدخان، تتعلق بالمخالفات المالية والفنية التي شابت الأعمال الهندسية المسندة لعدد من المقاولين والجاري تنفيذها في الوقت الحالي.
قال التقرير في بدايته، إن أعمال قطاع الهندسة المدنية بالشركة الشرقية للدخان عن العام المالي قد شابها مخالفات مالية جسيمة تتطلب تحديد المسئولية، مشيرًا إلى أن قيمة الأعمال الهندسية التي تم إسنادها خلال الفترة من 1/ 7/ 2021، حتى 31/ 1/ 2022، وجار تنفيذها ولم يتم الانتهاء منها بلغت نحو 8 ملايين جنيه.
وأضاف التقرير، أنه تبيّن من خلال المراجعة التأخير الشديد في تسليم المواقع للمقاولين لبعض الأعمال وصلت لنحو 9 أشهر لبعضها ومثال ذلك عملية مراجعة الممرات الرئيسية بمصنع التحضير الشرقي، كما تبيّن تأخير المقاولين عن تنفيذ البعض الآخر من الأعمال لمدد وصل بعضها لنحو 7 أشهر للأعمال المتعلقة بالصالة المغطاة والمسندة للمقاول «المصرية المتحدة» لتركيب أجهزة إطفاء حريق تلقائي، علاوة على أعمال أخرى بالصالة المغطاة والجراج بالنادي الرياضي.
ولفت التقرير إلى أن الشركة لم تتخذ أي إجراء تجاه كافة هؤلاء المقاولين بتحصيل أي غرامات منهم والبالغ ما أمكن حصره نحو 322 ألف جنيه شامل الضريبة بالمخالفة للبند الثامن من أوامر الإسناد الصادرة لهم، ودون إسناد الأعمال لمقاولين آخرين وفقًا لذات البند من أمر الإسناد، هذا بخلاف قصور الشركة في عدم تحصيل أي تأمين نهائي بشأن كافة تلك الأوامر قبل بدء تنفيذ الأعمال وفقًا للبند الخامس من أوامر الإسناد وذلك لضمان التشغيل والتركيب في المواعيد المحددة والالتزام بالمواصفات الفنية.
وأكد التقرير أن هذا التقصير من جانب الشركة الشرقية للدخان، له أثر على تأخير أعمال الصيانة التي يستوجب إجراؤها لمواقع الشركة المختلفة، ويمثل إهدارًا لحقوق الشركة بعدم التعويض عن التأخير في الانتهاء من تلك الأعمال، الأمر الذي يتطلب تحديد المسئولية وإجراء التحقيق اللازم بشأن ما سبق وسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المقاولين لتنفيذ الأعمال.
من جهة أخرى، ذكر التقرير أن الشركة الشرقية للدخان قامت بإسناد أعمال علاج هبوط الأرضيات ومداخل الراميات بالجهة الشمالية بـ«مبنى تام الصنع الغربي بالمجمع الصناعي 6 أكتوبر» للمقاول «شركة الفارس» بقيمة 785 ألف جنيه، وتبيّن بشأنه أن الشركة أسندت الأعمال للمقاول دون إلزامه بتقديم شهادة لضمان الأعمال، بالإضافة إلى عدم الحصول على التأمين النهائي خلال المدة المحددة وتم الحصول عليه بعد بدء الأعمال خصمًا من مستحقات المقاول عند سداد قيمة المستخلص الأول للأعمال بعد مرور أكثر من شهرين، وبمتابعة الأعمال تبين وجود كسر في أجزاء من الانترلوك بأبعاد (3.4 متر في 40 سم) عند طرف السور الغربي لـ«مبنى تام الصنع» أحد المواقع التي تم إسناد الأعمال المدرجة بأمر الإسناد لها، ويخرج منها أسلاك نقل البيانات (أسلاك الجهد المنخفض) بصورة سيئة.
وفي سياق آخر، أشار التقرير الرقابي إلى أنه تم إسناد عملية إعمال تعديل «الرامب» الشرقي والغربي بمخزن تام الصنع الغربي بالمجمع الصناعي 6 أكتوبر بقيمة تقديرية 280 ألف جنيه للمقاول «مصر البناء الحديث»، وتبيّن بشأنها أن الشركة أسندت الأعمال للمقاول دون إلزامه بتقديم شهادة لضمان الأعمال، كما لم تحصل الشركة على التأمين النهائي خلال المدة المحددة، والاكتفاء بالحصول على تأمين ضمان الأعمال خصمًا من مستحقات المقاول عند سداد قيمة المستخلص الختامي والوحيد للأعمال بعد مرور أكثر من 3 شهور.
كما تطرق التقرير الرقابي إلى أوجه القصور التي شابت أعمال معالجة الفواصل ودورات المياه أعلى سقف البدروم «مخزن تام الصنع» بمصنع «المارلبورو» بالمجمع الصناعي بمدينة 6 أكتوبر، والمسندة بقيمة تقديرية بلغت نحو 507500 ألف جنيه للمقاول «شركة مصر البناء الحديث الجديدة».
وذكر التقرير الرقابي، أن من الأعمال الهندسية التي شابها القصور داخل الشركة الشرقية للدخان وتستوجب تحديد المسئولية، عملية تجديد 7 دورات مياه بالحجرات على الأسوار الخارجية خاصة بأفراد الأمن الخارجي بالمجمع الصناعي بأكتوبر، حيث بلغت قيمة تلك الأعمال 340 ألف جنيه وصدر بشأنها أمر الإسناد رقم 10635 بمبلغ 270987.5 جنيه شامل الضريبة للمقاول «لايت ستار للمقاولات»، وتبيّن عدم قيام الشركة بالحصول على التأمين النهائي خلال المدة المحددة من المقاول والاكتفاء بالحصول على تأمين ضمان الأعمال بقيمة 14225.3جنيه خصمًا من مستحقات المقاول عند سداد قيمة المستخلص الختامي والوحيد للأعمال في 14 / 2 / 2022 بعد مرور نحو 5 شهور، الأمر الذي يتطلب تحديد المسئولية بشأن عدم الحصول على التأمين النهائي من المقاول الراسي عليه الأعمال خلال المدة المحددة وفقًا للائحة، وكذا عدم القيام باتخاذ أي إجراء بشأنه.
من جانبها، تؤكد «النبأ» أنها لا تسئ لأحد، ولا تسعى لصنع عداوات مع الشركة المذكورة، ولكن الجريدة في الوقت نفسه تمارس دورها المهم في تغطية الأحداث في كل القطاعات على مستوى الجمهورية، وذلك تطبيقا لدور الجريدة وصحفييها في كشف الحقائق، وتنتظر الجريدة أي رد من الشركة المذكورة، إعمالًا بأن حق الرد مكفولا بالقانون.
